
الأنباء بوست / حسن المولوع
أخيرا وجدت الزميلة نجيبة جلال نفسها التي كانت متغيبة، بعدما أضناها البحث في كل الألوان ، لتجد نفسها تحمل لونا حزبيا، رافعة شعار “الأوطوسطوب” على ناصية طريق التيه المؤدية للمجهول ، والمجهول هنا معلوم من حيث الرقم الذي انضاف إلى تعداد الأحزاب السياسية التي ليس لها وجود ، لكنه مجهول الايديولوجيا والهدف ، ولد صغيرا وبقي صغيرا إلى أن مات في المهد ونقل منذ زمن الى اللحد …
زمليتنا المبجلة وجدت أخيرا من يشببها بحسب ما صرحت به عبر تدوينتها، وشبيهها هو محمد ضريف ، ومن غير المستبعد أنها بعد ايام ستقول انه توأمها السيامي ، ولن يستطيع المغاربة التمييز بينهما ، سيصبح الجميع في حيرة من أمره، ولن يستطيع التمييز بين جلال وبين محمد ، لقد قالت كل هذا في تدوينتها ، بعد انضمامها للحزب “العنيد ” ، المسمى الديمقراطيين الجدد .
وأخيرا صارت نجيبة ديمقراطية جديدة والتحقت بصفوف الجدد من الديمقراطيين ، على اعتبار أن المغرب فيه ديمقراطيين و صرنا نصنفهم بين قدامى وجدد .
كنا نعتقد أن زميلتنا نجيبة جلال ليس لها شبيه بالرغم من أنه يخلق من الشبه أربعين ، لكن هاهي قد عرفتنا عن شبيهها ، حتى ولو كانت شقراء وهو بشعر مصبوغ بالأسود بعدما اشتعل منه الرأس شيبا ، لكنهما يشتركان في التشابه الأساسي ، وهذا هو الأساس .
بمجرد ما أعلنت زميلتنا انضمامها لحزب الدمقراطيين الجدد ، شعرت الأحزاب المنافسة بنوع من الارتباك ، فالمقاعد في خطر ، لأن هذه الديمقراطية الجديدة وجدت شبيها لها ، وستكتسح ، وستعيش التجربة ، وليس المهم عندها هو المشاركة ، بل الفوز ، ولا شيء غير الفوز ، فهي لا وقت لها لخوض تجارب فاشلة، لقد تجاوزت الفشل بسنوات ، وكل من سيقول فيها شعرا ستجره للقضاء ، وحده ضريف لن تجره للقضاء لأنه توأمها ، فإن جرته فكأنما جرت نفسها التي وجدتها أخيرا بعد غياب طويل ، لن تجر ضريف للقضاء حتى ولو لم يمول حملتها الانتخابية ، ومن قال أنه لن يمول حملتها الانتخابية ؟ سيمولها بالطبع ،حتى ولو تطلب منه الأمر أن يبيع عنها كل شيء ، حتى ولو أجبرته الظروف أن يجمع قنينات “عيشة الطويلة ” ويبيعها من أجلها ، الأهم أن تكتسح ، الأهم أن ترفع رأسه، الأهم أن يشعر عن طريقها بلذة التحدي ونشوة الانتصار ، فالصورة معها بالنسبة إليه انتصار على المجهول ، الأهم أن تحقق إشارة “الأوطوسطوب ” نقلة نوعية من طريق إلى طريق ، والاطوسطوب بطبيعة الحال ، لا يقوم بها الا من لا يجد دريهمات الانتقال عبر سيارة الأجرة أو البخيل ، مفضلا تلك الإشارة ليجد من ينقله ، وهذا هو المغزى من شعار الحزب الذي يضم الديمقراطيين الجدد، تحت شعار “قضي من عندك باش ما كاين حنا معندنا فلوس “.
لقد شعرت جل الأحزاب السياسية بالحسرة و الندم ، لأنها لم تقدم عرضا مغريا لزميلتنا نجيبة من أجل الانضمام لصفوفها ، فالحزب الوحيد الذي قدم عرضا كاد ان يغري زميلتنا المبجلة هو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،لكنها رفضته لأن مكانة زميلتنا وتاريخها النضالي أكبر من أي حزب ، زيادة على ذلك فجل الأحزاب السياسية تضم ديمقراطيين قدامى ، وحده حزب ضريف الذي به ديمقراطيون جدد ، فمثلا من بين الذين يضمهم حزب “الأوطوسطوب ” هناك “التريتور مول الشورط الذي لبسته الشرطة ذات وقت مضى” والذي يعتبر “خيبرة” في التواصل ، يلقبه سكان المحمدية ب”ميخي ماوس ” ، وهناك سائق الشاحنة الملقب بعمارية الشيخة ، وهناك مولات الطربوش في الصيف والشتاء ، وهي مربية ، لها ابتسامة جميلة تشبه الابتسامة الجميلة لضريف ، هذه هي العينة الجديدة للديمقراطية ، وكلهم أطر وكفاءات ، وانضافت لهم زميلتنا نجيبة الإطار، ليست طبعا إطار “ديال بشكليط ” بل هي إطار وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .
ستكتسح زميلتنا نجيبة جلال الانتخابات ، وسيمولها ضريف بكل ما أوتي من علم وكلام ، سيعطيها “المنشورات والكاسكيطات والجيليات والمسمن والحرشة ” وكل ما يرتبط بالحملة ، لأن نجيبة ديمقراطية جديدة ، سيدعمها الجميع ، وسيساندها الجميع ، وستمتلئ الشوارع بالناس وهم يحملون شعار “عيشة الطويلة حتى للموت حنا فحزب ضريف كلنا خوت ” ، وستفوز نجيبة وسيفرح الجميع ، وسينهزم خصوم ضريف أمام الديمقراطيين الجدد ، حزب الأطر والكفاءات ، وستتصالح المعرفة بالسياسة ، وكل هذا بسبب نجيبة ، نجيبة الديمقراطية “ديال” الجديدة .

شارك هذا المحتوى