الأنباء بوست/ حسن المولوع
قد يتصدر الرجال صفحات الكتب والمجلات وتُسلَّط عليهم الأضواء كل حسب موقعه، لكن خلف الكواليس تكتب النساء أعظم قصص الحب والصبر والتضحية. فالسيدة أسماء الموساوي، زوجة سلطان الصحافة توفيق بوعشرين، هي نموذج حي لذلك؛ فهي ليست مجرد شريكة حياة، بل أميرة الحب والصمود، والمرأة التي تجسد معاني الوفاء بكل تفاصيله.
بسكونها الهادئ وصبرها اللافت، تواجه أسماء المصاعب بشعار خالد: “دعهم يقولون فغداً عند ربكم تختصمون”. فهذه ليست مجرد كلمات عابرة، بل فلسفة حياة تعكس إيمانها العميق وعدالتها التي لا تتزعزع.
رغم المحن والشدائد، استطاعت أسماء أن تكتب اسمها في التاريخ؛ فقد حوّلت الألم إلى أمل، والحرب إلى حب، والمحن إلى منح. إذ لم تعبأ بالعواصف وظلت صامدة منذ سنوات وحتى الآن، ونجحت في زرع قيم الصبر والتفاني في أبنائها الذين يحققون التفوق الدراسي بفضل استثمارها في حب زوجها وتربيتهم على الأخلاق والنجاح.
أسماء الموساوي، تلك السيدة المؤدبة والمتخلقة التي تنضح طيبةً ورقياً، أثبتت أن الحب الحقيقي ليس مجرد عاطفة، بل صمود في وجه العواصف ودعم لا يتوقف. فهي تقف إلى جانب زوجها توفيق، تدعمه وتشد من أزره، كأنها تقول للعالم: “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة.”
الجميع يتذكر تلك اللحظة المؤثرة عندما استقبلت أسماء زوجها توفيق عند خروجه من السجن. إذ قبّلت رأسه بكل وقار وإجلال، في قبلة حملت رسائل عميقة ودلالات على الاحترام والتقدير. وكأن توفيق، في تلك اللحظة، كان أباً حنوناً وعطوفاً على ابنته. أما توفيق، عندما سأله نجم الصحافة الأستاذ حميد المهداوي عن أسماء، تكلم عنها بقدسية ظهرت في بريق عينيه، وملأت كلماته حباً وامتناناً.
في المغرب، لدينا نساء أصيلات يمثلن عنواناً عريضاً للمرأة المغربية الأصيلة، حيث كتبن أسماءهن بمداد من ذهب. مثل زوجة نجم الصحافة الأستاذ حميد المهداوي، السيدة بشرى الخونشافي، وزوجة متنبي الصحافة الأستاذ سليمان الريسوني، السيدة خلود المختاري. أما الأم الحنونة فتيحة مرشد، والدة عمر الراضي، الذي يمثل قلب الصحافة النابض وأملها باعتباره من رواد الصحافة الاستقصائية، فتختزل بجسارتها وحبها جميع نساء المغرب، وتعد رمزاً للحنان والقوة والإلهام.
في وقتنا الراهن، حيث يتحدث الجميع عن تعديل مدونة الأسرة، نجد في هذه الأسماء نموذجاً حياً للمرأة المثالية، التي تبني أسرة متماسكة أساسها الحب، وقوتها الصبر والتضحية. وكما قال نجم الصحافة وزعيم الكلمة الحرة، الأستاذ حميد المهدوي، في إحدى تدويناته على فيسبوك: “الأسرة كالوطن، من حمل معولًا لهدم أسرة، قادر على حمل معول لهدم الوطن.” نشر الأستاذ المهدوي هذه التدوينة وأرفقها بصور لأميرة الحب والصمود السيدة أسماء الموساوي .
إن أسماء الموساوي ليست فقط شريكة حياة توفيق بوعشرين، إنها رمز للمرأة القوية التي تصنع من المحن قصصاً تُلهم الأجيال. إنها أيقونة تستحق أن تُروى سيرتها كنموذج للمرأة المغربية التي كتبت بصلابتها وإيمانها صفحات مشرقة من الحب والصمود، لتلهم أجيالاً من النساء والرجال على حد سواء.
شارك هذا المحتوى