
الأنباء بوست
شهد المكتب البيضوي في البيت الأبيض مشادة كلامية متوترة بين الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس.
وتخلل اللقاء تبادل حاد للاتهامات حول المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا والوضع الميداني للحرب، مما كشف عن التوتر القائم بين الطرفين.
بدأت المشادة عندما تساءل زيلينسكي عن مفهوم “الدبلوماسية” الذي تحدث عنه فانس، ليجيبه الأخير بلهجة حادة بأن الدبلوماسية التي يقصدها هي “التي ستنهي الدمار اللاحق بأوكرانيا”. وسرعان ما تطورت المحادثة إلى توتر علني، حيث انتقد فانس تعامل كييف مع الأزمة العسكرية واتهم زيلينسكي بإجبار المجندين على التوجه إلى الجبهة بسبب النقص في القوات. وعندما رد زيلينسكي بسؤال فانس إن كان قد زار أوكرانيا ليعرف طبيعة الوضع هناك، قاطعه الأخير قائلاً: “اطلعت على ما يجري، أنتم تأخذون الناس في رحلة دعائية، والرئيس زيلينسكي يواجه مشكلة في التجنيد”.
لم يتأخر ترامب في التدخل، حيث هاجم الرئيس الأوكراني قائلاً: “أنت لست في موقع يمكنك من خلاله أن تملي علينا ما الذي سنشعر به. أنت الآن في وضع سيئ جداً، لا تملك الأوراق في الوقت الراهن، ومعنا تبدأ بالحصول على أوراق”. وأضاف بلهجة تحذيرية: “أنت تجازف بحياة ملايين الأشخاص، تجازف بحرب عالمية ثالثة، وما تقوم به ينم عن عدم احترام لهذا البلد”. وعندما حاول زيلينسكي الرد، قاطعه ترامب قائلاً: “بلادك في مأزق كبير، وأنت لا تنتصر. لديك فرصة جيدة للخروج من ذلك بشكل مناسب بفضلنا”.
من جهته، واصل فانس انتقاداته الحادة، متسائلاً عما إذا كان زيلينسكي قد شكر الولايات المتحدة على الدعم الذي تلقته بلاده، مشيراً إلى أنه لم يعبر عن الامتنان خلال الاجتماع. ورغم تأكيد زيلينسكي أنه شكر واشنطن عدة مرات، رد فانس قائلاً: “أعرب عن بعض الامتنان للرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.
أثناء النقاش، أشار ترامب إلى أن الدعم العسكري الأميركي كان حاسماً في استمرار أوكرانيا في القتال، قائلاً: “رجالك شجعان، لكنهم كانوا يحظون بجيشنا. لو لم تحصل على عتادنا العسكري، لانتهت الحرب في غضون أسبوعين.. يومين”. ليرد زيلينسكي ساخطاً: “سمعتها من بوتين، قال إنها ستنتهي خلال ثلاثة أيام”.
في نهاية المشادة، بدا ترامب غير راضٍ عن طريقة تعامل زيلينسكي مع الاجتماع، حيث أنهى النقاش قائلاً: “لا تتصرف وكأنك ممتن، فهذا ليس بالأمر اللطيف. سأكون صريحاً، هذا ليس بالأمر اللطيف. أظن أننا اكتفينا… لحظة تلفزيونية جيدة، ما رأيك؟”.
تسلط هذه المشادة الضوء على الفجوة المتزايدة بين إدارة ترامب المحتملة وكييف، خاصة في ظل الجدل الدائر حول استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا. وبالرغم من أن إدارة بايدن قدمت دعماً كبيراً لكييف، فإن مستقبل هذا الدعم قد يكون على المحك إذا عاد ترامب إلى السلطة.

شارك هذا المحتوى