
الأنباء بوست
في مواجهة الحملة الممنهجة التي تعرض لها الصحافي ياسين الحسناوي، قرر أن يتخذ موقفًا حازمًا ومباشرًا ضد الصحيفة التي سعت إلى تشويه صورته والتأثير على سمعته بشكل متعمد. فقد نشرت صحيفة “الأسبوع الصحفي” خبرًا مغلوطًا عن القضية التي كان طرفًا فيها، حيث عمدت إلى تصويره على أنه المدان، دون أن توضح أن الحكم الصادر كان غيابيًا وقابلًا للطعن. وبذلك، قامت هذه الصحيفة بالترويج لرواية مغلوطة، متخلية عن مبادئ المهنية، ومسيئة لسمعة الزميل الحسناوي بطريقة فجة.
لم تقتصر الإساءة على نشر الخبر فحسب، بل تم الترويج له بشكل ممنهج، مع تجاهل تام للحقائق المتعلقة بالقضية. بل كانت هناك زيادة في التشويه بتصوير الحسناوي بمفرده، دون أن ترفق الصحيفة أي ذكر للطرف الآخر أو التفاصيل التي كانت قد تساهم في توضيح الصورة الكاملة. وهذا التصرف من الصحيفة يندرج ضمن ظاهرة “التشهير” المتفشية في بعض وسائل الإعلام، والتي تضر بسمعة الأشخاص وتخرق المعايير المهنية.
وعلى الرغم من أن الحكم ابتدائي وقابل للاستئناف، فإن الصحيفة سعت إلى تصويره كحقيقة ثابتة، دون أدنى اعتبار لما يترتب عن ذلك من تأثيرات سلبية على حياة الصحافي المهنية والشخصية. وفي هذا السياق، قرر ياسين الحسناوي أن يواجه هذا الهجوم بحزم عبر رفع دعوى قضائية ضد الأسبوع الصحفي بعد استشارة هيئة دفاعه، مطالبًا بتعويض لصحيفة “زون 24″، وسيتبرع بهذا التعويض لجمعية حقوقية تدافع عن حرية الصحافة، بالإضافة إلى المطالبة بدرهم رمزي لشخصه. وهذا ليس تعويضًا ماليًا بقدر ما هو إشارة إلى أن هدفه ليس المكاسب المالية، بل استعادة كرامة المهنة وتأكيد مبدأ العدالة.
هذا الرد القانوني يمثل خطوة ضرورية لحماية الصحافيين من الممارسات التي تسيء إليهم وتستهدف شرف المهنة، ويؤكد أن الصحافي يجب أن يكون محميًا ضد محاولات التشويه التي قد تساهم في إضعاف مكانته ومصداقيته أمام الرأي العام. فالحملة التي تعرض لها الحسناوي هي مجرد حلقة في سلسلة طويلة من محاولات الضغط على الصحافيين الذين يسعون لإيصال الحقيقة، وهو ما يفرض علينا ضرورة الوقوف إلى جانبهم ودعمهم في مواجهة هذه الممارسات التي تهدد حرية الصحافة.
ويا حسرتاه، ضاعت الحقيقة في “الأسبوع الصحفي” بعدما رحل الرجل الفاضل مولاي مصطفى العلوي، صاحب “الحقيقة الضائعة” ومؤسس صحيفة “الأسبوع الصحفي” في بداية الستينات من القرن الماضي. وماتت معه مهنية هذه المؤسسة التي كانت مدرسة لجميع الصحافيين والصحافيات وملاذًا لنا في وقت تراجعت فيه الصحف الورقية وخفت بريقها.

شارك هذا المحتوى