الأنباء بوست / حسن المولوع
” أمي أطال الله في عمرها ، لحدود الساعة لا تعرف حتى ثمن المواد الغدائية ، ولا أتذكر يوما أنها خرجت للتبضع ، أمي لا تعرفها إلا القلة القليلة من محيط سكناها لأنها لا تخرج إلا لماما من البيت (…) أما زوجتي فقد كافحت معي ، وبدأنا حياتنا الزوجية بملعقة وحصير ، عندما تقوم بشراء ملابس لأبنائنا تتناسى نفسها ولا تشتري لها شيئا ، ولا أتذكر أنها طلبت مني يوما أن أشتري لها شيئا ، ولما قدر الله لي السجن ، استمرت في كفاحها من أجلي ، حتى إنها كانت تكون مريضة ، وتأبى الا أن تقوم بزيارتي رغم الألم الذي تشعر به (…) “
هي كلمات مؤثرة من بين أخرى ذكرها الصحافي حميد المهدوي ضمن فيديو نشره على قناته الرسمية على اليوتيوب تحت عنوان ” بالفيديو أستاذة تهاجم شرف والدتي وشرف زوجتي ..ما رأي النيابة العامة ومجلس الصحافة وزهراش ؟ ” ، حيث أظهر ضمنه تسجيلا لسيدة ذكرته بالإسم وهي تسب وتقذف والدته وزوجته ، وهو قذف على شكل تحريض يهدد كيان عائلة بأكملها ، ذلك أنه وفي مجتمعاتنا عندما يتم التشكيك في الأنساب ، فمعناه أنه دعوة صريحة للآخر بالقيام بجناية ودفعه دفعا للقيام بها ، إذ أن والدة الصحافي المهدوي لها زوج تقليدي الذي هو والده وما زال على قيد الحياة وطبيعي أن له غيرة على عرض زوجته عندما يسمع مثل هذا الكلام سواء هو أو باقي أفراد العائلة الكبرى والصغرى .
من المعلوم أن الصحافي حميد المهدوي كان وراء القضبان لمدة ثلاث سنوات ، والمعلوم أيضا أن تربيته هي تربية محافظة على يد والده الفقيه ، على غرار باقي الرجال المغاربة (عربا وأمازيغ ) ، فعندما يسمع كلاما بعد معانقته للحرية من سيدة عبر فيديو ، وهي للإشارة سيدة ناضجة وبكامل قواها العقلية و لها مكانة اجتماعية ووظيفة معينة ، تقذف زوجته على طريقة زرع الشك ، فمعنى ذلك أنها تقوم بعملية تحريض علني على القيام بجناية ، وأقل ذلك تقوم بمحاولة تشتيت شمل أسرة ذنبها الوحيد أن قائدها هو صحافي له رأي جريء ويشرح واقع الحال في المغرب يمكن مقارعته بالحجة وصنوتها بدل التشهير به والمس بشرفه وعرضه ، ومن حسن الحظ أن الصحافي المهدوي انسان متعقل يثق في شريكة حياته التي لا يختلف إثنان على عفتها واستقامتها وطهارتها وطيبوبتها، ويثق في مؤسسة الأمن الوطني ومؤسسة النيابة العامة ولذلك وجه نداءه إليهما عبر الفيديو المذكور للبحث مع تلك السيدة حول ظروف وملابسات قيامها بتلك السلوكات التي لم يسلم منها لا الصحافيون ولا زعماء الأحزاب السياسية ولا فاعلين حزبيين ، وهي سلوكات بعيدة كل البعد عن حرية التعبير وإبداء الرأي والنقد ، بل فيها عملية تصفية الحسابات والإحتماء وراء المؤسسة الأمنية لشرعنة سلوكاتها ، ومن المؤكد أن هاته المؤسسة منزهة عن هذا العبث ، وهو الأمر ذاته الذي نبهنا إليه في مقالينا السابقين المعنون أولهما ب ” ما هي أسباب وخلفيات التهجم على أمنيين كبار ومسؤولي الإعلام بالمغرب ؟ ” وثانيهما ” حسابات فيسبوكية ويوتيوبية .. بين الولاء المقنع لولة وبراء الدولة منها “
