
الأنباء بوست
قررت قاضية التحقيق الأستاذة سميرة بريطل بالمحكمة الابتدائية الزجرية عين السبع بالدار البيضاء اليوم الاثنين متابعة العصابة الإجرامية التي اعتدت على الصحافي حسن المولوع ليلة السبت الماضي ، إثنان منهما في حالة اعتقال وهما (س .ا ) و(ز.ا) فيما الثالث في حالة سراح وهو المسمى (ي.ب) ، وهذا هو الغريب بالرغم من أنه هو من حاول السرقة وهو من أخذ السيف من (س.ا) وواصل ضرب المعتدى عليه كما هو مضمن في محضر اقوال المولوع وأمام عين الحارس الليلي بعد وصوله حينما سمع حسن يطلب النجدة ، فيما المسمى (ز.ا) اكتفى لحظتها بالركل وهو المعتقل لأن السلاح وجد معه .
وتم تأخير جلسة الاستنطاق التفصيلي إلى ال7 من فبراير الجاري ، وستتم مناقشة الملف بعد ذلك وتسطير المتابعة .
ويبدو من خلال ذلك أن الحارس الليلي هو لغز القضية التي بدأت تظهر معالمها شيئا فشيئا ، وذلك بالنظر إلى كونه صرح في البداية انه لا يعرف أي أحد منهم وفي نفس الوقت يقول بأنه يراهم بين الفينة و الأخرى يتجولون ، لكن عندما حلت العناصر الأمنية صباح يوم الأحد ، استمر في انكاره بعدم معرفته بهم، لكن بعد ذلك قام بالاعتراف ، ليتم إيقاف أول عنصر وهو المتابع حاليا في حالة سراح والمسمى (ي.ب).
ومن المحتمل جدا أن تكون هاته العناصر الإجرامية اعترضت سبيل المولوع ليس بارادتها بل عن طريق التحريض لغاية في نفوس من حرضوا ، لأن المولوع لم يعترض سبيله أي أحد طوال حياته ، سواء خارج منطقة سكناه او بها ، والمستغرب له أنه تعرض لهذا الاعتداء في المكان الذي يمر منه يوميا وفي في نفس التوقيت، وهو التوقيت الذي اعتدي عليه فيه، ما يدل ان اعتراض سبيله كان بعدما ترصدوا له ، ومن عادة المولوع المرور من نفس المكان و بشكل يومي، و أمام الحارس الليلي ، ما يحيل إلى فرضية أن الأشخاص الثلاثة الذين إعترضوا سبيله ، كانوا بتحريض من طرف أشخاص ، خصوصا وأنه في الايام الأخيرة كان مزعجا بمقالاته لاطراف معينة .
وفي انتظار ما سيسفر عنه الاستنطاق التفصيلي ، نعيد تركيب احداث ما وقع ليلة السبت الماضي ، حيث كان حسن المولوع يمر من الزنقة 3 اتصال 3 الواقع بتراب عمالة مقاطعات ابن امسيك بشكل عادي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء ، كما هي عادته يوميا ، فجأة قطع سبيله ثلاثة أشخاص لا يعرفهم ولم يسبق أن رآهم ، عمد كل واحد منهم بالقيام بحركات استفزازية كما نقول عنها بالدارجة “الفانت” ، مصحوبة بعبارات نابية وأخرى قالها أحدهم وهو المسمى “ز.ا” تا هذا راه خاصو العصا ، أما “ي.