الأنباء بوست / حسن المولوع
في الوقت الذي أضحى فيه محمد جودار رئيس مقاطعة بن مسيك بالدار البيضاء مهووسا بصباغة شعره وتبييض أسنانه مثل بياض لون سيارت الأجرة الكبيرة، ليعيد ما راح من شبابه رغم بلوغه ال 65 من العمر ، في هذا الوقت يغرق تراب المقاطعة في الأزبال والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والتي لا تستطيع نقلها الصورة ولا السطور لأنها جد مقرفة .
نموذج هذا الوضع المقرف هو ذاك الموجود بالقرب من مسجد الاتصال المحادي ل”الباطيمات” ، حيث الرائحة الكريهة بات يشتكي منها السكان وكل من مر بجانبها سواء لأداء الصلاة او قضاء أغراض شخصية ، ولم تعد تلك الرائحة تنحصر فقط بذلك المكان بل امتدت الى الأزقة المحادية ، نظرا لانعدام حاويات الازبال اللائقة ونظرا لعدم تنظيف مكانها الذي اصبح وكأن به جثت متعفنة
في هذا الخضم الذي ما هو الا جزء صغير مما تعانيه المنطقة وبالضبط حي اتصال 3 والأحياء المجاورة له بتراب عمالة مقاطعات بن مسيك ، توجد نبيلة الرميلي عمدة مدينة الدار البيضاء خارج التغطية أو في ” دار غفلون ” ، امام تعثر خدمات الشركة المتعاقد معها في اطار عقود التدبير المفوض لقطاع النظافة ، تلك الخدمات التي لم تعد ترضي الساكنة ، والدليل على ذلك هو الشاحنات المتسخة والتي هي جزء من المشكل والحاويات التي لا تقل بشاعة عنها .
وعلى الرغم من الصورة الوردية التي تحاول أن تقدمها نبيلة الرميلي عن مدينة الدار البيضاء ، الا أن المتوغل في عمق المدينة سيجد ما هو أفظع ،وسيكتشف أن العمدة مهتمة بنظافة الواجهة لتسويق صورة جميلة عن المظهر الخارجي ، تماما كما يفعل جودار رئيس مقاطعة بن مسيك ، الذي يهتم بمظهره حد الهوس ، لكن الشيخوخة تفضحه وكل ما نظر الا المرآة يستعيد شطرا من المقطوعة الغنائية لعبد الهادي بلخياط ” فين الشباب عيا وذبال” وبعدها يردد البيت الشعري الشهير :
” بكيت على الشباب بدمع عيني ..فلم يغن البكاء ولا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يوما …فأخبره بما صنع المشيب
شارك هذا المحتوى