الجامعي يفضح الوفد الأمريكي الإسرائيلي وخلفيات اعتراف ترامب بالصحراء المغربية (الحلقة 1)

الأنباء بوست / حسن المولوع

هالة إعلامية كبيرة ، وأنظار العالم خاصة العربي والإسلامي كلها متجهة نحو المغرب ، بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء المغربية .

اعتراف أو قرار خلف ردود فعل متباينة وجدلا واسعا داخل المغرب وخارجه ، علامات استفهام كبيرة ، تتبعها عدة قراءات حول سياق وتبعات وخلفيات هذا الاعتراف الذي جاء في اللحظات الأخيرة من ولاية دونالد ترامب .

وخلافا للتحليلات السياسية والاستراتيجية التي تسير في اتجاه واحد أو ترقص على إيقاع واحد ، الأستاذ خالد الجامعي المحلل السياسي البارز في المغرب والقيادي السابق بحزب الاستقلال ، ورئيس تحرير صحيفة لوبينيون سابقا ، له تحليل خاص في هذا الموضوع ، وله نظرة تربط بين الماضي والحاضر ، والحاضر والمستقبل . إذ وجوابا عن أسئلتنا حول الاعتراف بمغربية الصحراء ، قال في هذا الصدد ،  ” يجب التدقيق أولا في الكلمات المستعملة ، فنحن أمام اعتراف لرجل ، فمن خلال ما قام به ترامب هو تغريدة على موقع التويتر كرئيس لدولة لم يبق في عمر ولايته إلا القليل القليل” .

وأوضح المحلل السياسي خالد الجامعي في السياق نفسه ، أن الحقيقة الغائبة عند المغاربة أن ما قام به ترامب يدخل في نطاق تصفية حساب مع سيناتور أمريكي يدعى جيم إنهوف ، هذا السيناتور هو رئيس لجنة الدفاع بالكونغرس الأمريكي ، وهو جمهوري من نفس حزب ترامب ، وكان قد اعترض على مشروع أحد القوانين جاء به ترامب لتمريره بخصوص وسائل التواصل الاجتماعي ، هذا السيناتور، يضيف الجامعي ، يتعاطف مع البوليساريو ، فأوحي إلى ترامب بأن يعترف للمغرب بصحرائه وذلك من أجل النيل من السيناتور جيم إنهوف ، والذي أوحى لترامب بذلك ، هو جاريد كوري كوشنير ، كبير مستشاريه ومتزوج من ابنته ايفانكا ترامب التي زارت المغرب في وقت سابق .

ويضيف الأستاذ خالد الجامعي في السياق نفسه قائلا ” هاته المعلومات التي أقولها الآن ليست من اختراعي بل ذكرتها الصحافة الأمريكية والإسرائيلية ، المجلة الأمريكية بوليتيكو ، والجريدة الإسرائيلية تايمز أوف إزراييل ”  وتأسف الجامعي قائلا ” للأسف هناك من يقوم بالتحليل ولا يعتمد على مصادر معلومات متعددة ، ويعتمد على مصدر وحيد ولا يقرأ الصحافة في الخارج حتى يبني تحليلا سليما بعيدا عن الدعاية التي تسير في اتجاه وحيد ، وما يوجد الآن مجرد دعايات تفتقر لمقومات التحليل السياسي والاستراتيجي وهذا موضوع آخر ” إذن يضيف الجامعي ” كل هاته الأشياء لعبت في هذا النطاق وجعلت ترامب يعلن عبر حسابه في التويتر اعترافه بالصحراء المغربية .

فمن يكون جاريد كوشنير هذا ؟

جاري كوشنير هو كبير مستشاري الرئيس ترامب وهو الذي ترأس الوفد الأميركي والإسرائيلي  الذي وصل إلى مطار الرباط عصر يوم الثلاثاء 23 دجنبر 2020 في أول رحلة تجارية بين إسرائيل والمغرب، ورافقه رئيس مجلس الأمن القومي الإٍسرائيلي مائير بن شباط وعدد من المستشارين

يقول الأستاذ خالد الجامعي إن جاري كوشنير كان دائما  نكرة سياسية  لم يكن معروفا  في المدار السياسي الأمريكي قبل  وصول ترامب لسدة الحكم  وهو ليس له أي انتماء سياسي ،  ولم يكن يوما  في الحزب الجمهوري ولا في الحزب الديمقراطي ولم يكن يوما موظفا  أو موظف ساميا أو صغيرا  في أي حكومة أمريكية ، فهذا دخيل  على المشهد السياسي  ووجوده  لا يفسر إلا  بكونه متزوجا بابنة  ترامب .

وفي سياق متصل قال الأستاذ الجامعي رئيس تحرير صحيفة لوبينيون إن جاريد كوشنير كان قد كلفه دونالد ترامب بملف كورونا لكنه فشل فشلا ذريعا في تدبيره وتمت تنحيته من هذه المهمة بعد ذلك ما يعني أنه رجل فاشل في تدبير الشؤون التي توكل إليه في بلاده ، بالإضافة إلى أن كوشنير هو من كان وراء صفقة القرن التي تحولت إلى صفعة القرن وهو الذي كان وراء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ، وكوشنير هذا  يضيف الجامعي هو الذي يصرح بأن المستوطنات التي تقيمها إسرائيل  في الضفة الغربية هي مستوطنات لا جدال فيها ولا تمس بالشرعية، بمعنى قانونية  .