ب” كان يضحك ومباشرة بعد ذلك وضع هذا الأخير يده بالجيب الايسر لسروال المولوع محاولا انتشال محفظة نقوذه التي تظهر بارزة من الجيب ، ليصده عن القيام بذلك ، محذرا إياهم جميعا من القيام بشيء يمكن أن يجلب على أبائهم المتاعب قائلا لهم “سيرو فحالكم ، راه عتجبدو لراسكم غي الصداع ولوالديكم”، اعتقادا من المولوع انهم سيستجيبون لما نصحهم به ، لكن “ي.ب” استمر في محاولته ، ما جعل المولوع يمسك به مناديا على اي أحد يمكن أن يكون مارا بجانب مكان الحادث حتى يتسنى له الاتصال بالشرطة ، دون أن يتوقع بأن احدهم يحمل سيفا ، إلى أن تفاجأ بأن المسمى “س.ا” يخرج سيفا من بين لباسه وينهال بالضرب بنصله على المولوع في انحاء متفرقة من جسده وهو يقول “طلق منو ، طلق منو ، بغيتي تموت ، وخا ” ، وفي تلك اللحظة كان يحاول أن يغرز السيف في بطنه ، أما المسمى “ز.ا” كان يقوم بالركل ، وفي غضون ذلك بدأ يصرخ طالبا النجدة ” وااا العساس ..فينك العساس ” ، وصل الحارس الليلي وهو يمشي دون ركض ، وعندما رأى المسمى “س .ا”يحمل سيفا وهو يضرب ، بقي واقفا على بعد حوالي ثلاثة أمتار ، فيما المولوع ظل ممسكا ب “ي.ب” ، ويقول للحارس الليلي ” أجي شد لية هذا راه شفار وخليني نشد لاخر ” لكن الحارس الليلي كان خائفا وكان يقول للمولوع ” طلق هداك من يدك ” فبدأ يتقدم شيئا فشيئا ،فيما المولوع يقول له ” وغي شدو معايا او متخافش ” ، في هذه الاثناء توقف “س.ا” عن الضرب بالسيف والمسمى “ز..ا” عن الركل ، في انتظار أن يخلص الحارس صديقهما ” ي.ب” من قبضة المولوع ، وبالفعل ترك المولوع “ي.ب” ، ومباشرة بعد ذلك سياخذ هذا الأخير ،اي المسمى “ي.ب” الذي تمت متابعته في حالة سراح ، السيف من “س.ا” ويواصل الضرب ، حاملا السيف بكل قوته وضرب عدة ضربات والمولوع يحاول الابتعاد تارة وتارة أخرى يحاول أن يصده على القيام بالضرب بالسيف ، لكن كان ” ي.ب”في حالة هستيرية الى أن ضرب كتف المولوع وانحاء اخرى من جسده ، لأنه لم يستصغ أن ظل ممسكا به لذلك عندما تم تخليصه من قبضته، مسك السيف بحالة هستيرية .
لحظتها ستأتي مجموعة من الذين يسمون أنفسهم بالالترات وهم الذين أوقفوا “ي.ب” عن الضرب وقام بعضهم بابعاده عن مكان الحادث ، ولاذ الجميع بالفرار .
في خضم ذلك ، تقدم المولوع الى المكان الذي يجلس به الحارس الليلي ، حينها سيكتشف بأن الدم يسقط بغزارة من كتفه ، وفي الوقت الذي كان يجب على الحارس الاتصال بالشرطة وسيارة الإسعاف ، لانقاذه ، ظل يعاتبه على امساك من كان يريد سرقته ، قائلا ” مكانش عليك تشدو ، خليهم يمشيو، كون قتلوك ؟ دابا شريتي لية انا الصداع ، غادي يعاودو يرجعو لية ” ليرد عليه المولوع “معندك مناش تخاف او غادي نعرفهم واحد واحد والبوليس غادي يجبدهم انا عاقل عليهم ” .
