الجامعي يكشف حقيقة اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا ويتساءل عن عن فتح القنصلية : لماذا الداخلة وليست العيون
الأنباء بوست
عقب إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب اعترافه بمغربية الصحراء ، قررت الولايات المتحدة الأمريكية فتح قنصلية عامة لها بالداخلة ، وقد جرى ذلك يوم الأحد عاشر يناير 2021 بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، و مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر إلى جانب شخصيات أخرى مغربية وأمريكية .
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي الأستاذ خالد الجامعي إن فتح قنصلية أمريكية بالداخلة أمر جيد وجب الإشادة به لأنه يوطد مغربية الصحراء ويقوي موقف المغرب في هذا الاتجاه متسائلا في هذا السياق ” ما هي الأسباب وراء فتح القنصلية الأمريكية بالداخلة عوض مدينة العيون لما لها من رمزية كبيرة هل هذا راجع لأسباب أمنية أم سياسية أم عسكرية أم اقتصادية ؟
وفي أعقاب افتتاح القنصلية الأمريكية بالداخلة قال الوزير ناصر بوريطة خلال مؤتمر صحفي “إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما شريكا استثنائيا للمغرب في كل القضايا ”
وفي هذا السياق قال رئيس تحرير صحيفة لوبينيون سابقا الأستاذ خالد الجامعي ” لا بد من التدقيق في كل ما يقال حتى نبتعد عن التضليل ، الوزير بوريطة قال إن المغرب يعد شريكا استثنائيا للولايات المتحدة الأمريكية ، ففي نظري الأمر ليس كذلك بل هو تابع لها مثلما يقول أهل النحو ” جار ومجرور ” ، والشاهد على ذلك عندما بادر المغرب إلى قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران ، علما أنه لم تكن هناك أي مشاكل بين البلدين ، ويجب التذكير في هذا الإطار ، يضيف الجامعي ، أن ‘يران بلد شيعي وأن الخميني كان يقول بأن العائلة العلوية الحاكمة بالمغرب أنهم من أهل البيت ، والشيعة وكما هو معلوم لهم احترام خاص لأهل البيت ، فالتاريخ الحديث لم يدل على أن ايران اعتدت على المغرب لتدفعه إلى قطع العلاقات ، إذن فعندما قطع المغرب علاقاته مع ايران ، فقد خلق لنفسه عدوا ، وأنا أتساءل ماذا استفاد المغرب من قطع تلك العلاقات الديبلوماسية ؟ أليس قطعها هو إرضاء للولايات المتحدة الأمريكية ؟
وأضاف الأستاذ الجامعي في ذات السياق ” يجب أن لا ننسى موقف المغرب إزاء سوريا ، فماذا فعلت سوريا ضد المغرب حتى يتم قطع العلاقات بها ، مع العلم أن سوريا لم تعترف يوما بالبوليساريو ، يجب ألا ننسى كذلك مشاركة المغرب في حرب اليمن وصولا إلى الإعتراف بإسرائيل ، أليس كل ذلك إرضاء للولايات المتحدة الأمريكية ؟ إذن لنكن واضحين المغرب تابع وليس شريك ، فهل هنا أحد سيؤمن بأن أمريكا عندما تتخذ قرارا تستشير المغرب فيها ، فعندما نقول شريك استثنائي معناه أنه تكون هناك مشاورات ، فماذا سيقدم المغرب لأمريكا ؟ هل هو قوة اقتصادية أو عسكرية ؟ فالمغرب ليس بالدولة البيترولية أو شيء من هذا القبيل ، حتى يقال أن المغرب شريك استثنائي للولايات المتحدة الأمريكية ، فهي نفسها لم تقل يوما ما مثل هذا الكلام يضيف الجامعي .
وخلال هذا المؤتمر الصحفي تحدث عن توطيد العلاقات الاقتصادية مع المغرب وذكر عددا من الاتفاقيات ومنها اتفاقية التبادل الحر ، وفي هذا السياق قال رئيس تحرير صحيفة لوبينيون سابقا ، الأستاذ الجامعي ” لا ينبغي تضليل المغاربة ويجب أن نكون واضحين معهم فاتفاقية التبادل الحر التي أبرمت بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية سنة 2006، لم يربح المغرب منها شيئا بعد مرور خمسة عشر عاما على توقيعها، سواء على صعيد التجارة الخارجية أو الاستثمار ” وأضاف الجامعي في السياق ذاته ” من أجل رؤية مستقبلية واضحة على المغرب أن يبني توقعاته المستقبلية على نتائج هذه الاتفاقية لا على ما يتم تسويقه إعلاميا ”
الأستاذ خالد الجامعي أوضح في هذا السياق قائلا ” هذا الكلام أكده الخبير الإقتصادي نجيب أقصبي في مداخلة ضمن ندوة نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، مؤخرا، حول “تحديات المشهد الاقتصادي.. والوضع العربي” إذ استدل بالأرقام لتأكيد كلامه، و أشار إلى أن المغرب يسجّل، منذ إبرام اتفاقية التبادل الحر، عجزا تجاريا متناميا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وتضاعف بأكثر من ثلاث مرات، حيث انتقل العجز من 7 مليارات درهم في سنة 2006 إلى 25 مليار درهم سنة 2019 ، وأن الاستثمارات الأمريكية في المغرب ضعيفة جدا، ولا تمثل سوى 5 في المائة من مجموع الاستثمارات الأجنبية في المغرب، بمردود مالي يتراوح ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار سنويا “.
واختتم الأستاذ خالد الجامعي تصريحه بآية من القرآن الكريم كتلخيص لما سلف ذكره ” كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ
إرسال التعليق