وأضاف الأستاذ الجامعي في نفس السياق ينبغي التذكير أن عائلة كوشنير منذ عشرات السنين وهي تمول المستوطنين اليمينيين المتطرفين في إسرائيل وإلى حدود الآن ، مضيفا أن كوشنير هو الذي  أوحى ودفع بالإسرائيليين إلى اتخاذ موقف  ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل لأنه يعتبر أنه لا توجد إلا دولة يهودية ولا وجود للفلسطينيين ، دولة ليست فيها لا ضفة غربية ولا شرقية ، ويضيف الأستاذ الجامعي في نفس السياق أن كوشنير هذا الذي قدم إلى المغرب مترئسا للوفد الأمريكي الإسرائيلي هو ضد حل الدولتين وهاته نفس أطروحة نتنياهو والغرابة أن المغرب يدافع عنها ، أي يدافع عن حل الدولتين وما زال ، فكيف سنفسر ذلك ؟ يتسائل الجامعي إضافة إلى أن كوشنير صرح مؤخرا  بالقول نحن جئنا لتغيير الحدود  في العالم العربي  وفي شمال إفريقيا  ونرمي  إلى تفتيت هاته الدول العربية إلى دويلات وتفتيت المفتت وتشتيت المشتت .

وأشار المحلل السياسي الأستاذ الجامعي ،  إلى أن عائلة كوشنير عائلة يهودية  متزمتة ، متطرفة ومعروفة بالاستثمار في العقار ومعروفة أنها تتلاعب في ذلك ، إلى حد أن جد كوشنير  توبع وحوكم  في هذا المدمار  لأنه ارتكب مخالفات قانونية أدين بها ، ووالد كوشنير أيضا قضى ، أكثر من عامين في السجن في قضية الاحتيال الضريبي التي تحولت إلى قصة غريبة تشمل أشرطة جنسية وعاهرات قبل أن يشمله العفو من طرف ترامب مؤخرا ، بل الأكثر من ذلك حتى جاريد كوشنير نفسه ينتظر أن يتم العفو عليه لأن هناك لجنة بالكونغريس الأمريكي تقوم بتحقيق في قضية اختلالات مالية ارتكبها رفقة زوجته ابنة ترامب ، إيفانكا ، وحاليا يعمل ترامب كل ما في وسعه بأن يتم العفو عليهما ويمنحهما حصانة حتى لا يتابعا بعد رحيله من البيت الأبيض .

وفي سياق متصل أضاف الجامعي قائلا ، هذه هي حقيقة كوشنير الذي ترأس الوفد الأمريكي ، الإسرائيلي وهذا هو الذي يتعامل معه المغرب لتوقيع الاتفاقيات ، رفقة رئيس مجلس الأمن القومي الإٍسرائيلي مائير بن شبات، ويجب أن يعرف المغاربة في هذا السياق يضيف الجامعي أن مائير بن شباط  هو من أصول مغربية ومزداد بمدينة آسفي من أم اسمها عزيزة وأب اسمه مخلوف ، ومائير هو مجرم حرب وقاد حروبا مدمرة ،  وهو ضابط مخابرات إسرائيلي ومستشاراً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو محسوب على “صقور التيار الديني القومي”، وتم تعيينه رئيساً لـ”مجلس الأمن القومي الإسرائيلي”، منذ 11 نوفمبر 2017 حتى الآن. ومجلس الأمن القومي هو هيئة استشارية لرئيس الوزراء والحكومة في القضايا والشؤون الأمنية، وخاصة ما يتعلق بالأمن القومي العام لإسرائيل.

وقبل تقلُّده رئاسة مجلس الأمن القومي، كان بن شبات رئيس المنطقة الجنوبية لجهاز الشاباك، ويعتبر أحد المسؤولين بشكل مباشر عن شنّ الحرب على غزة عام 2014، وقتل فيها 1400 فلسطيني بينهم 300 طفل، وتدمير وقصف مئات البيوت الفلسطينية. ويعتبر شبات خبيراً في شؤون حركة حماس وقطاع غزة، حيث شارك في معظم العمليات هُناك خلال العقدين الأخيرين.

مائير بن شبات يده ملطخة بدماء الفلسطينيين وهذا الرجل يضيف الجامعي هو الذي وضع يده في يد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ومعه وقع الاتفاقيات مع هذا المجرم ، و ذلك كان خطة مدروسة من نتانياهو ، فلقد تعمد إرسال مجرم حرب نكاية في المغرب ونكاية في المقاومة الفلسطينية ، حتى يرسل إليهم رسالة مفادها ” أنظروا نحن أرسلنا من يقتلكم ويذبحكم  إلى المغرب ويوقع الاتفاقيات مع رئيس الحكومة الذي كان يقول وحزبه أنهم ضد التطبيع ”

 

 

إرسال التعليق

رأي في قضية