30/04/2025

1 thought on “التزلف إلى القتلة بالطعن في سيد قطب رحمه الله

  1. اجتهادات.
    الأحكام والنواهي والتكاليف والمحرمات بينة محكمة ومفصلة ويمكن فهمها وترجمتها إلى جميع لغات العالم. أما الأنباء العلمية والفلكية والتاريخية والكسملوجية فتحتاج إلى بحث وتقص مصداقا لقوله تعالى (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون )(سيروا في الأرض وانظروا كيف بدأ الخلق )صدق الله العظيم .
    أما الأنباء الغيبية فلا يعلمها إلا الله وحده العليم الخبير.
    الدين هو طريق ومسار وسلوك وقيم وأحكام .هذه الأخيرة استثناء من عند خبير عليم ،لم تأت عبثا أو اعتباطا بل بعد أن أحصى جل جلاله كل شيء عددا ،وبعد معطيات أخذت بعين الإعتبار التباين البيئي والجغرافي والغرائزي والوجداني والمعرفي …. لجميع أهل الأرض ،لتصبح قابلة للتطبيق وغير مجحفة الغاية منها فك الإصر والأغلال على الإنسانية .وما عدا هذه الإستثناءات التي تضر بمسار الإنسان ،فإن جميع الأمور والأشياء والمخترعات التي أضيفت لها المعرفة الإنسانية لتصبح شهوة وشهية هي حلال ; يمكن منهعها أو إطلاقها حسب البيئة والعرف والذوق والمستوى المعرفي ،وهذا ما تفعله جميع تشريعات العالم كفطرة الله التي فطر الناس عليها.
    باسم الله الرحمان الرحيم:
    (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) الحجرات
    صدق الله العظيم.
    فيكم رسول الله وليس منكم رسول الله . وجميعكم مبرمجون على معرفة الخير وتمييزه عن الشر . (ونفس وما سواها وألهمها فجورها وتقواها ) صدق الله العظيم .
    (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) الروم .صدق الله العظيم .
    بما أن الحلال يتطور ويتغير ويختلف مفهومه من منطقة إلى أخرى حسب البيئة والأعراف والمستوى المعرفي والذوق والتقدم التكنولوجي فإنه قابل للمنع أو الإطلاق والإجتهاد وهذا ما تفعله جميع برلمانات العالم كفطرة الله التي فطر الناس عليها .فلا أحد يحلل القتل والبغي بغير حق أو عدم الوفاء بالعهود والمواثيق أو عقوق الوالدين وكذلك فإن السلطة الديموقراطية لا تكره الناس وتتدخل في شؤونهم إلا بعد اقتراف المحرم أو الممنوع وبذلك فرقت بين السلطة التشريعية التي لا تملك أداة الإكراه والسلطة التنفيذية التي لها أدوات الإكراه لكنها لا يحق لها أن تشرع ، كما نظمت حقول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك بإنشاء الصحافة والمحامات وجمعيات حقوقية ومدنية ونقابات للدفاع ضد القواننين المجحفة بالحجج وبما تعارف الناس عليه أو ما يستنكرونه منها . كذلك نظمت السلطات العليا للمراقبة والمحاسبة والموازنة بين جميع السلطات …..
    فالدين مدرسة ابتدأت بالتدريج من الكتاب école maternelle(جيل آدم ) إلى الدكتوراه (جيل محمد(ص) ) أساتذتها آلاف الأنبياء أتوا بأنباء علمية (النجارة الحدادة تدجين الحيوان ،بناء السفن …..) ومئات الرسل أتوا بتشريعات ونواه وقيم ،وبعد تراكم المعارف والقيم وبلوغ الإنسانية مرحلة الدكتوراه ختمت الرسالات السماوية يعني انتهت فأصبحنا جيل ما بعد الرسالات ،نأمر بما تعارف الناس عليه وننهى عن ما تناكره الناس و لايطيقونه، في إطار الإجتهاد والشورى .
    ومنه جاء ما أتاكم الرسول من (الرسالة) فخدوه …
    الرسول عليه السلام لا ينطق عن الهوى وكما تهوى نفسه ولا يحرم أو يحلل وهو مطلع على الآية الكريمة :(وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) النحل .صدق الله العظيم .
    فالتحريم إلاهي شمولي وأبدي لن يستطيع أحد تجميع المعطيات الجغرافية والتاريخية والغرائزية والوجدانية والبيلوجيا والفزيلوجيا ……. ولن يستطيع القيام بإحصائها إلا العليم الخبير ،ومن خلال تلك المعطيات أحكم سبحانه ما يضر الإنسان في مساره وهي المحرمات (الرحمة)
    لكن محمد( ص) كنبي كان يجتهد في الحلال بمنعه أو إطلاقه حسب البيئة والعرف والذوق و المستوى المعرفي ..وكإنسان بن بيئته ومجتمعه تزوج عدة نساء ونام وتاجر ومشى في الأسواق…
    من خلال ما ذكرت فإن حقول المعرفة ومفردات العلم محيط لا نهاية لتموجاته ،وأنه كلما تغيرت أدوات المعرفة يتغير قضاء الإنسان وتبصره ؛وكلما كانت المعرفة شاملة للحدس ؛الذي لا يمكن رؤيته بالحواس، لكن نرى أثره ،فهو طاقة نورانية لامادية وبالمنطق الذي أدواته الأولية الحواس والفؤاد تليه الأدوات المخترعة والمناهج العلمية المختلفة التي تساعد على التبصر والإدراك في نفس الوقت،و التي بدورها تمكن من اتخاد قرارات بعد النفي أو الإثبات ،فإن هذه الشمولية هي التي تتيح الإندماج (connection) مع عوالم الروح المليئة بما لا نهاية من المعلومات (informations) .
    ومن خلال ما استوفيت من عرضه فهذا يدل على قدرات الإنسان المعرفية والمنهجية و الإستبصارية (introspection) ويدل كذلك على تواضعه وشغفه المعرفي المتواصل ….
    راشيد اليوسفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *