
الأنباء بوست / حسن المولوع
لم يجد رئيس قسم بوكالة المغرب العربي للأنباء أمام الانتقادات العاتية التي حشرته في الزاوية غير نشر تدوينة على حسابه الفيسبوكي ، تتضمن كلام الشارع وتعبر عن مستوى ضحل في مناقشة الأفكار ومقارعة الحجة بصنوتها .
فبعدما نشرت صحيفة الأنباء بوست مقالا ليلة الثلاثاء 25 يوليوز الجاري تحت عنوان ” مسؤولون في لاماب يترقبون نهايتهم وفؤاد عارف يضع المؤسسة في قلب مرحلة جديدة شعارها التحقيق في أفق التطهير ” ، أقدم رئيس قسم المدونات الصوتية ” ريم راديو” على نشر تدوينة تناقلها الزملاء والزميلات عبر تطبيق الواتساب، جاء فيها ” خذ ليك شي كبالة من هادو وسير تنعس..راك كاتخرّف أ مسكين. قاليك نيويرك تايمز ..لاواه ” نيويورك طانز ” هههههه”
تدوينة لا تحتاج الى شرح المفردات و ما القصد ب “كبالة” ، إذ هذه لغة من الشارع لا يمكن تناولها على صفحة فيسبوكية تضم أناسا محترمين، خصوصا وأن المعني بالأمر يضع على واجهة حسابه ، صفته المهنية كرئيس قسم بوكالة المغرب العربي للأنباء
وعقب نشره للتدوينة ، تلقى سيلا من الانتقادات حولها ، أجبرته على حذفها فورا ، لكن بعد فوات الأوان وبعد أن مضى عليها ما يقارب الساعة ، واطلع عليها العديد من المتابعين الذين قاموا بنسخها في الدقائق الأولى وتناقلوها عبر تطبيق الواتساب بكل أسف على ما آلت إليه أوضاع وكالة المغرب العربي للأنباء التي تم طمس هويتها ، اذ كان الصحافيون والصحافيات بها يتحلون بالرزانة واللياقة واللباقة التي تضاف الى الكفاءة المهنية ، لكن تبدل الحال وتغيرت الاحوال حتى صار مسؤول ضمنها يتكلم بلغة القذارة ، والتي أسقطت قناعه وأثبتت ما كتب عنه ، وأن ما يقوم به من سلوكات يسيء إساءة بليغة الى سمعة مؤسسة لاماب بالدرجة الأولى ، ويسيء لسمعة الزميلات بوضعه لصورهن دون موافقتهن ، على اعتبار أن تلك الصور التي وضعها في وقت سابق ، هي صور خاصة بمؤسسة وكالة المغرب العربي للأنباء وليست للنشر الفيسبوكي
وتعد وكالة المغرب العربي للأنباء الواجهة القوية للدبلوماسية الإعلامية المغربية مهمتها الدفاع عن المصالح الوطنية وحماية سيادة المملكة المغربية في قطاع الإعلام ، والصحافيون والصحافيات المنتسبون إليها تتوفر فيهم شروط صارمة متعارف عليها منذ زمن ، تنضاف الى الشواهد الاكاديمية والكفاءة المهنية .
ولأن جميع المنابر الإعلامية في العالم بما فيها وكالات الانباء تخشى على سمعتها ، فإنها تفرض على المنتسبين إليها الابتعاد عن كل ما يمكن أن يمس بسمعة المؤسسة ، كما حدث مؤخرا مع المذيعة رضوى الشربيني التي أحالتها إدارة قنوات “سي بي سي” على التحقيق بسبب منشور في صفحتها الشخصية ، قالت إنه ” تسبب في إساءة لاسم المؤسسة “
وكانت المذيعة رضوى الشربيني ، مقدمة برنامج ” هي وبس ” على قناة ” سي بي سي سفرة ” كتبت في صفحتها عبر الفيسبوك ” مش فاهمة ليه البنات ما بتحبش تاكل لحم الخروف بس بتحب ترتبط به ؟ ” وهو ما أثار تفاعلا وانتقادات واسعة لها ما دفعها لاحقا لحذف المنشور من على صفحتها الا أن قنوات سي بي سي أعلنت احالتها للتحقيق
وفي تغريدة لادارة قنوات سي بي سي عبر حسابها الرسمي في تويتر ذكرت من خلالها ” تعلن إدارة “قنوات cbc” عن تحويل المذيعة رضوى الشربيني للتحقيق ، بسبب البوست الذي قامت بنشره على صفحتها الشخصية والذي تسبب في إساءة لاسم المؤسسة ، رغم أنه لم يذاع أو ينشر على أي منصة من منصات القنوات “
ورجوعا الى رئيس القسم بوكالة المغرب العربي للأنباء ، فإنه لا يتواني في نشر تدوينات تتضمن إساءة للمؤسسة وللغير ، كلما اختلف مع أحد من زملائه او زميلاته ، ويتخذ من الفيسبوك أداة لتقطير الشمع والسب والقذف الضمني عبر تدويناته ، ما تسبب في حالة من الاحتقان داخل القسم الذي يترأسه ، خشية من أن ينالهم ما نال ممن سبقوهم .
وفي تدوينة له نشرها في وقت سابق والتي هي نموذج من بين نماذج كثيرة، تعبر عن تصفية حساباته مع زملائه وزميلاته عن طريق الفيسبوك والذين يصفهم بالكلاب البشرية ، حيث ذكر من خلالها ” مهما تعرضنا له من همجية ، سنواجه الكلاب البشرية بما تربينا عليه من أخلاق وإيمان ، وبالدعوات … تصبحون على ثلاثاء أفضل “
وأمام هذا الانحلال الفيسبوكي ، الذي ينضاف الى ما سبق ، يطرح سؤال مركزي ، هل سيتخذ المدير العام لوكالة النغرب العربي للأنباء السيد فؤاد عارف الإجراءات اللازمة من أجل إعادة الأمور الى نصابها ؟ الأيام وحدها هي الكفيلة بالاجابة عن مثل هذا السؤال
جدير بالذكر ، أن السيد فؤاد عارف وبما أن له تربية لاماب تعزز تربية والديه وتحليه بقيم الأخلاق والضوابط المشهود له بها من زمن ، فإن جميع وسائل الاعلام وجدوا صعوبة كبيرة في العثور على صورة من صوره ، وحدها صورة رسمية وحيدة يتم نشرها ، وبالتالي فهذه هي القاعدة المتعارف عليها منذ القدم، وهي أن صحافي الوكالة يبقى بعيدا عن الأضواء وعن الشهرة ، حتى إن أي صحافي ينتمي للوكالة تجده في الأماكن العامة لا يكشف عن صفته ، و في الملتقيات والتظاهرات تجد أي صحافي ينتمي للوكالة يتحفظ في الكلام ، ولذلك فإننا نحن الزملاء كلما صادفنا واحدا منهم نقول عنه ” هداك راه تربية لاماب ” ، وهذه التربية ما زالت الى يومنا هذا ، إذ لن تجد صحافيا ينشر صوره او يقوم بالتدوين او التعليق والذهاب للاماكن المشبوهة ، وتلك هي اعراف وتقاليد وكالة المغرب العربي للأنباء .

شارك هذا المحتوى