الأنباء بوست
في ساحة الصحافة المغربية، حيث يتسابق الكهول على كراسي السلطة كما يتسابق الصغار على قطع الحلوى، برز الثنائي الناري ياسين الحسناوي وحسن المولوع، يمثلان الجيل الجديد من الإعلاميين الشباب الواعي والمثقف. هذان الشابان، بحماسهما وأفكارهما العصرية، يقتحمان قلعة الإعلام المغربي بحنكة لا تعرف الرحمة، في حملة صريحة ومباشرة ضد الثنائي التقليدي العتيق، يونس امجاهد وعبد الله البقالي.
أمام الحسناوي والمولوع، يظهر امجاهد والبقالي وكأنهما جزء من الأثاث العتيق في غرفة الجلوس؛ موجودان فقط لأنهما يرفضان الرحيل. فقد فشلا فشلاً ذريعاً في تسيير المجلس الوطني للصحافة، وراحا يتشبثان بمقاعد السلطة وكأنهما الوريثان الشرعيان لها. من جهة أخرى، يُعتبر الحسناوي والمولوع قوة شبابية جامحة، لا تقيدهما بيروقراطية ولا يكبحهما خوف من التغيير، يقصفان الثنائي العتيق بمقالات حادة ودقيقة، لدرجة أنها باتت تهدد بإدخالهم غرفة الإنعاش.
مَن يقول إن الجيل القديم هو الحارس الأمين للقطاع، لم يرَ بعد جرأة المولوع التي استمدها من روح صدام حسين وتحديه، أو عنفوان الحسناوي المتقد حتى آخر رمق مستوحياً شجاعة يحيى السنوار. هذان الشابان، ليسا مجرد “صغار” في أعين الشيوخ، بل أصبحا كابوساً متجدداً يحاصرهما من كل زاوية، جلادين بلا رحمة، في معركة فكرية ونقدية عنوانها تحرير قطاع الصحافة من الكهول والريعيين.
وفي مشهد آخر، يقف امجاهد والبقالي، ووجودهما بات أشبه بموقف جناح البعوضة في الهواء؛ لا تأثير لهما سوى على نفسيهما. بقلميهما الثقيلين وروحيهما المتكلستين، لم يعودا قادرين على استيعاب ما يحدث حولهما، وكأن التطورات تجاوزتهما بزمن طويل.
الأمر لم يعد منافسة، بل هو نضال شبابي مشحون بالثقة، يسعى لاقتحام الحصون القديمة؛ هذان الشابان لن يتراجعا، وسيواصلان طريقهما لتحرير المجلس الوطني للصحافة وقطاع الإعلام بأكمله من قبضة المتقاعدين.
شارك هذا المحتوى