الأنباء بوست/ حسن المولوع
تُعدّ الإعلامية المتألقة، الأستاذة ربيعة مالك، رمزًا للنزاهة والنضال في المجال الإعلامي والنقابي بالمغرب. فبفضل مسيرتها المهنية الحافلة، أرست مكانتها كقائدة بارزة تدافع عن حقوق الصحفيين والصحافيات بشجاعة وإخلاص.
تتولى الأستاذة ربيعة منصب رئيسة تحرير بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وكانت عضوًا سابقًا في المجلس الوطني للصحافة، حيث أثبتت كفاءتها وحكمتها. كما شغلت منصب نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وعُرفت بدفاعها الدائم عن حقوق الجسم الصحفي وصوتها الجريء الذي لا يخشى النقد البنّاء.
في بيان مؤثر نشرته خلال فترة عدم ترشحها لقيادة النقابة، أوضحت الأستاذة ربيعة بدقة وشفافية الأسباب وراء قرارها، مستندةً إلى قناعة راسخة بمبدأ التنافي بين عضوية المجلس الوطني للصحافة وقيادة النقابة. أكدت أن استمرار الأعضاء في مواقع القرار بالنقابة يضعف من استقلاليتها ويهدد حقوق الصحفيين، إذ يصعب على النقابة ممارسة النقد الموضوعي تجاه قرارات المجلس.
كانت كلماتها صريحة وتفيض بالحكمة والإدراك العميق لتحديات الواقع الإعلامي، إذ رأت أن هذه الممارسات تخلق تضاربًا في الأدوار وتعرقل أداء النقابة وتحد من قدرتها على الدفاع عن حقوق الصحفيين بفعالية.
لم تكتفِ الأستاذة ربيعة بهذا الحد، بل كانت مواقفها دائمًا محط تقدير واحترام. فقد عرضت أفكارًا جوهرية خلال التحضير للمؤتمر الثامن للنقابة، داعيةً إلى تفعيل مبدأ الاستقلالية وتجديد النخب داخل أجهزة النقابة، ومطالبةً بإعطاء الأولوية للكفاءات الصحفية بعيدًا عن أي انتماءات حزبية ضيقة أو ممارسات غير مهنية. هذه المواقف المبدئية جعلتها عرضة للتضييق والتهجمات، لكنها لم تستسلم أبدًا، بل ظلت متشبثة بمبادئها وقيمها النبيلة.
رغم كل التحديات، ظلت الأستاذة ربيعة محبوبة ومحل تقدير من زملائها الصحفيين والصحافيات. فهي من النوع الذي لا يبخل بدعم المبتدئين وتقديم المساعدة لمن يحتاجها. بنزاهتها وطيبتها، كسبت احترام الجميع، حيث يشهد لها الكثيرون بقدرتها على تحقيق نتائج ملموسة بأسلوب يتسم بالهدوء والدبلوماسية. ثقافتها الفرنسية الفاسية منحتها صفات الاستقامة والشراسة الهادئة التي تفرض التقدير والاحترام، واسمها يكفي ليكون دلالة على الطيبة والإنسانية.
خلال انتخابات المجلس الوطني للصحافة، حصلت اللائحة التي ترشحت فيها الأستاذة ربيعة على دعم واسع من الجسم الصحفي، الذي صوت لها بالإجماع في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومواقع إلكترونية عدة. هذا الدعم يعكس مدى شعبيتها وثقة الصحفيين فيها كمدافعة صادقة عن مصالحهم. ورغم حب الجميع لها، غُيبت عن الساحة لضمان بقاء الوضع على ما هو عليه، إلا أن هذا لم يؤثر في سمعتها أو مكانتها الرفيعة بين الصحفيين.
اليوم، يبقى من الضروري عودة الأستاذة ربيعة مالك إلى الواجهة بقوة لتستفيد الساحة الإعلامية من خبرتها الواسعة وحكمتها المتميزة. فالجميع متشبث بها ويأمل في عودتها، وعلى الجهات العليا داخل الدولة أن تدفع بمثل هذه الكفاءات إلى الظهور والتمكين، بدل ترك المجال للانتهازيين الذين يسيئون لقطاع الصحافة والنشر ، خاصة وأن المغرب مقبل على تحديات كبيرة وشراكات دولية قوية في المستقبل .
الأستاذة ربيعة بحق فخر للصحافة المغربية وصوتٌ قويٌ يجب أن يُحتذى به، ليظل مشعًا وسط أي تحديات أو صعوبات، واضعةً مصلحة الوطن والصحفيين فوق كل اعتبار.
شارك هذا المحتوى