
الأنباء بوست
ارحموا ذليلاً قد تضاعفَ ذلُّه. ألمْ يكفِكُم هوانُه على سلْك المحاماة؟ ومن قبلُ عزْلُه عن سلك القضاء كما يُعزَلُ البعيرُ الأجربُ عن القطيع؟ ألم يوصِكُم نبيّكم صلى الله عليه وسلم بالرحمة فيما بينكم ؟ ( الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا مَن في الأرض يرحمْكم مَن في السماء) رواه أبو داود
كلُّ فئةٍ من الناس تنبُذُ بالإجماع من يقتحم عليها مجالَها، ويريد عضويّة في رحابها… فهي فئةٌ مستبصرةٌ، والمنبوذُ فيروس نجسٌ دخيلٌ قد ظهرَ شرُّه. فلا جَرَمَ أنْ تتنكّر للأجرب كلّ فئةٍ أخرى إذا لم يستحيِ وحاولَ إعادة محاولة الانتماء.
تمسكن ولم يتمكّن، فكالَ للهيئة التي رجا عطفها ودون أن تأْبه به أو تُعيرَه أدنى قيمة… كال لها من غِلَظِ التعيير وفظاظة التعبير ما يأْنفُ منه كلُّ ذي أنَفةٍ ونخوة… ومن أين للحقير الصغير الأنفة والنخوة؟
من جهتي لا أرى مانعاً – من باب الرحمة طبعاً- أنْ نجد للاجرب بذلة صفراء تؤهّله لحراسة موقف السيارات أمام إحدى المحاكم… راجياً ألّا يُنْبذَ هذه المرة حتى من حراس السيارات… لأنهم لو فعلوا- لا سمح الله- فالخشية من أن يقترفَ ما اقترفه بوعزيزي تونس في نفسه، رحمه الله. وخشيتي لها ما يُسوِّغها.
لهذا، عَوْدٌ على بدْء: ارحموا ذليلَ قوم قد غمره الذل والهوان حتى بات منظره مقزّزاً يبعث على الغثيان. كل التحية لهيئة المحامين بمدينة الانوار.

شارك هذا المحتوى