الفزازي يستحضر ذكرى المسيرة السوداء المؤلمة التي وقعت في أحد اعياد الأضحى

محمد الفزازي*
كلما حلّ عيد الأضحى المبارك يستحضر التاريخ ما فعله حكام الجزائر في (أشقائهم) المغاربة من طرد تعسفي وجلاء إجرامي فيما سمِّي بالمسيرة السوداء.
في عيد الأضحى الموافق 18 دسمبر 1975م هجمت السلطات الجزائرية على بيوت المغاربة القاطنين في الجزائر…وأخرجت النساء والرجال والشيوخ والأطفال بالقوة وألقت بهم في الشاحنات وهم لا يعرفون ماذا يُفعل بهم ولا إلى أين يُؤخذون إلى أن وجدوا أنفسهم في الحدود المغربية لا ملجأ لهم – بعد الله – إلا المغرب.
لماذا يُجْلون من ديارهم وأمتعتهم ووظائفهم وحقولهم ودكاكينهم…؟ولماذا يفرَّق بين المرء وزوجه على أساس عنصريّ بغيض؟ ولماذا بُلقى بهم في الحدود ليعودوا قسراً واقْتِساراً، إلى الوطن الأم، وقد تركوا كل ما يملكون وراءهم، حتى الأضاحي تركوها معلقة في بيوتهم.
ذنبهم الوحيد أنهم مغاربة. في ذاك العيد تمّ طرد حوالي 45 ألف مغربي ليصل العددُ فيما بعد إلى 350 ألف شخص أي إلى العدد الذي يوازي عدد المشاركين في المسيرة الخضراء.
وسجل التاريخ أن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله لم يعامل الجزائريين القاطنين في المغرب بالمثل فيطردهم من التراب المغربي. إذْ إنه لا أُسوة في الشرّ. هذا هو الفرق بين دولة مغربية لها جذور ضاربة في التاريخ قرونا من الزمن، ودولة العسكر الذين لا دولة لهم أصلاً -بمفهوم الدولة الحقيقي-
ولماذا كانت هذه المسيرة “الكحلة” الجائرة والظالمة لمغاربة لم يكن لهم ذنب سوى أنهم كانوا مغاربة؟
الجواب لأن المغرب نظم المسيرة الخضراء لتحرير صحرائه… بكل بساطة. فكان هذا الطرد التعسفي انتقاماً جباناً لم يفعله أحدٌ في أحد.
ثم يقولون الآن بأنه ليست لهم أي عداوة ولا أدنى مشكل مع الشعب المغربي.

رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ.

إرسال التعليق

رأي في قضية