إن السيدة التي ذكرها الصحافي حميد المهدوي ضمن الفيديو المذكورله ، لم تنكر ما أقدمت عليه من سب وقذف في حق والدته وزوجته ، بل أكدته وحاولت تبريره عبر فيديو لها نشرته على صفحتها الخاصة ، توصلت الأنباء بوست به ، وبررت ذلك أن قيامها بذلك يدخل في اطار حرية الرأي تماما كما كانت تقوم به إحدى المتعقلات حاليا بسجن عكاشة ، وحاولت تبرير ذلك بطرح تساؤل ” ما الفرق بيني وبين تلك المعتقلة (ذكرتها بالإسم ) ؟ هي عبرت عن رايها حين قذفت أمنيين وأنا الآن أعبر عن رأيي وقلت ما قلته في حق زوجة المهدوي ووالدته ويمكن لي أن أعتذر منه إن هو قال أن تلك المعتقلة ليست معتقلة رأي ” ، قالت ذلك دون أن تعي أنها تقوم بابتزازه بهذه الطريقة ، ولم تفوت السيدة المذكورة فرصة الاحتماء أيضا بمؤسسة الأمن ضمن الفيديو الذي نشرته ، معطية تلميحا بأنها موكل لها بالرد على كل من يتكلم عن رجال ونساء الأمن ، متناسية أن هناك نيابة عامة موكل لها حماية المجتمع ككل ، وعند حدوث أي انفلات من هذا القبيل تقوم بإعطاء أوامرها للفرقة المختصة بإجراء بحث في الموضوع .
إن الجواب عن السؤال الذي طرحته السيدة المذكورة ، المتعلق ب ” ما الفرق بيني وبين تلك ..الخ ؟ ” هو بكل بساطة أنه تم اعتقالها بعد استدعائها من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وتم الحكم عليها طبقا للقانون ، وهذا هو الفرق الواضح ، ذلك أن النيابة العامة التي أمرت بفتح بحث فيما كانت تنشره تلك المعتقلة في حق أمنيين وهيئات منظمة هي النيابة العامة ذاتها التي طالب حميد المهدوي بتحركها الآن ، إذ أن الجميع سواسية أمام القانون ، وليس هناك فرق بين هاته وتلك ، او هذا وذاك .
اللافت للنظر أن من أبلغ عنها الصحافي حميد المهدوي عبر الفيديو الذي نشره ، تقوم منذ وقت طويل بنشر صوره وتدوينات فيها تبخيس له بكلام اقل ما يمكن أن يقال عنه أنه كلام شعبوي ، وهو لم يذكرها في يوم من الأيام عبر أي فيديو من فيديوهاته ، وأشار ذات مرة بأن هناك من أصبحن متخصصات فيه رفقة عدد من الصفحات الفيسبوكية ، ما جعل هاته السيدة تقوم بعملية تلبيس إبليس ، وحولت الصحافي المهدوي على أنه هو الذي ابتدأ والحقيقة أن البداية كانت منها ، إذ أنها تتحدث عنه بشكل شبه يومي على طريقة ” غرام وانتقام ” ، وليست هي وحدها من تقوم بذلك بل هناك حسابات فيسبوكية تسير في نفس مسارها ، وهو الأمر الذي يطرح فرضية أن هناك عصابة إلكترونية منظمة هدفها القيام بالقتل المعنوي للصحافيين الذين لا يخفون ولاءهم للشعار الخالد ” الله الوطن الملك ” ، ومن سيؤكد هذه الفرضية أو ينفيها هو البحث الذي ستأمر به النيابة العامة الموقرة للفرقة الوطنية المحترمة من أجل تبيان الحقيقة أولا ومن أجل وقف هذا العبث ثانيا
ومن المنتظر أن تنخرط في هذه المطالبة بعض التنظيمات المهنية وعلى رأسها النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبر اصدار بلاغ في الموضوع ، لأن الأمور فعلا خرجت عن السيطرة ، وفيها إساءة بليغة لمؤسسات الدولة التي يريد مثل هؤلاء القيام بها ، عبر ارسال رسالة الى الراي العام أنهم مسيرون من طرف عناصر أوجهات معينة للقيام بالتقتيل المعنوي سواء للصحافيين او زعماء الأحزاب السياسية او الفاعلين الحزبيين ، وبالطبع فإن المؤسسات بعيدة كل البعد عن مثل هاته السلوكات التي تبقى في نهاية المطاف معزولة ووجب التصدي لها بحزم وتقويمها من طرف المؤسسة الموكل لها حماية المجتمع بالقانون الذي يسري على الجميع .
شارك هذا المحتوى