
الأنباء بوست
كشفت مصادر متطابقة أن لقاءً حزبيا كان من المزمع أن يترأسه الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، بمدينة فاس، تعذر انعقاده بسبب أجواء مشحونة سادت مقر الحزب، على خلفية احتجاجات صاخبة نظمها عدد من مناضلي الحزب.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الأنباء بوست »، فقد اندلعت الاحتجاجات قبيل انطلاق الاجتماع الذي كان مخصصا للمجلس الإقليمي للحزب واللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي، وكان من المرتقب أن ينطلق زوال الخميس، حيث حاول محتجون منع الكاتب الإقليمي للحزب وعضو المكتب السياسي، جواد شفيق، من دخول المقر، مما أدى إلى تصاعد التوتر في محيط اللقاء.
وتفيد المصادر ذاتها بأن جواد شفيق حضر إلى مقر الحزب محاطا بحراس خاصين، وهو ما أثار حفيظة عدد من الاتحاديين الذين اعتبروا ذلك استفزازا غير مبرر، الأمر الذي دفعهم إلى مطالبته بمغادرة المكان، وهو ما استجاب له بعد تزايد حدة الاحتجاجات. وتبع ذلك انسحاب إدريس لشكر بدوره، في مشهد يعكس عمق الخلافات التنظيمية التي يعيشها الحزب على المستوى المحلي.
في المقابل، أشارت مصادر أخرى إلى أن لشكر عاد لاحقا إلى مقر الحزب بعد مغادرة شفيق وأنصاره، حيث اجتمع بمجموعة من أعضاء الحزب، وتم الاتفاق على تأجيل اللقاء إلى موعد لاحق، في محاولة لامتصاص التوتر وتهيئة ظروف أنسب لعقده مستقبلا.
ويأتي هذا التوتر في سياق ما وصفته مصادر حزبية بـ«حالة من الانقسام المتفاقم» بين تيارين داخل الاتحاد الاشتراكي بفاس، الأول يقوده جواد شفيق، والثاني يتمحور حول ياسين جوهر، رئيس مقاطعة فاس المدينة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي.
ويرى مراقبون أن ما جرى بفاس يعكس أزمة أعمق داخل الحزب، ليس فقط على مستوى التمثيلية المحلية، وإنما على مستوى تدبير العلاقة بين القيادة المركزية والهياكل الجهوية، في مرحلة يعتبرها كثيرون حساسة في مسار الاتحاد الاشتراكي قبيل مؤتمراته التنظيمية المقبلة.

شارك هذا المحتوى