بديعة الإدريسي
المتابع لما جرى ويجري لصحيفة أخبار اليوم قبل الإعلان عن نهايتها سيكتشف أن الصحيفة ما كان لها لتتوقف لو لم تمسكها أياد طاعنة في الغدر، همها الوحيد هو رصيدها البنكي الذي تخشى عليه من الضرر ، ولا تفكر في عوائل الصحافيين والصحافيات وكل العاملين والعاملات الذين سيتم تشريدهم ، فعندما كانت الصحيفة قبل اعتقال مالكها تعيش في بحبوحة لم يتم اشراك الطاقم في تلك البحبوحة ، وعندما عاشت الصحيفة في أزمة ، ما كان لطاقمها الا التحلي بالصبر من أجل استمرار السفينة ، ليكون جزاؤهم بيان طائش منشور من طرف ((رجل قانون)) “يا حسرة “، مضمونه “نهاية الخدمة ” ، هكذا وبكل استخفاف إن لم نقل بكل وقاحة .
القانونجي الشهير، طبعا شهير “بالتعربيز والتخربيق ” ، كلما دخل قرية أفسدها وجعل أعزة أهلها أدلة ، بالرغم من انه لا تتوفر فيه صفات الملوك لأنه يبكي بكاء العبيد من أجل دغدغة واستجداء عطف الناس .
لسذاجة هذا القانونجي وقصوره في التحليل ، حاول إلصاق إغلاق أخبار اليوم بالمخزن ، وإبعادها عنه وعن مُلاكها ، فالمخزن ليس في صالحه إغلاق صحيفة مثل صحيفة أخبار اليوم مهما بلغت حدة ازعاجها ، إذ يمكن له أن يبعث من يشتريها ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يعدمها ، وما ذهب إليه القانونجي الفاشل في بيانه الطائش يعوزه الكثير من الرزانة والتروي حتى لا يصبح أضحوكة بين الناس ، لأن أزمة الصحف الورقية هي أزمة عالمية ويعيشها المغرب بمزيد من الحدة لأن الدعم المقدم لها ضئيل جدا ، ولأن عدد القراء يكاد أن ينقرض ، إذن، فالأزمة هي أزمة على الجميع ونحن أهل مكة أدرى بشعابها ، ولا يمكن “للقانونجي المخربق” أن يستحمرنا من أجل هضم حقوق من يشتغل بالشركة المصدرة للصحيفة ، فجميع الصحف الورقية تعيش الأزمة وليست اخبار اليوم وحدها ، فالأزمة الوحيدة التي تعيشها أخبار اليوم والتي تختلف عن باقي الصحف الورقية هي وجود “القانونجي العرباز” بها ، فمنذ أن وضع يده فيها ، بدأت تحتضر وقد قام مدير نشرها حينها بإرسال صرخات النجدة عبر تدوينات فيسبوكية ولا أحد استطاع فك شيفراتها ، لأن الأستاذ مسكين من الأكيد أنه الأقرب إلى الطنجرة وهو أول من ضربه السكين ، سكين الغدر والخيانة إلى أن وصل يوم النهاية .
“العرباز القانونجي ” ، يحاول دائما أن يصنع المجد لسليمان الريسوني ولهاجر الريسوني ولعفاف برناني ، وكأن هذا الثلاثي هو “دينامو” أخبار اليوم ، في تبخيس متواطئ وحقير لمجهودات الصحافيين والصحافيات الذين تخرجوا من الجامعات و المعاهد العليا للصحافة ولم يأتوا من الجماعات المحلية بعد أن كانوا ينسخون عقود الازدياد وبقدرة قادر أصبحوا صحافيين مميزين بسلاطة اللسان فقط، بعيدا عن القواعد المهنية ، لدرجة أنه أصبح يلقبه بسلطان الصحافة ، وأثناء حديثه عنه يكاد يخيل إليك أنه كان يفعل معه ما يهتز له عرش الرحمان ، فأي سلطان للصحافة هذا الذي يتحدث عنه والذي يحاول أن يدخله عن سبق إصرار وترصد إلى خانة الكتاب الصحافيين وما هو بذلك ، لأن كتاباته تدخل في خانة العادي جدا ، وكم كان له من القراء حتى يوصف بالسلطان ؟ وما هي الأفكار التي أنتجها والافتتاحيات التي أرعبت النظام واهتزت الكراسي بمجرد نشرها ؟ على المرء أن يكون منطقيا ويتحلى بالرزانة لأن التاريخ يسجل كل صغيرة وكبيرة ” والنفخ في الجمر او هو طافي ” عمل لا يقوم به الا الحمقى ، فهل كانت الصحيفة تباع بفضل افتتاحيات سليمان الريسوني ؟ أي حمق هذا وأي عته ؟ وأي تبخيس حقير لمجهودات الزملاء والزميلات بأخبار اليوم ؟ هذا الذي يصفه بسلطان الصحافة كان لا يقبل بالإختلاف ، فكل من اختلفت معه يصفها بالعاهرة(يقولها بالدارجة ) وكل من اختلف معه يصفه بالبوليسي ويتناسى بأنه هو البوليسي الأول منذ أن كان في الأول وقبل الأول ، ومن غابت عنه المعلومة فليذهب للزملاء القدامى وليسأل…
إن القانونجي “المخربق ” عندما يصنع أبطالا بلا مجد في الصحافة عن طريق بكائه المتواصل فهو إرضاء لسيده الفقيه المقاصدي أحمد الريسوني رئيس الاتحاد القطري لعلماء إسلام قطر (التسمية الحقيقية ) ورئيس سابق لحركة التوحيد والإصلاح بالمغرب (1996 ـ2003) والمدير المسؤول لجريدة ” التجديد ” اليومية (2000 ـ2004) التي بدورها ماتت ، والقانونجي الفاشل بدوره عضو بحركة التوحيد والإصلاح ، إذن ، فعندما يصنع من سليمان الريسوني سلطانا للصحافة ومن ابنة أخيه هاجر صحافية مزعجة فبرك لها المخزن ملفا ، والآن أغلق الصحيفة التي كانا بها يشتغلان ، إنما يريد ان يوجه رسالة إلى من يعنيهم الأمر أن المضايقات ترمي للقضاء على آل الريسوني، هاته هي الرسالة التي يريد أن يوصلها ، بالرغم من انه يوهمنا بأنه يدافع عن حرية الصحافة ، فالحقيقة أنه لا يدافع الا عن عشيرته ، فلو كان يفكر في الصحافة والصحافيين ، ما قام بكتابة بيان وقح وبدون تفكير في عائلات زملائنا وزميلاتنا الذين سيتم تشريدهم ، وجميعهم لهم التزامات ورمضان على الابواب ، وفرص الشغل في الإعلام قليلة في هاته الظرفية للأسف ، وكل هذا جاء نتيجة التعنت الذي مارسه ملاك الشركة وعدم الالتزام بالقوانين الجاري بها العمل .
لا يمكن للقانونجي أن يضحك علينا ويستحمرنا ، فهو السفاح الذي ذبح أخبار اليوم بدم بارد ، وهو من سار في جنازتها باكيا بين الناس ، ومن يريد تزييف الحقائق ، فالتاريخ يشهد ، كفى من المزايدات وقولوا الحقيقة كما هي للناس .
شارك هذا المحتوى