المحمدية ..مدينة الاستغلال السياسي وجشع الأحزاب الميكروسكوبية

الأنباء بوست / حسن المولوع 

على اعتبار أن عمالة مدينة المحمدية من ضمن أغنى العمالات المغربية ، ومن أهم المدن الصناعية في المغرب بحكم أنه توجد بها العديد من أكبر الشركات على الصعيد الوطني ، فإن شهية رجال الأعمال مفتوحة عن آخرها ، ولعابهم يسيل على خيراتها ، وعيونهم على مجموعة لاسامير لتكرير البترول من أجل وضع اليد عليها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وذلك عبر الاستغلال السياسي وايهام السكان بأن مصلحة المدينة ومستقبلها يوجد مفتاحها عند هذا المرشح او ذاك ، وبهذا اللون السياسي أو ذاك ، والمحصلة ، أن “جميع أولاد عبد الواحد واحد “، كما يقولون ، وأن الهدف الأسمى عند أي مرشح هو المصلحة الشخصية وتسمين رصيده البنكي وتأمين مستقبل أبنائه وبناته .

لقد عاشت مدينة المحمدية في السنوات الأخيرة على ايقاعات صراعات سياسية وحروب لم تضع أوزارها إلى الآن ، تلك الصراعات والحروب لم يستفد منها المواطن أي شيء ، وأُجهضت الأحلام وعُرقلت المشاريع ، وخرجت روايات التخوين والتشكيك تتقاذفها الأحزاب السياسية بالمدينة فيما بينها ، ليصبح المواطن في حيرة من أمره ، ولا يدري أي فريق معه الحق، ومن ليس كذلك، ومن هو الفريق الذي له حنكة سياسية وحسن تدبير الشأن العام ، من الفريق الفاشل والذي رأس ماله بضاعة الكلام، ولهذا السبب أصبح أغلب المواطنين والمواطنات يفقدون الثقة في السياسة والسياسيين بمدينة الزهور …

أمام هذا الوضع ، وجدت بعض الأحزاب “الميكروسكوبية” هذه الفرصة مواتية لها من أجل إقناع سكان مدينة المحمدية ، بأنها هي البديل وأنها ستقوم بترشيح وجوه جديدة وشابة ، وفي اقناعهم هذا يسوقون للوهم ويبنون القصور بالرمال ، وكأنهم يفعلون مثل ذلك الانسان الذي حط الرحال بقبيلة ليتعلم الحلاقة في رؤوس الأيتام ، بمقص جديد ..

أحزاب لا وزن لها ولا تجربة ، برموز مختلفة، هذا رمز “الأوطوسطوب” ، والآخر رمز “العنزة وغيرها من الرموز التي تُستعصى على الإستذكار ، كلها أحزاب لا وجود لها في الساحة السياسية والحزبية ، وتتحين الفرصة لتزكية وجوه معروفة في المدينة ، إما لأنشطتها الجمعوية او وزنها المهني او حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي ، فتأتي هذه الوجوه لابسة لونا سياسيا لتستجدي السكان بأن يمنحوها فرصة وكأنهم يمتلكون خاتم سليمان لتحقيق ما عجز عنه من سبقهم، بالرغم من انعدام التجربة ، وكأن الأمر يتعلق بلعب الأطفال ، وليس بمستقبل مدينة ..

صحيح أنه يجب اعطاء فرصة للشباب وللوجوه الجديدة ، لكن عن أي شباب نتحدث ؟واي الوجوه الجديدة التي نقصد ؟ هل نتحدث عن شباب انخرط في العمل السياسي منذ نعومة أظافره في الشبيبات الحزبية وتدرج لحزب كبير ليكون حاملا لمشروع مجتمعي وله طاقة على التسيير والتغيير أم شباب حالم وغارق في المثالية ولا تجربة سياسية له سوى دروس نظرية او بعض تدوينات فيسبوكية ؟ هل الوجوه الجديدة هي فقط استبدال عمر بزيد وانتهت الحكاية ام وجوه تحمل فكرا سياسيا وبرنامجا واقعيا يمكن ترجمته على أرض الواقع ؟

إن المسألة تتطلب جهدا مضنيا من أجل البحث عن “بروفايلات ” جديدة تنتمي لأحزاب راكمت تجارب في التسيير ، وليست بروفايلات جاءت من المقهى ونقاشاتها، لتتحول تلك النقاشات الى الرغبة في تسيير الشأن العام لابسة لونا حزبيا لا قيمة له ولا وزن ، فالامر يستلزم الكثير من الواقعية والتبصر ، والقرار طبعا يعود للناخبين لأنهم هم من يتحملون مسؤولية قرارهم ، ومستقبل المدينة لا يجب أن يتم ارتهانه وسط الشعارات الكبيرة وبين ايادي تجار الانتخابات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *