
الأنباء بوست / حسن المولوع
أعلن الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عبر بلاغ ، تعيين المسؤولين التقنيين بالعصب الجهوية ، والبالغ عددهم 48 مسؤولا .
ومن أبرز الذين تم تعيينهم عن كرة القدم النسوية ، عصبة الشمال هو أنس جودار الذي هو ابن محمد جودار البرلماني عن حزب الإتحاد الدستوري ، نائب رئيس مجلس النواب ورئيس مقاطعة ابن امسيك بالدار البيضاء ، بل الأكثر من ذلك وهذا هو المثير أنه عضو بالمكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي يرأسها فوزي لقجع .
تعيين ابن محمد جودار بهذا المنصب ، يعيد من جديد طرح سؤال الكفاءة وأيضا الزبونية والمحسوبية التي أرخت بضلالها بحزب الاتحاد الدستوري الذي ينتمي إليه الأب محمد جودار ويشغل فيه منصب نائب الأمين العام .
هذا الحزب صار وكأنه ملحقة لتوزيع الغنائم والريع ، ولعل أي متتبع لما يجري ، سيلاحظ توزيع الغنيمة التي أصبح يمتلك مفتاح صندوقها عثمان الفردوس وزير الثقافة والشباب والرياضة ، المكلف بقطاع الإتصال ، وهو الوزير الآتي من نفس الحزب بدعم من أبيه عبد الله الفردوس الذي هو مدير للحزب وعضو مكتبه السياسي ، وكان قد ترأس فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم الفائز بكأس العرش عام 1982 ، ما يعني أن الرجل يعلم خفايا القطاع وصنابيره ولوبياته (…) وأيضا هو الآن مدير لجريدة رسالة الأمة الناطقة بلسان حزبهم الاتحاد الدستوري والتي لم يعد يقرأها حتى أعضاء الحزب أنفسهم ومع ذلك تحصل على دعم الدولة ، ما يعني أيضا أن الرجل يعلم خفايا صنابير الدعم المخصص لقطاع الصحافة والنشر ، وهذا الأمر تترجمه السرعة المثيرة التي جعلت الوزير عثمان، مدلل أبيه ما أن وضع رجله الأولى بالوزارة حتى فتح كل صنابير الريع في قطاع الثقافة والشباب والرياضة وقطاع الاتصال .
ولقد استبشرت اللوبيات خيرا بقدوم هذا الوزير الملقب بمول الجاݣوار الذي يسير بأوامر أبيه وفق استراتيجية الأمين العام للإتحاد الدستوري لأنه يقوم بتوزيع المال العام يمينا و شمالا ولا تهمه الأزمة المالية التي تعيشها البلاد نتيجة جائحة كوفيد 19 ، ولعل تعيين ابن محمد جودار بمنصب مسؤول عن كرة القدم النسوية ، يدخل في إطار استراتيجية ما ، والتي لن تكون الا استراتيجية عنوانها “إرضاء الخواطر ” والتي يغيب عنها عنصر الكفاءة ويحضر فيها منطق توزيع الكعكة .
وجدير بالذكر أن الوزير عثمان الفردوس جيء به بعد مناورات جرت في الكواليس بغرض الإطاحة بالوزير لحسن عبيابة الذي ينتمي لنفس الحزب ، وبحسب ما يروج فإن الأكاديمي عبيابة وهو عضو بالمكتب السياسي لحزب الحصان ، له أنصار كثر وسط الحزب تمهد له الظفر بكرسي الأمين العام خلفا لمحمد ساجد ، وهو الأمر الذي شكل انزعاجا لمحمد جودار الطامع في الكرسي بغية نيل حقيبة وزارية لهث وراءها سنوات بدون جدوى ، وبطمح الآن بالحصول عليها في أفق التشكيلة الحكومية التي سترى النور في أفق الإستحقاقات الانتخابية المقبلة برسم سنة 2021 ، هذا الطموح جعله يتواطأ مع الأمين العام للحزب، ساجد، ومع أطراف أخرى حزبية من خارج الحزب للإطاحة بالوزير لحسن عبيابة من وزارة الثقافة والشباب والرياضة ، المكلف بقطاع الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة ، وقد جرى هجوم إعلامي عليه من طرف منابر إعلامية تربط مدراءها علاقة وطيدة بعبد الله الفردوس اب الوزير الحالي ، وهؤلاء كلهم ينتمون لجمعية تم احداثها مؤخرا تتعلق بقطاع الصحافة والنشر ، والتي جعلت الوزير فردوس يستقبلها بمقر الوزارة ويقرر صرف دعم استثنائي لها بحكم ان والده عضو فيها (…)
سبب الإطاحة بالأكاديمي لحسن عبيابة حسب ما يروج هو أنه لم يساير أطروحة بعض اللوبيات الموجودة أساسا بقطاع الشباب والرياضة والتي دأبت على العيش من الريع ، الأمر الذي لم يرقها حينما منع عنها صنابير الريع وكان بصدد فتح تحقيقات متعلقة بأموال ذهبت هنا وهناك والتي كان يستفيد منها الذين يعيشون من المال العام ومن ضمنهم محمد جودار والآن انضاف ابنه لخانة المنتفعين منه ، فما كان لتلك اللوبيات إلا التعبير عن سخطهم من ذلك ، وما كان لمحمد ساجد الا أن يتفق معهم قصد اقتراح وجه على رئيس الحكومة والذي لن يكون الا عثمان الفردوس وبعدها تم إعفاء عبيابة وتنصيب الفردوس .
ويبدو من كل ذلك أننا أصبحنا في بلاد تقسيم الغنائم ، وأن الشعار الخالد هو الزبونية والمحسوبية أما الكفاءة فهي مجرد أغنية كلاسيكية أكل عليها الدهر وشرب .

شارك هذا المحتوى