وفي هذا الصدد قرر حسن المولوع وضع شكاية بحر هذا الاسبوع لمتابعة الحارس الليلي لعدم تقديمه لمساعدة شخص في وضعية خطر مع انكاره انه لا يعرفهم وايضا لأنه كذب على وكيل الملك وقاضية التحقيق ، بأن الأشخاص الذين إعترضوا سبيل المولوع لم يكونوا يريدون سرقته ، مع أنه لم يكن موجودا عند بداية الحادث ، وما دام أنه متأكد من أقواله وانه لم يكن اعتراض سبيل المولوع بغاية السرقة ، فمن الأكيد أنه على علم بالغاية التي إعترضوا سبيله من أجلها ، والا لماذا إعترضوا سبيله ؟ هل يعرفهم؟ هل يعرفوه ؟ هل تجمعهم به رابطة ما ؟ لماذا يحمل احدهم السيف؟ ما الغاية من حمله؟ هل لتقطيع الحلوى أم لاعتراض سبيل الناس كل هذه الأسئلة سيكشف عنها التحقيق ، وسيتم فك هذا اللغز ، ومن يدري فقد يكون كلام الحارس الليلي صحيحا ، أنهم فعلا لم تكن غايتهم السرقة بل غايتهم هو تنفيذ ما اتمروا به ، لأنه من المستحيل أن يكون ما وقع مجرد صدفة ، اللهم إن كان كل ذلك صدفة مفبركة ، فالمولوع بشهادة كبار الحي وصغارهم ، لم يتصارع يوما مع أي كان حتى في فترات المراهقة بل لا يجلس في الحي اصلا ، ولم يعترض سبيله أي أحد طوال حياته، فما بالكم بالقرب من محل سكناه ، إذن هذا لغز ومن الأكيد سيتم الكشف عن كل الخفايا التي بدأت تظهر معالمها انطلاقا من الحارس الليلي الذي هو الوحيد المتأكد من أن الغاية ليست بدافع السرقة ، إذن ، هناك غاية أخرى .
بعدما بقي المولوع بالقرب من مكان الحارس الليلي والدم يسقط من كتفه ، وصلت دورية الشرطة بعد اتصاله بها من هاتفه وأبلغ قائد الملحقة الإدارية التابعة لمكان الحادث الذي بدوره اتصل بالشرطة حسب ما أخبر به المولوع الذي كان حينها يحس بالدوار ، حملته الدورية على مثن السيارة مرفوقا بأخيه ، ووصلت إلى الدائرة الرابعة الذين سجلوا بياناته ، وقالوا له توجه إلى المستعجلات لرتق الجرح ويوم الاثنين سجل شكاية في الموضوع ، وانتهت الحكاية هنا لتبدا الحكاية الأخرى التي تطرقنا لتفاصيلها سلفا .
إن جرد هذه التفاصيل غايته إظهار الحقيقة ، وليس تلويح الاتهامات يمينا ويسارا ، وفي نفس الآن لا يمكن لحسن المولوع المعروف بدفاعه عن حقوق الانسان والمستضعفين بهذا الوطن أن يظلم أي أحد ، فمن حمل السيف وضرب به يجب أن ينال جزاءه ، ومن اكتفى بالركل كذلك طبقا للقانون ، ولا ينبغي في هذا الباب أن يتم ظلم من يعيش تفككا أسريا وتتم متابعته في حالة اعتقال، لأن المولوع سيدافع عنه رغم ما وقع ، فيما من حاول السرقة وضرب بالسيف يتم تفضيله لأن اسمه من العائلات العريقة او لوالده معارف وتتم متابعته في حالة سراح ، فالعدل هو المساواة بين الجميع، ضحايا وجناة ، ولم تكن العدالة في يوم من الأيام انتقامية كما نرددها عبر صحيفتنا الأنباء بوست دائما ، بمعنى أن المولوع عندما أكد متابعة لهؤلاء ، إنما حماية لهم من أنفسهم، وايضا للقيام بالردع العام ، لأن هذه الظاهرة استفحلت بشكل غريب وقد حان الوقت للقضاء عليها ، وبين هذا وذاك يجب التحقيق فيما سلف ذكره، لأن القضية غير عادية، و من الأكيد أنها تخفي غيبا مجهولا ، وهذا الغيب ربما ستتم معرفته عند متابعة الحارس الليلي الذي وضع نفسه في المشهد المشهور ” شاهد ما شفش حاݣة ” او انه يخفي شيئا ما لأنه عندما كان يراهم يتجولون حسب ما يقول لماذا لم يبلغ الشرطة ، فدوره الرئيسي هو المراقبة والابلاغ ، والقضاء هو الذي سيفك كل الالغاز وينصف الجميع
يتبع …

شارك هذا المحتوى