الأنباء بوست/ حسن المولوع
لم يعد خافياً على أحد أن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الكبير اخشيشن، دائماً “تايميزي على الطوكار” أي “العود الخاسر”، فأينما وضع يده تحدث مصيبة دون أن يستطيع، منذ توليه منصب رئاسة هذه النقابة، تحقيق أي نتيجة. وذلك لأنه ليس لديه أفق استراتيجي، ولا يتجاوز بعد نظره حدود أنفه. وهذا ليس تقليلاً من مكانة الرجل ولكن من أجل وضع النقط على الحروف، وقول الحقيقة دون ماكياج ودون مجاملة. نتمنى أن يتقبلها بصدر رحب، دون أن يصدر بلاغاً يتضمن حشواً مبالغاً فيه، واصفاً من ينتقدون تسييره بالمتنطعين، فكلمة “تنطع” دائماً يكررها في بلاغاته التي لا يقرؤها أحد، مع العلم أنه هو أول المتنطعين على العمل النقابي.
ما إن تم إحداث تنسيقية بالقناة الثانية تابعة للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، حضرها اخشيشن نفسه، حتى صدر قرار بتوقيف الإعلامي وديع دادا من مهامه كرئيس تحرير. وإحداث هذه التنسيقية هو السبب الحقيقي الخفي، أما ما أعلن عنه كتفسير للتوقيف فجاء بناءً على قيامه بأنشطة وندوات خارج مهامه، وقد تمت إحالته بهذا الخصوص على المجلس التأديبي.
الغريب في الأمر أن نقابة اخشيشن أصدرت بلاغاً تضامنياً مع الإعلامي وديع، وهو في الحقيقة ليس تضامناً بل هو “تغراق الشقف” حتى لا يجد الملف طريقاً للحل. إذ أن البلاغ كشف حقيقة واحدة لا ثاني لها، وهي أن وديع هو ضحية صراع الديناصورات بقطاع الصحافة، وبالضبط بالمجلس الوطني للصحافة. حيث أشار البلاغ إلى حميد ساعدني باعتباره مدير الأخبار بالقناة الثانية، أي الرئيس المباشر لوديع دادا، وذكر أنه أوقفه لدواعي انتقامية.
انتقامية من مَن؟ حسب البلاغ، فإن الانتقام جاء بناءً على أحداث تلك التنسيقية، وهذا أمر متفق عليه. لأن ساعدني، باعتباره عضواً بالمجلس الوطني للصحافة وهو ممثل الجامعة الوطنية للإعلام والاتصال، له خلاف مع عبد الله البقالي، الرئيس السابق للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وعضو أيضاً بالمجلس ذاته. وقد بادر اخشيشن لإحداث تنسيقية داخل القناة الثانية باسم النقابة لضرب حميد ساعدني في معقله. ونستنتج من ذلك أن وديع أصيب بشظايا هذا الصراع الخفي. وللأسف، لم يفطن الزملاء والزميلات بدوزيم أن اخشيشن ونقابته لم يأتوا للدفاع عن حقوقهم، بل ليحولوهم إلى خزان انتخابي ليس إلا. كان الأجدر بهم ألا يدخلوا في هذا الصراع من أساسه، رغم أن العمل النقابي حق يكفله القانون، لكن في حالتنا المغربية، العمل النقابي وسيلة لاسترزاق البعض واستعمال حقوق الأجراء كوسيلة للبريكول النضالي. وها قد وجد اخشيشن بريكولا جديداً لتسليط الأضواء عليه بأنه مدافع شرس، والحقيقة أنه “ميزا غي على الطوكار”.
ما يزيد من غرابة بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية هو أنه ذكر حميد ساعدني بالمتقاعد، وتناسى مَن حرر البلاغ أن يونس مجاهد وعبد الله البقالي بدورهما متقاعدان، وبالتالي يجب أن تشمل هذه اللغة كل المتقاعدين الذين حولوا المجلس الوطني للصحافة إلى ضيعة لقضاء أوقات فراغهم. أما حديث البلاغ عن الانتقام، فأول من ينتقم من الصحافيين هما يونس مجاهد وعبد الله البقالي باستغلالهما للنفوذ والشطط في استعمال السلطة، وهما حالياً موضوع بحث قضائي بهذا الخصوص. فأين كان البريكولور اخشيشن من هذا الانتقام الذي يعلم أدق تفاصيله؟
إن وديع دادا حالياً هو ضحية هذا الصراع، وأعتقد أن ملفه سيرحل إلى القضاء، وسيتم استغلال ملفه في الحملة الانتخابية لضرب تنظيم مهني آخر. وسيكتشف متأخراً أنه تم استغلاله استغلالاً بشعاً، وأن نقابة اخشيشن ستزيد الطين بلة، وقد يصل الأمر إلى حدود طرده نهائياً. فكم من صحافي دافعت عنه النقابة دون أي نتيجة؟ والأمثلة كثيرة في هذا الباب. نذكر منها ملف صحافية كانت بوكالة المغرب العربي للأنباء اسمها فاطمة الحساني ، طردها الراحل خليل الهاشمي، ورغم انتصارها قضائياً إلا أنها لم تعد إلى مكانها. وفي النهاية، رفضت هذه النقابة أداء أتعاب المحامي، وحصلت مناوشات بين هذه الصحافية التي أصبحت رئيسة لإحدى الجهات عن حزب الأصالة والمعاصرة وبين النقابة. وخلاصة الأمر أنها لم تعد إلى مكانها الذي هو وكالة المغرب العربي للأنباء. وقد نظمت وقفة شهيرة أمام المقر المركزي، وكان البقالي هو مايسترو تلك الوقفة إذ قال كلاماً تسبب له في “تجباد الوذنين” من طرف جهة ما، وظل هذا البقالي في صراع دائم مستعملاً الصحافية لتصفية حساباته مع المرحوم خليل الهاشمي رحمه الله. ونتمنى ألا يتكرر نفس السيناريو مع وديع دادا، ونتمنى ألا تغريه لغة “كل التضامن معك” لأن لا أحد يتضامن دون خلفية…
هذا كلام صادق من صحافي مهني يعرف خفايا الأمور.
شارك هذا المحتوى