
الأنباء بوست / حسن المولوع
بلهجة تطوانية جميلة ، يظهر الصحافي علي لمرابط المقيم بالديار الإسبانية ، متحدثا عبر فيديوهات على قناته باليوتيوب ، معنونا إياها حسب وصفه ب”الحقائق المزعجة “، لكن ما عاب لهجته الجميلة هو التدليس الذي جعل من تلك الحقائق مجرد بضاعة كلام ، ما دام أنه شابتها شوائب ، وطالها تشويه وتحريف ، أبعدها كل البعد عن المصداقية التي هي سلاح أي صحافي في الكون، والذي يصبح بدون إرادته مؤرخا بعد مرور السنوات، ويكون مرجعا للأجيال التي لم تعش تلك الفترة ، شريطة أن يكون متحليا بالنزاهة الفكرية وقول الحقيقة كما هي، لا كما يريدها الآخر ، ودون إدخال العاطفة التي تؤدي إلى تصريف الضغائن الشخصية مع الغير ، حينها لن يصبح الصحافي صحافيا ، بل هو مجرد انسان منتقم لذاته عن طريق مهنته …
وإذا كان ما فاه به الأستاذ علي عبر فيديوهاته ريحا ، فالرد عليه يجب أن يكون إعصارا ، يتناسب ومقامه المنتفخ والمنتفش “كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍۢ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمْ يَجِدْهُ شَيْـًٔا ”
وحتى لا يمل القارئ وأقع فيما استقبحته من فيديوهاته من إطالة وحشو وإطناب ، وأبتعد عن المقصود في هذه العجالة ، أشرع في تبيان ما أخفته نفسه الامارة بالسوء ، وكشف الحقائق المزعجة وعوارها قلبا وقالبا بمعناه الأصيل لا بمعناه “الزنقوي ” ، وبعدها سينحني رأس علي ، ليس تواضعا كما قال الشاعر “ملأى السنابل تنحني بتواضع ” ولكن انحناءته ستكون بخجل ، لأن الفيصل الذي سيكون في هذا الباب هو القواعد المهنية المؤسسة بالضرورة على المصداقية ، لتبقى المهنة على المحجة البيضاء ،لا يزيغ عنها إلا هالك …
ولأن علي لمرابط حسب ما يردده دائما بانه متخصص في جنس التحقيق الصحفي ، وهذا الجنس كما هو معلوم عموده الفقري هو قاعدة ذهبية عبارة عن أسئلة تكون مفتاح الانطلاق في النبش والتحري حول أي موضوع مطروح على الساحة ، ” لماذا الآن ؟ ومن المسؤول والمستفيد ؟ وما السياق والخلفيات ؟ فإننا اليوم سنضع هذا القالب عليه لنخرج الحقيقة من الأحشاء لتصير فعلا مزعجة تنسف زيف حقائقه التي اسماها بالمزعجة (…)
وليسمح لي الأستاذ علي المزهو بمقالاته التي لا نعادله فيها يقينا والتي لا تصلح الا لكسب لقمة العيش بالديار الإسبانية وليس لاحقاق الحق وإزهاق الباطل ، (فليسمح لي) بوضع القالب الذهبي على ما فاه به عبر فيديوهاته ليظهر الخيط الابيض من الأسود …
نقطة انطلاقنا ستبتدئ من الأسماء التي أوردها في الفيديوهين الأخيرين ، أولى الأسماء يونس امجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة حاليا ، ثانيها محمد خباشي مالك المؤسسة المصدرة للموقع الالكتروني برلمان كوم ، وثالثها إدة حسن صحافي سابق بوكالة المغرب العربي للأنباء ومدير لموقع إلكتروني من إسبانيا ، ورابعها تلميحا ، عبد العزيز الطريبق مؤلف واستاذ زائر بكل من تطوان وطنجة ، ساهم في عدة صحف ومجلات مغربية ، بالعربية والفرنسية .
هذا الرباعي جعل منه علي لمرابط هدفا للهجوم ، ليُطرح السؤال ، لماذا هؤلاء بالضبط ؟ وهل هناك قاسم مشترك يجمع الجميع بمن فيهم هو ؟
الإجابة عن هذا السؤال لا تتطلب جهدا ووقتا طويلا من البحث ، إذ أن الأسماء السالفة الذكر هي أسماء مزعجة لاسبانيا وحلفائها، وتضر بمصالحها حماية لمصالح المغرب ودفاعا عن الصحراء المغربية ، فجميع هؤلاء أي هذا الرباعي ، يكتب مقالات ضد إسبانيا منذ زمن ، بحيث أنه ليس صدفة أن يتطرق علي لمرابط المقيم بالديار الإسبانية التي يكسب على ارضها لقمة العيش عن طريق الصحافة ، لهذه الأسماء التي أزعجت اسبانيا كثيرا .
الذين يقرؤون الصحافة الإسبانية سيكتشفون بأن هناك صراع صحفي كبير بين الصحافة المغربية والصحافة الإسبانية ، هذه الأخيرة مصابة بالسعار حاليا بعد الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب وآخرها ألمانيا ، وفي هذا الباب ، فإن واحدا من اصدقاء علي لمرابط الذي هو من ألذ اعداء المغرب ، كتب مقالا في الكونفدونسييل وهي جريدة اسبانية تابعة للمخابرات العسكرية، قال فيه بأن هناك خيانة حصلت من طرف ألمانيا ضد إسبانيا ، وسبب ذلك في كون أن ألمانيا قالت بأن المغرب سائر في اتجاه الحكم الذاتي، وهذا شيء ايجابي ، وحقق نجاحا كبيرا في تدبير السياسة الخارجية .
