الأنباء بوست/ حسن المولوع
ما زالت تداعيات البيان “الحربي” الصادر عن النقابة الوطنية للصحافة المغربية بخصوص الزميل الإعلامي وديع دادة تثير ردود فعل غاضبة وتستقطب استنكاراً واسعاً، نتيجة السقطة الأخلاقية التي ارتكبها رئيس النقابة، عبد الكبير أخشيشن. فقد أصدر هذا الأخير بياناً يعج بلغة التفرقة بين الزملاء والزميلات في القناة الثانية، مُشهراً بمدير الأخبار بالقناة نفسها، حميد ساعدني.
ومعلوم أن الزملاء والزميلات بالقناة الثانية يعملون كجسد واحد رغم اختلاف انتماءاتهم النقابية، إذ ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، حيث يتنافسون نقابياً ويتعاونون مهنياً لتقديم محتوى إعلامي يحترم الجمهور ويدافع عن المصالح العليا للوطن.
في ظل تداعيات هذا البيان “الحربي”، الذي توعد القناة التي أسسها المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني بالمعركة، نشر الأستاذ عبد الحق مبشور، الكاتب العام لجمعية متقاعدي القناة الثانية للصداقة والتعاون، صورة على حسابه في فيسبوك مرفقة بتدوينة تؤكد “أن ما يجمع الزملاء بالقناة أكثر مما يفرقهم، فهم أبناء بررة للقناة الثانية 2M”. وأضاف في نفس السياق: “للحقيقة والتاريخ: كان المكتب النقابي للقناة دائماً في صف شغيلة القناة عامة وصحفييها خاصة. ويجب التذكير بالظلم الذي تعرض له في وقت سابق الفقيد العزيز صلاح الدين الغماري، والحادث المروري الذي تعرض له الأخ وديع دادة.”
تدوينة الأستاذ مبشور دحضت الادعاءات التي وردت في البيان “الحربي” لعبد الكبير أخشيشن، الذي أشار ضمنياً إلى أن هناك انتقاماً من وديع دادة بسبب انتمائه النقابي. واعتمد البيان على لغة التهجم والتشهير، مُحدثاً التفرقة داخل القناة الثانية في إطار تصفية الحسابات الشخصية واعتماد سياسة “فرق تسد”.
اللافت أن رئيس النقابة، عبد الكبير أخشيشن، لم يطلع على تفاصيل القرار القاضي بالتوقيف المؤقت للزميل وديع دادة كرئيس تحرير ومنعه من تقديم النشرات الإخبارية، إلا بعد مثوله أمام المجلس التأديبي الذي له الكلمة الفصل. ومع ذلك، سارعت النقابة إلى إصدار بيان متوتر دون أي تشاور مع المكتب التنفيذي، وفقاً لمصادر مطلعة. البيان لم يسعَ إلى إيجاد حلول، بل هدف إلى التصعيد وإطالة أمد قضية الزميل دادة، واستغلالها كورقة نضالية. في حين أن الأسلوب النقابي يفترض احترام مبدأ الحوار والتفاوض لحل المشاكل المهنية.
عندما تحدث عبد الكبير أخشيشن عن “بداية المعركة”، كان من الضروري التساؤل: هل أصبح الدفاع عن حقوق الصحفيين معركة عسكرية؟ أم أن الموقف يستدعي اللجوء إلى الحلول السلمية والحوار العقلاني؟
إن الأسلوب “الحربي” الذي اعتمده أخشيشن لا يخدم مصلحة الزميل وديع دادة ولا يرتقي إلى مستوى العمل النقابي المسؤول. بل المطلوب في هذه القضية الحساسة هو التحلي بروح الحوار، التفاوض الفعّال، والتواصل المهني البناء لتحقيق العدالة وضمان حقوق الصحفيين، بعيداً عن التوتر والصدامات التي لا تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات.
شارك هذا المحتوى