الأنباء بوست / حسن المولوع
وكأن قدر سكان المحمدية أن يحمدوا الله على نهاية سنوات عجاف وسقوط الحرس القديم بعدما طردوه من الباب ، ليفاجؤوا بنفس الوجوه تدخل من النافذة بطريقة ملتوية ، هذا هو الواقع الذي فرضه رجل الأعمال المعروف هشام آيت مانة حين رشح معه محمد العطواني ضمن لائحة انتخابات أعضاء مجالس الجماعات ، والأكثر من ذلك وضعه في المراتب الأولى ليكون له حظ الظفر بمقعد داخل المجلس البلدي للمحمدية .
خلال ندوته الشبه صحفية التي عقدها يوم أمس الأربعاء ، قال هشام آيت مانة، نحن جئنا بالتغيير ونريد التغيير ، وقال في سياق آخر، نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج فهو لا يريد الممارسات القديمة في الحملات الانتخابية ، وهنا يتأكد بالدليل القاطع على أن هشام يقول الشيء ويفعل نقيضه ، فأي تغيير هذا الذي سيكون ووجه من الوجوه تتبعه الأصوات المستنكرة من طرف السكان مطالبة برحيله ؟ كيف ستكون النتيجة ما دام السبب معروف وهو وجود محمد العطواني الذي لا يختلف حوله إثنان بأنه من الحرس القديم الذي يلزم تغييره، لتتغير ملامح المدينة بأفكار جديدة …
إن ترشح محمد العطواني باللائحة ذاتها التي يوجد بها آيت مانة عن حزب التجمع الوطني للأحرار ، يعتبر تحديا لإرادة السكان الذين يتوقون للتغيير ، ويظهر على أن آيت مانة يريد أن يتفرغ للعمل البرلماني إذا نجح ، فيما سيترك مفاتيح المجلس البلدي للعطواني ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، وما هو مؤكد أن العطواني سيوجد ضمن المجلس ، ووجوده معناه وجود نفس الممارسات ، هذا إن حصلت اللائحة على مقاعد كثيرة وكان للسكان رأي آخر بأن يجعلوا الحمامة تسير مدينتهم.
سكان مدينة المحمدية يوجدون الآن في مفترق الطرق ، وهم من سيقررون مرشحهم ، هل سيكون من صنف تجار الدين ، أم من صنف المال والأعمال الذين راكموا ثرواتهم بسواعد الطبقة الكادحة ؟ أم سيكون مرشحهم من الإقطاعيين الذين يقومون بالترحال من حزب إلى حزب ؟ أم أنهم سيتسلحون بدرجة كبيرة من الوعي السياسي كما هي عادتهم ويختارون واحدا من أهل الفكر والثقافة على اعتبار أنه لا سبيل لأي تغيير من دون ثقافة ووعي سياسي ؟ القرار لسكان المحمدية وهم من سيقررون ماذا ستخرج لهم الصناديق، ويوم 8 شتنبر هو يوم الحسم .
شارك هذا المحتوى