
الأنباء بوست/ حسن المولوع
يواصل أحد المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ممن يُوصف في الأوساط الحزبية بـ”البلطجي المتشرد”، إثارة الإحراج والغضب في صفوف مناضلي ومناضلات الحزب، بعدما تحوّل سلوكه إلى مصدر إزعاج دائم ومُقلق، لا سيما لدى نساء الحزب اللواتي أضحت تحركاته وتصرفاته تُثير في نفوسهن مخاوف حقيقية، بالنظر إلى تاريخه العدواني الموثق وشهادات من عايشوه عن قرب.
صباح اليوم، نشر الشخص المعني تدوينة مثيرة للسخرية أعلن فيها عزمه التوجه إلى إحدى المدن، موجها دعوة مباشرة إلى أعضاء الحزب هناك لـ”استضافته على وجبة غداء”، في مشهد يوحي بتصرفات طائشة لا تراعي أبسط معايير اللياقة الحزبية. وحين لم يُجبه أحد، عاد ليشارك صورا لطبق “الفاصوليا”، مرفقة بتعليق يلمّح إلى أنه سيأكل وحده، في محاولة مكشوفة لإحراج الاتحاديين والضغط العاطفي عليهم.
خلف هذه التصرفات هناك ما هو أخطر. فقد كشف مصدر موثوق أن هذا الشخص، وفي إحدى سهراته وهو في حالة سكر متقدم، أسرّ لمعارف مشتركين بندم شديد على عدم إقدامه على “اغتصاب” عضوة في المكتب السياسي للحزب كانت قد آوته في بيتها بدافع إنساني. بل إنه قال بصريح العبارة: “لو فعلت ذلك، لكانت احترمتني أكثر”، في ما اعتُبر تصريحا صادما يكشف ذهنية إجرامية وعدوانية تجاه المرأة، تستحق الوقوف عندها بجدية.
ويبدو أن خلفية هذا الحقد تعود إلى اعتقاده أن هذه القيادية كانت سببا في فقدانه منصبا شغله خلال فترة الوزير محمد بنعبد القادر، وهو ما جعله يشنّ حملة تشويه ضدها في ذلك الوقت ، مستغلا علاقته بطليقها المخلوع ، حيث كان ينقل عنه أسرارا شخصية، ويبث إشاعات مغرضة حول حياتها الخاصة.
وفي الوقت نفسه، لا يتردد الشخص ذاته في نشر صور هذه السيدة على صفحته، ممجدا إياها أحيانا، ليعود لاحقا لمهاجمتها بأسلوب متدنٍ حين تنقطع عنه “المصروف”، في ما يبدو أنه علاقة قائمة على الابتزاز العاطفي أو المادي، ما يطرح احتمال وجود تهديدات مستترة تتعرض لها المعنية بالأمر، وسط صمت مطبق.
هذا “البلطجي الحزبي”، الذي يدّعي ولاءه للكاتب الأول إدريس لشكر، سبق أن وُجهت إليه اتهامات بتسيير صفحة “الفرشة الاتحادية”، التي كانت معروفة بهجماتها المتواصلة على لشكر نفسه، ما يفضح تناقضه وانتهازيته.
ويُجمع متابعون للشأن الاتحادي على أن استمرار هذا الشخص في التطفل على الحزب يُمثل إساءة إلى تاريخه، ويُحول العمل السياسي إلى ساحة فوضى مفتوحة أمام من لا يملكون لا أخلاق النضال ولا حدوده.
وتخشى بعض النساء داخل الحزب أن تتحول هذه التصرفات إلى مصدر تهديد حقيقي، خاصة أن هذا الشخص سبق أن أبدى نوايا عدوانية تجاه بعضهن، بشكل مباشر أو مبطن، وهو ما يجعل الحديث عن إمكانية تعرض إحداهن للضغط أو التهديد مسألة واردة، في ظل غياب تدخل حزبي صارم لوضع حدّ لهذه الممارسات.
إن استمرار الحزب في تجاهل هذا الملف بات يُنظر إليه على أنه نوع من التقصير في حماية مناضليه ومناضلاته من التشهير والمضايقة، لا سيما في ظل ما أصبح يمثله هذا السلوك من إحراج وإساءة للصف الحزبي الداخلي، وتهديد مباشر لقيم الاحترام والنزاهة التي ينبغي أن تسود بين مكونات الحزب.
ويبقى الأمل معقودا على تدخل القيادة الحزبية، لوضع حدّ لهذا الوضع غير الطبيعي، عبر فتح تحقيق داخلي، ووضع آليات لحماية كرامة المناضلين والمناضلات، وصون سمعة الحزب من العبث والتهريج.

شارك هذا المحتوى