الاتحاد الاشتراكي فقد عذريته وإدريس لشكر أصبح ثائرا على نفسه ويعيش مرحلة الاحتضار السياسي
الأنباء بوست
لم يكن أي أحد يتوقع أن يصبح الاتحاد الاشتراكي مجرد ملحقة إدارية لا جديد إيجابي فيها غير الٌإقصاء والتهميش بعدما أصبح إدريس لشكر يتعامل في الحزب بمزاجية مع المناضلين والمناضلات الذين انفض أغلبهم من حوله وصار وحيدا ليس معه إلا من يطمحون في أوهام يبيعها لهم.
لقد راج مؤخرا أن إدريس لشكر قام بإقصاء أعضاء من المكتب السياسي للحزب الذين ينتقدون سياسته ، وهم كل من السعدية بنسهلي ، صلاح المانوزي ، حسن نجمي ، عبد المقصود الراشدي ومحمد شقران ، إذ أصبح لشكر يضيق صدره من الانتقادات التي يتم توجيهها إليه ، ومن هنا يمكن القول أن تدبير المصالحة التي أطلقها هو نفسه قد أفشلها هو بنفسه ، بسبب ثورته على نفسه ، الشيء الذي يخلق له الكثير من الأعداء ومنه إلى الاحتضار السياسي الذي سيؤدي بالحزب إلى القتل المعنوي ، وبالتالي لن يحصل على أي معقد في أفق الانتخابات البرلمانية المقبلة .
كان الجميع يترقب عهدا جديد لحزب الاتحاد الاشتراكي في أفق انعقاد مؤتمر لانتخاب كاتب أول جديد وتنتهي مرحلة لشكر ، لكن أتت الرياح بما لا تشتهيه السفن بمجرد إعلان وزارة الداخلية عن اجراء الانتخابات في وقتها ، ما يجعل عقد مؤتمر استثنائي للحزب أمرا مستحيلا ، وهو ما يؤكد استمرار عهد إدريس لشكر .
استمرار إدريس لشكر بالحزب سيجعل أغلب الأحزاب السياسية ترفض التحالف معه ، حتى تلك الصغيرة منها ، وسيبحث لشكر عن عرشان أو منيب وسيرفضان بدورهما التحالف معه ، ما يجعل الحزب في موقف لا يحسد عليه ، وحتى أصحاب الشكارة سيفرضون الترشح باسم حزب شاخ ومات وأصبح مجرد جثة هامدة، لا تحركها غير ثورات الكاتب الأول على نفسه .
جميع الأحزاب تسارع الزمن من أجل تثبيت تحالفاتها ، إلا الاتحاد الاشتراكي وجد نفسه منبوذا ، حتى حاضنه التجمع الوطني للأحرار نبذه ، وسارع لشكر إلى بعث رسائل ود للأصالة والمعاصرة، لكن هذا الأخير عن طريق أمينه العام عبد اللطيف وهبي لم يلتفت إليه ، لأنه على ما يبدو هناك تحالف شبه مؤكد بينه وبين حزب العدالة والتنمية، وتأثيث هذا التحالف القبلي بحزب التقدم والاشتراكية ، وقد يكون هناك تحالف مع الاتحاد الدستوري ، بمعنى أن الاتحاد الاشتراكي لم يعد يرغب فيه أي أحد .
جميع الأحزاب استطاعت تغيير زعمائها إلا الاتحاد الاشتراكي الذي ما زال إدريس لشكر مستمرا فيه، وكأن هناك من يقول للاتحاديين والاتحاديات إن من وضع لشكر على رأس الحزب هو من سيزيحه .
ومع استمرار لشكر على رأس الحزب فإن نفس التحالفات التي نعيشها اليوم هي التي ستكون في أفق الانتخابات المقبلة ، الجديد فيها هو دخول حزب الأصالة والمعاصرة ضمن التشكيلة الحكومية ، وبقاء الاتحاد الاشتراكي في خانة الموت البطيء ، وكل ذلك بسبب إدريس لشكر الذي دفن حزب الاتحاد الاشتراكي بعدما أفقده عذريته حينما ارتمى في أحضان أحزاب أخرى كان هو مدرستها .
2 comments