كان هذا أول رد فعل رسمي للحكومة الألمانية بعد انتخاب مستشار جديد خلفا لأنغيلا ميركل، حيث أبدت الحكومة الألمانية استعدادها للجلوس مع المغرب من أجل تجاوز تداعيات الأزمة الدبلوماسية القائمة منذ شهر مارس الماضي، مشيدة بالجهود المغربية بشأن قضية الصحراء المغربية ، ونشرت بيانا عبر موقعها الإلكتروني،قالت فيه” إن خطة الحكم الذاتي تشكل “مساهمة مهمة” من المغرب لحل الخلاف حول الصحراء المغربية” ، مضيفة بأن “ألمانيا تدعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول على أساس القرار 2602″، مشيرة إلى أن موقفها “بقي من دون تغيير لعقود من الزمن وأن المملكة المغربية بذلت مجهودات من أجل إنهاء هذا النزاع، وذلك من خلال تقديم عام 2007 مساهمة مهمة تتمثل في مقترح الحكم الذاتي”.
الرد الرسمي للحكومة الألمانية جعل الصحافة الإسبانية تصاب بالسعار ، موجهة مدفعيتها نحو المغرب ، وكان علي لمرابط من بين الخيوط التي تدار بها اللعبة ، ليشن هجوما عن يونس امجاهد ، والحقيقة أنه شن هجوما عن الصحافة المغربية من خلاله ، على اعتبار أن امجاهد هو رئيس المجلس الوطني للصحافة .
اختار علي لمرابط الهجوم عن يونس امجاهد لأن هذا الأخير يكتب مقالات بجريدة الاتحاد الاشتراكي في ركن بالفصيح كل أسبوع ، عن السياسة الخارجية، ومن ضمنها ما يتعلق باسبانيا ، تلك المقالات تتم ترجمتها إلى لغات أخرى وبالاسبانية أيضا ، وتنشر عبر مواقع إلكترونية ناطقة بنفس اللغة ، الشيء الذي أضر بإسبانيا كثيرا ، خصوصا وأن يونس امجاهد لا يتكلم فقط بصفة الصحافي و الخبير بالشأن الاسباني بل أيضا كممثل للصحافة المغربية ، لأنه رئيس للمجلس الوطني للصحافة ورئيس للفيدرالية الدولية للصحافيين .
وانتقل لمرابط من الهجوم عن امجاهد إلى الهجوم عن محمد خباشي ، مالك المؤسسة التي تصدر موقع برلمان كوم، مقحما علاقة مصاهرة في الموضوع لإضفاء نوع من المصداقية على كلامه ويأخذ تزكية من خلالها للهجوم على محمد خباشي ، صاحب موقع برلمان كوم ، هذا الموقع الذي يكفي أن تتصفحه لتجد المقالات التي تزعج اسبانيا كثيرا ، ومن بين تلك المقالات هي تلك التي يكتبها عبد العزيز الطريبق الذي لم يسلم هو الآخر من هجوم لمرابط .
عبد العزيز الطريبق الذي ناله ما ناله من هجوم لمرابط تلميحا ، بالرغم من أنه لا يمارس السياسة وجالس الآن ببيته، كتب سلسلة مقالات عن اسبانيا عندما وقع المشكل المعروف بينها وبين المغرب ، بخصوص قضية سبتة و مليلية ، لأنه متخصص في هذا الجانب ، وكان يقوم بردود قوية على الإسبانيين عبر مقالاته التي تترجم للغة الإسبانية ويتم نشرها على مواقع إلكترونية كما مقالات يونس امجاهد .
ألمح علي لمرابط بأنه سيتحدث عن عبد العزيز طريبق لسبب خفي لم يكشف عنه ، بالرغم من أن الطريبق لا يعتنق أي مسؤولية ، فلا هو بالمسؤول بالنقابي ولا السياسي ولا الصحفي ، وما أخفاه لمرابط عن متابعيه الذين لا يعرفون السبب ، هو أن الطريبق كان رئيس تحرير للجريدة التي كان مسؤولا عنها ، بعدما ألح عليه ذلك، لانه يتقن اللغة الفرنسية وكانت أخته لا تغادر بيت الطريبق ، ليقع مشكل او خلاف ، جعل الطريبق يرحل عن جريدة لمرابط .
الشخص الآخر الذي هاجمه ، هو إدة حسن الذي يعتبر من ألذ أعدائه ، لأن حسن يشتغل باسبانيا ويقطن بمدريد ويدير موقعا إلكترونيا هناك ، ويشتغل بشكل كبير ضد الإسبانيين .
إدة حسن كان قد رفع دعوى قضائية ضد لمرابط حينما كان صحافيا بوكالة المغرب العربي للأنباء ، وربح القضية أمام المحاكم الإسبانية ، وذلك بسبب أن علي لمرابط اتهم جميع الصحافيين المشتغلين “بلاماب ” بأنهم يشتغلون لصالح المخابرات .
الصحافيون المنخرطون بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية قاموا بمراسلة رئيسها الذي كان هو يونس امجاهد ، وتم عقد اجتماع ، ليصدر بيان عقبه، يستنكر ما صدر عن علي لمرابط ، متهما زملاءه بأنهم يقومون بعمل خارج العمل الصحفي بدون حجة ، ومنذ ذلك الحين ، تملكه حقد على النقابة لأنه كان يريد أن تكون بجانبه وتعتبر أن ما صدر عنه يدخل في إطار حرية الصحافة .
إذن، هذه هي الحقائق المزعجة التي تنسف حقائق علي التي ليست بالحقائق ولا بالمزعجة لأنها معروفة السبب ، وسياقها وخلفياتها واضحة ، لنفهم من كل ذلك ، لماذا الآن ؟ ومن المستفيد ؟ وإذا ظهر السبب بطل العجب

شارك هذا المحتوى