البقالي “الإيكولوجي” عاشق دولارات التكريم ولاهت وراء السفريات للتمثيل المزعوم للصحافة المغربية في المنتديات العربية

الأنباء بوست / حسن المولوع 

ولكأن منابع الإعلام المغربي جفت ، وانعدمت الطاقات الشابة من بلادنا في هذا الميدان ، فعند توجيه دعوة للمغرب من أجل تمثيل الصحافة المغربية سواء بالقاهرة وبعض الملتقيات ، لا تجد إلا إسم  المتقاعد عبد الله البقالي، لاهتا وراء السفر ، حتى أصبحنا أضحوكة في جميع المنتديات العربية ، فكل هؤلاء أصبحوا يتندرون بديناصورات الصحافة المغربية الذين يتهافتون على كل ما له ارتباط بمصالحهم الشخصية وقاموا بالمساهمة في تشتيت أهل المهنة ، ما نتج عن ذلك خلق بيئة صعبة داخل المغرب، وبسبب ذلك، كانت الفرصة سانحة للمتربصين ببلادنا والنيل من صورته عبر ظهور ما يسمى باليوتيوبرز ، فظهور هذا النوع من المؤثرين جاء بعد إضعاف إعلاميينا وخلق حالة التشتيت غير محسوبة العواقب ، حتى اصبحت عورة الجسم المهني مكشوفة أمام القاصي  والداني بسبب التراشق والاصطفافات والتشبث بالكراسي على إيقاع ” انا وحدي مضوي لبلاد ” وكل هذا لن يدفع ثمنه الا المغرب ، أما الديناصورات فهي لا تريد الاعتراف بسُنة الله في التغيير وأن انقراضهم ضرورة حتمية لاستمرار الحياة بشكلها الطبيعي .

وفي سياق التتويج المزعوم لعبد الله البقالي بجائزة أفضل عمود صحفي بعنوان ” حاجتنا الى تشكيل رأي عام بيئي ” ، والتي يعطى معها شيك قدره 1200 دولار ، يحق لنا أن نتساءل بدون خلفيات ، هل سبق للبقالي أن حصل على أي جائزة تعنى بالبيئة داخل المغرب ؟ متى اصبح هذا الصحافي ايكولوجيا ؟  كيف لشخص متقاعد وأمين عام لنقابة مهنية وبرلماني سابق ومكلف بإعلام حزب سياسي أن يحصل على جائزة هي موجهة أصلا للشباب ولدعم الإعلام البيئي ؟ فلماذا كل هذا الجشع ؟ هل بريق الدولار أصبح مغريا له لهذا الحد ؟ لماذا نجد عبد الله البقالي في أي منتدى عربي او تجمع للشباب العربي المهتم بالاعلام الرقمي ؟ ألهذا الحد ليس هناك من يمثل المغرب إلا هو ؟

إن الجائزة التي حصل عليها البقالي مؤخرا على هامش الدورة ال 53  لمجلس وزراء الاعلام العرب والتي  خصصت هذه السنة للإعلام البيئي في موضوع التغير المناخي والمستقبل ، هي جائزة أراد البعض أن يخلق منها هالة إعلامية لتلميع صورة هذا النقيب السرمدي  ، ولكن ما لا يعرفه الرأي العام في هذا الإطار ، أنه وحسب مصادر موثوقة أن هذه الجائزة التي يقدمها جهاز خاص بالجامعة تم ترشيح البرنامج الوثائقي الشهير امودو لها ، من طرف الجهات المغربية ، على اعتبار ان احدى حلقاته الرائعة كانت خاصة بالحماية البيئية والتعريف بمجهودات المندوبية السامية للمياه والغابات وكذا قطاع البيئة ، ويكاد يكون هناك شبه إجماع على أن برنامج أمودو هو برنامج جميل ويشرف المغرب وصورته ، ولكن وبالنظر لخبرة البقالي  في الكولسة ،  فقد طبق قاعدة ” شيلني أشيلك ” وناور مع جهات مصرية تنتمي الى اتحاد النقابات العربية للصحافة من أجل الحصول على هذه الجائزة للاستفادة من الدولارات ، إذ مقالته المنشورة على شكل افتتاحية لجريدة العلم لم يقرأها أي أحد ، والكلام الذي كتبت بها ، هو كلام نن محبرة الإنشاء العابر .

