
الأنباء بوست/ حسن المولوع
تراجعت حرية الصحافة بشكل مقلق في عهد عبد الكبير اخشيشن كرئيس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، حيث لم تعد هذه النقابة تدافع عن حقوق الصحافيين كما يجب، بل أصبح الهدف هو المصالح الشخصية والتسابق نحو الظفر بعضوية بالمجلس الوطني للصحافة.
وتجلت هذه الانتقائية في التضامن مع الصحافيين والصحافيات في تجاهل قضايا مهمة، مثل ما يتعرض له الصحافي ياسين الحسناوي، مدير نشر صحيفة زون24، الذي يُتابع حالياً بقانون الصحافة والنشر بسبب انتقاداته اللاذعة التي أزعجت العديد من الأطراف، وعلى رأسهم مسؤول عن موقع SNRT News التابع للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
الحسناوي، الذي يعاني من مضايقات بسبب عمله الصحفي ، نشر عبر حسابه على فيسبوك تصريحاً أكد فيه أن هذه المحاكمة تدخل في إطار “تصفية حسابات وحرب بالوكالة لفائدة فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ويونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتدبير قطاع الصحافة.” ورغم الانتقادات التي وجهها الحسناوي، فإن النقابة الوطنية للصحافة تحت قيادة اخشيشن لم تتضامن معه أو تدافع عن حقه في التعبير عن آرائه بكل حرية، وكأن الدفاع عن الصحافيين أصبح انتقائياً وبمقاييس المصالح الشخصية.
ما يزيد الوضع سوءاً هو رفض منح الحسناوي البطاقة المهنية الصحفية بحجج واهية، وهو إجراء يعد وسيلة للضغط عليه للتراجع عن انتقاداته. إذ تحوّل منح البطاقات المهنية إلى قرار يخضع للمزاجية، حيث يعاني العديد من الصحافيين من نفس التعسف من طرف عبد الله البقالي رئيس لجنة منح البطاقة الصحفية في اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة، وهو شخص يستغل نفوذه لتصفية الحسابات مع بعض الصحافيين. وليس من المستغرب أن هذا الشخص متورط في فضائح أخرى تتعلق بحذف أسماء صحف من منصة تجديد البطاقة دون مبرر واضح وهو حاليا موضوع بحث قضائي بهذا الخصوص بتهمة استغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة .
يونس مجاهد، الذي يرأس اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة، يواجه كذلك انتقادات لرفضه نشر لوائح الحاصلين على بطاقات الصحافة، ما يثير الشكوك حول شفافية العملية. كما لم يقدم أي توضيحات حول حقيقة حصول شخص على بطاقتيين مهنيتين ، ولا حول ملكيته لشقة فاخرة في باريس بحسب ما كشف عنه اليوتيوبر تحفة اضافة الى توضيحات اخرى ، والتي شاعت حولها الأقاويل. وتبقى هذه الأمور دون تفسير، ما يعزز الشكوك حول نزاهة القيادة الحالية لقطاع الصحافة.
إن الانتقائية في التضامن والصمت المتواطئ مع الفساد والانتهاكات في حق الصحافيين، أمثال الحسناوي، ليست مجرد أخطاء فردية، بل هي ظاهرة متجذرة في منظومة تسيير قطاع الصحافة. إذ أن ما يحدث هو تدمير لمهنة الصحافة وتحويلها إلى أداة بيد أصحاب النفوذ، الذين يسعون إلى حماية مصالحهم الشخصية بدل الدفاع عن الحرية والعدالة.
تجدر الإشارة الى أن هذا التحالف غير النزيه بين بعض الشخصيات الإعلامية والسياسية لن يخيف الصحافيين المستقلين ولن يمنعهم من القيام بواجبهم في كشف الفساد وانتقاد ما يجب انتقاده .

شارك هذا المحتوى