الشيخ محمد الفزازي*
الجزء /3
مجاراة الصحفي مصطفى الحسناوي في تحقير المخالف، أو في ردّ الصاعِ صاعين لمن سبه أو شتمه أمرٌ عسير.
يكفي أن تقف على هذه العينة في خطابه لمنتقديه وشاتميه… (الأفواج ديال الحمُر والقطعان المستنفرة ديال الحثالات والحُقراء…) هكذا دفعة واحدة… وما تفرق من ألفاظ بذيئة في ردوده شيءٌ صادم.
شخصياً أنأى بنفسي عن هذا المنحدر، وما يهمني هو ضبط المسائل من الناحية العلمية ليس غير.
لقد حوّل الحسناوي الموضوع من إعلان الإلحاد بقوله (انتقلتُ من الإيمان إلى اللائيمان) وهذا ليس تساؤلاً ولا بحثاً ولا تأملاً. هذا إعلان جازم عن الردة بيقين. أقول انتقل من إعلان الإلحاد إلى موضوع آخر وهو حسب قوله بالحرف:
((( أنا أمر بأزمة، منذ سنتين ونصف أنا أمر بمرحلة خطيرة، أنا أشك في كل اليقينيات… عندي شكوك في اليقينيات والقطعيات والأصول والمعتقدات، اصطدمت بمجموعة من النصوص والتفسيرات ووجدت إشكالات كبيرة. أغيثوني ! هل من مغيث؟ )))
إن الشك في قطعيات الدين وفي القرآن كله لا يقِلّ ضرراً ولا ضلالاً عن الإلحاد عينِه. إنه نقِيضُ اليقين.
فمن صفات المنافقين التذبذب
والتيه والشكّ؟
قال الله تعالى في وصْف المنافقين: (( مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً)) {النساء: 143}.
هذا التذبذب بالذات هو ما أعلنتَ عنه. والمتذبذب هو الحائر الذي لا يستقر على رأي.
قلتُ: إن الشك في حكم قطعيّ من أحكام الله – بَلْهَ الشكَّ في القرآن كله- يُعتبرُ تاقضاً من نواقض الإيمان. قال الله تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا…))الآية [الحجرات: 15]
هكذا (ثم لم يرتابوا) مع استعمال أداة الحصر (إنما) وقال الله تعالى (( وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [التوبة: 45]،
أليس هذا هو حالك ؟ قلب مرتاب، ومتردد في رَيْبِك؟
وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله، وَأَنِّي رَسُولُ اللّهِ. لاَ يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ، غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا، إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ». رواه البخاري
الشرط (غير شاكٍّ فيهما)
هذا وكتبه محمد الفزازي رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.
شارك هذا المحتوى