لقد كانت ومازالت شهية عبد الله البقالي مفتوحة عن آخرها للمال ، اذ انه أضحى عاشقا لدولارات التكريمات التي تنضاف الى تعويضاته التي يتلقاها من النقابة التي بدورها تتلقى منحة سنوية من قطاع التواصل ، تناهز مائة مليون سنتيم ، زيادة على تعويضاته السمينة من المجلس الوطني للصحافة ، أما أجرة تقاعده فيخصصها لقضاء بعض الضروريات المعيشية ، ويمكننا في هذا الباب أن نقيس على ذلك بعض المنتفعين الآخرين الذين يسلكون الطريق ذاته في لهف المال العام باسم التنظيمات المهنية والنضال لنفخ الحسابات البنكية والعيش على حساب مجموعات كبيرة من الصحافيين الذين يعيشون الحاجة والفقر ، ايمانا منهم بالكرامة والابتعاد عن ” تشناقت والنضال المزيف “

إن تغول عبد الله البقالي ومن معه في مفاصل الصحافة المغربية ، يسائل الجميع  مجتمعا ودولة عن هذا التغول غير المفهوم  والى ماذا سيفضي، ونحن نرى بلادنا تؤدي ضريبة ذلك من صورتها وهيبتها عندما أصبح الصغار يتطاولون على رموزها ومؤسساتها عبر قنوات يوتيوبية او صفحات فيسبوكية، في حين انزوى الصحافيون الحقيقيون وتراجعوا بسبب إضعافهم و محاربتهم في السر والعلن من طرف المتغولين في القطاع ، فإذا لم تكن معهم فهم سيكونون ضدك وهذا هو نوع من أنواع الإصطفافات التي خلقت حالة من التشتت في الجسم المهني ، وهذا التشتت نتيجة التشبت قسرا بالكراسي وضدا في الشرعية والتناوب على تسيير القطاع عبر ضخ دماء جديدة وبأفكار جديدة ينتجها الشباب ، فهذا زمن الشباب والتشبيب خاصة بعد الإنجاز الكبير للشباب المغربي في ملتقيات دولية وعربية في الرياضات ، ككرة القدم او الفوتسال مثلا ، او حفظة كتاب الله عز وجل او مسابقات تحدي القراءة وغير ذلك ، وحده ميدان الصحافة الذي ما زال يعيش في ثمانينيات القرن الماضي ، بصحافة ” الحياحة ” و”تشناقت” وممارسة الوصاية على الشباب ، بل ومحاربتهم واقصاء بعضهم ، لقد أصبحنا فعلا أضحوكة وأصبح العالم يتفرج في صحافتنا المغربية دون أن يتحرك حكماء هذا البلد من أجل تنبيه هؤلاء الذين هم سبب تقهقر المهنة وتشتيت أهلها ، فهذا العبث في الميدان أضحى لا يطاق ، فهؤلاء هم سبب العبث والفوضى ، وبدون خجل او امتلاك ولو ذرة حياء يشتكون من شيء هم في الأصل من صنعوه لغاية في انفسهم ، قد تكون الغاية هي من أجل بقائهم الأبدي ، عبر تطبيق قاعدة ” صنع الداء ومعه الدواء ” وبهذا الدواء سأقوم بمقايضتك والا سأترك الداء يعم في سائر الأرجاء (…) وهاته الأساليب حان الوقت للقطع معها فصورة البلاد أهم وأكبر من الأشخاص .

إرسال التعليق

رأي في قضية