بقلم الأستاذ محمد مصلي
واهم من يظن أن احزابنا السياسية من خلال الانتخابات تصل إلى الحكم بل تتربع على السلطة فقط في المناصب والمسؤوليات والقيام ببعض الرتوشات، والتاريخ يشهد أن تجربتين اجهضتا لان كل تجربة منهما ارادت الدخول إلى مربع الحكم للقيام بالتغيير وبناء ديموقراطية حقيقية، الأولى كانت مع حكومة عبد الله ابراهيم بعد الاستقلال و لم تعمر طويلا وحوربت واجهضت ،والثانية باحتشام مع حكومة التناوب التوافقي مع المرحوم عبد الرحمان اليوسفي حيث انها واجهت مضايقات ولم يسمح لها بمتسع لكي تلعب دورها كاملا والقيام بالتغييرات اللهم بعض الاجراءات نظرا لظروف خاصة مرتبطة بالانتقال السلس للملكية في ظل الاستقرار، وسرعان ما تم التخلي عنها في سنة 2002 بتولي جطو رئاسة الحكومة والذي اصطلح عليه الانقلاب على المنهجية الديموقراطية ….
ما دون هذه التجربتين اليتيمتين تبقى مشاركة الأحزاب في كل الحكومات مجرد آليات للتسيير في حدود، ومربع مرسوم لا يمكنه النفاذ إلى الحكم الحقيقي، وما نلاحظه أخيرا مع حكومتي بن كيران والعثماني هو تطبيق القرارات المجحفة ضد إرادة ناخبي هءه الاحزاب بدعوى الاصلاح وكذا التهافت في كل مجلس حكومي لتعيين المقربين في المناصب العليا للمؤسسات وتقسيم الكعكعة ،و هذا المبدأ تواظب على تطبيقه كل خميس كما نص على ذلك دستور 2011 التعيين في المناصب العليا للمؤسسات اما المشاريع الكبرى والتوجهات الكبرى وما شهده بلدنا من تطور في ميادين شتى فبفعل مبادرات وتوجيهات ملكية …
هذا الوضع ادى ثمنه البيجيدي وفقد رصيده الاخلاقي والمبدئي لانه سار على النهج وتذوق حلاوة السلطة والكراسي والاثراء وتحسين الوضعية ضد المبادىء التي كان يتبجح بها قبل وصوله إلى التسيير..
رفعوا شعار محاربة الفساد ودمقرطة الدولة وعندما اتيحت لهم الفرصة سلمت لهم السلطة المقننة ولم يصلوا إلى الحكم لتطبيق شعاراتهم فتولد جبلهم فأرا واصبحوا تجار المبادىء وخذلوا الجماهير بشعاراتهم المزيفة وتمكن الحكم من فض بكارتهم أمام الشعب لينضافوا إلى سرب المنبطحين
شارك هذا المحتوى