الأنباء بوست / حسن المولوع
لم يتوقع مروجوا الافتراءات و الأباطيل أن ما صنعته أيديهم الطاعنة في الغدر في حق الصحافية والبرلمانية حنان رحاب سينقلب عليهم في لمح البصر ، بعدما انتشرت حملة تضامن واسعة معها ليس لها مثيل ، من مختلف الأطياف والتوجهات .
كان يعتقد من دبر الخبث في جنح الظلام أن ما صنعته يداه سيكون كالرصاصة القاتلة ، بمجرد إطلاقها سينفض الجميع من حولها وتبقى وحيدة في ساحة الوغى تصارع الأشباح حتى تصاب بالانهاك وبعدها ترفع الراية البيضاء منهارة مستسلمة، ليشعر من يتمنى تحطيمها بالإنتشاء والشعور بلذة الانتصار ، لكنه خاب وخسر ، ليتحول تدبيره تدميرا وبقي كيده في نحره ، لأن النتائج كانت عكسية بالنسبة إليه، فالمتضامنون كثر ويتكاثرون ، ليصبح الفيسبوك مزينا بصورها مرفوقة بعبارات التضامن ومصحوبة بهاشتاغ #كلنا_حنان_رحاب .
لقد انتصرت حنان رحاب دون أن تخوض الحرب ، وجلست على عرش المجد تتلذذ طعم الانتصار ، منشية بهزيمة من أراد بها سوءا، وساء سبيلا ، حققت في أقل من يوم واحد ما كانت ستشتغل عليه سنة بأكملها عبر شركات التواصل أو تلك المتخصصة في الدعاية فتكلفة هاته الخدمات تكلف أموالا كثيرة ، لكن بفضل خبثهم تمت الخدمة بالمجان ، و كانت مناسبة لتسويق نضالاتها ، حتى صار الناس يعددون خصالها ويسترجعون مختلف مداخلاتها بالبرلمان ، والغالبية منهم أعلنوا دعمهم لها منذ الآن من أجل العودة للبرلمان، لأنه وحسب تعبيراتهم المختلفة والتي تنصب حول معنى واحد أنها البرلمانية الوحيدة التي تستطيع الدفاع والترافع بكل جرأة وشجاعة عن مختلف القضايا التي تهم المواطنين والمواطنات كان آخرها الترافع من أجل الطلبة ومن أجل الأساتذة وقبل ذلك بشهور عن جشع المصحات الخاصة ، وهاته الأخيرة تسببت لها في متاعب كثيرة، لكن وبالرغم من ذلك لم تستسلم وواصلت غير عابئة بما يروجونه عنها ، حتى إن هناك من لا يستطيع أن يأتي بما يفيد تقاعسها في مهامها البرلمانية فيخرج تلك التهمة المفبركة ” أنت وصفت الشعب بالقطيع” ، وسواء كان ما تم إلصاقه بها صحيحا أو غير صحيح فإن الموضوع مرت عليه أكثر من ثلاث سنوات أي طاله امد التقادم ، فمن يجتر مثل هذا الكلام إنما يعبر عن عجزه في الاتيان بما هو صحيح وليس بما هو مفبرك وتم ترويجه بخبث في إطار اللعب الخبيث في السياسة والضرب تحت الحزام .
السياسيون في أوربا عندما يقتربون من خوض الحملات الانتخابية تنصحهم الشركات المختصة في الدعاية السياسية ، بأن يكشفو عن مشكل خاص وقع لهم ، بعدها يقومون بإخراجه للرأي العام عبر وسائل إعلامية برواية غير صحيحة أو فيها غموض أو تنقصها ايضاحات ، بعدما تخرج الرواية / المشكل الخاص إلى العلن ، يتم تسليط الضوء على الشخصية وتبدأ الجماهير بالاهتمام به والتعطش لمعرفة تفاصيل حياته الماضية وفي الحاضر ، وشيئا فشيئا يستقر في اذهانهم ويصبح حديث كل لسان ، ثم يخرج هو شخصيا للرأي العام عبر نفس وسائل الإعلام في إطار حق الرد ووسائل إعلامية أخرى من أجل التوضيح ورواية الحقيقة الكاملة ، في هاته الحالة يكون بجانبه مختص في التواصل يعطيه كافة التعليمات ، كيف سيتكلم عبر اختياره لكلمات مناسبة حسب نوع الخطاب ، حركات الوجه واليدين ونوع اللباس ..الخ ، وغالبا ما يخاطب الجماهير بالعاطفة ليكسب تعاطفهم بعدما يقنعهم بروايته ، حينها يصبح شخصية معروفة أكثر فأكثر ، وعندما تأتي الحملة الانتخابية يكون من السهل عليه مخاطبة الجمهور وإقناعهم لأنه أصبح وجها مألوفا لديهم ، بطبيعة الحال هاته الاستراتيجية لا تنجح تماما عندنا في المغرب لأن غالبية الشعب يصدق فقط الرواية الاولى التي تتعلق بالفضيحة وعندما يريد السياسي أن يوضح يطبقون عليه قاعدة ” ولو طارت معزة ” حتى إن هناك بعض وسائل الإعلام لا تحترم البند المتعلق بحق الرد .
أنا أرى بأن الصحافية والبرلمانية حنان رحاب نجحت في الدعاية لنفسها بدون ان تخطط لها ، وكانت دعاية مجانية وجب عليها أن تشكر من روجوا عليها الافتراءات والأكاذيب ، وأرى أيضا أنه يجب عليها ما دامت أنها لم تخطط لهاته الدعاية أن تستغل الفرصة وتتقدم للانتخابات لأنه على ما يبدو فلقد أصبحت لديها قاعدة جماهيرية واسعة تساعدها على خوض غمار الانتخابات من أجل ألا يُضَيِّع البرلمان طاقة مثل طاقتها ، ولا يختلف إثنان في كون أن حنان رحاب استطاعت بحنكتها أن ترسم لنفسها مسارا سياسيا متميزا ، فهي تناضل عبر جبهات مختلفة ودائمة التواصل مع الجمهور .
شخصيا انا مؤمن بكفاءتها السياسية وأكاد أجزم أنها لو خاضت غمار الانتخابات في دائرة من الدوائر المعروفة بدوائر الموت ، كآنفا مثلا ، فإنها بكل تاكيد ستعيد للوردة ألقها ، لأن حنان رحاب واجهة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وقوة ناعمة ، خطيرة على القوة الخشنة، أو كما يلقبها أحباؤها بسندريلا البرلمان و السياسة، أشبه بسندريلا الشاشة سعاد حسني .
شارك هذا المحتوى