الأنباء بوست / حسن المولوع
بينما ارتفعت حدة النقاش حول تقاعد البرلمانيين ، ومطالب غالبية الشعب المغربي بإلغائه ، لم يكن هناك خيار ، أمام الاتحادي أمام شقران ، والاتحادية رحاب حنان غير الاصطفاف إلى جانب الشعب وترجمة مطالبه والدفاع عنها، والوقوف ضد من يرغبون في الإبقاء عليه ، على اعتبار أن شقران وحنان ، قوتان من القوات الشعبية ، لتربيتهما الحزبية الأصيلة بالمدرسة الاتحادية ، حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية …
لم ترحمهما الآلة الإعلامية حينها، والذباب الإلكتروني الذي كان يروج بأن وقوف الشاب أمام والشابة رحاب ضد تقاعد البرلمانيين ماهو إلا حملة إنتخابية من أجل ضمان مقعد برلماني في الاستحقاقات التشريعية المقبلة ، وما ذلك إلا مجرد عملية تجميلية لصورتيهما السياسية ، إلى غير ذلك من الكلام ، وها قد ظهرت الحقيقة بجلاء ، واكتشف من كانوا يروجون لهذا الكلام أنهم أخطؤوا دون أن يعرفوا ما كان يجري في كواليس الحزب، بسبب موقفهما الرافض لهذا التقاعد، وموقفهما تسبب في الانتقام منهما ، وانه لم تكن هناك لا حملة إنتخابية من أجل ضمان مقعد برلماني ، ولا مساحيق تجميلية لتحسين الصورة ، بل هو اصطفاف الى جانب الشعب ، كانت ضريبته الاقصاء من العودة إلى البرلمان بعدما رفض الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منحهما تزكية من أجل الترشح للانتخابات التي ستجرى في شتنبر من العام 2021.
عندما عبرا عن موقفهما بوضوح بخصوص الموضوع والمثبت بتدوينات وفيديوهات منتشرة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وقنوات اليوتيوب ، تعرضا لهجوم كلامي من طرف إدريس لشكر في أحد اجتماعات المكتب السياسي ، مهددا إياهما بالطرد بسبب موقفهما المعارض للإبقاء على تقاعد البرلمانيين.
خلال ذلك الاجتماع للمكتب السياسي ، وكان في أحد مساءات يوم الخميس (…) ، توترت الاجواء ، ولم يكتمل الاجتماع ، بعدما اتهم إدريس لشكر ، كلا من أمام شقران، رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، والنائبة البرلمانية حنان رحاب بعدم الانضباط لقرار الحزب القاضي بالإبقاء على تقاعد البرلمانيين، كما وصف تدويناتهما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ب”التسلكيط” فتحول الاجتماع الى تراشق كلامي ، وشكل صدمة لأعضاء وعضوات المكتب السياسي ، لينتهي دون التوصل لأي نتيجة …
الشاب أمام شقران وجه مراسلة لإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ، دعاه من خلالها لعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب ، الهدف منها اتخاذ موقف موحد بشأن تقاعد البرلمانيين.
صحيفة تيل كيل عربي كانت قد نشرت بعضا مما دار في كواليس ذلك الاجتماع ، ونقلت قول النائب البرلماني الشاب شقران بخصوص مراسلته لإدريس لشكر الذي صرح ب “أن دعوته لعقد مجلس وطني استثنائي تكتسي طابعا سياسيا صرفا بالنظر إلى ضرورة التفاعل مع الرأي العام الوطني وآثار ذلك على صورة المؤسسات”، مشيرا إلى أنه كان يترجم توجيهات قيادة الحزب بخصوص إصلاح نظام المعاشات في إطار الديمومة دون التعبير عن موقفه الشخصي، الذي يعاكس ذلك تماما، والمتمثل في إلغاء المعاش دون حتى إرجاع المبالغ المقتطعة من النواب”، قبل أن “تتناسل مواقف أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني للحزب بشكل متناقض يعكس حجم الاختلاف حول الموقف الحزبي الرسمي.
النائبة البرلمانية الشابة حنان رحاب بدورها دعت إلى إلغاء تقاعد البرلمانيين، خلافا للموقف الذي كان قد اتخذه إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، والقاضي بالإبقاء عليه، مع ادخال تعديلات على القانون الحالي أهمها رفع سن الاستفادة إلى 65 ، ليكون موقف كلا من شقران وحنان سببا من بين أسباب الانتقام منهما من طرف لشكر الذي رفض منحهما تزكية للترشح ، وتعويضهما إما بأصحاب ما يصطلح عليه “بالشكارة ” او أناس لهم مواقف تسير عكس تيار المطالب الشعبية(…) .
لن يختلف أي متتبع للشأن السياسي أن موقف كل من شقران وحنان يدخل في صميم المبادئ التي بني عليها حزب الوردة ، لكنها تختلف عن المبادئ التي أسسها إدريس لشكر لنفسه ، والذي جعل سكة الحزب تنزاح عن القوات الشعبية وأصبحت قوة مناوئة لمطالب الشعب .
ولأن مبادئ الحزب هي السير في طريق ما يطالب به الشعب ، كانت حنان رحاب تسير في هذا الاتجاه غير المرغوب فيه بالنسبة لادريس لشكر ، فعارضت مشروع القانون الذي سمي بقانون تكميم الأفواه وطالبت باستقالة وزير العدل ، بنعبد القادر، بالرغم من أنه ينتمي لنفس حزبها ، معتبرة وبشكل واضح أن له مسؤولية سياسية وعليه تحمل مسؤوليته في هذا الباب ، الشيء الذي زاد من غضب لشكر عليها ، وسيزداد أكثر فأكثر عندما اصطفت إلى جانب الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ، والى جانب الطلبة والطالبات في معاركهم النضالية ، كل ذلك وغيره جعلها عرضة للانتقام ، على الرغم من أنها وبحكم علاقتها بقطاع الصحافة والنشر، كانت مثل حصن حصين ، يمنع الانتقادات التي تلاحق إدريس لشكر ، فكل من كتب عنه بسوء ، تجدها متصلة بصاحب المقال أو التدوينة قائلة ” الله يحفظك العزيز رخف شوية على الأخ إدريس او طلق منو راه والله عندو بزااف المطارق فالراس ، الله يحفظك، اختك انا طلبت منك هاد الطلب دير بوجهي ” فكان النشطاء الفايسبوكيين ، واليوتيوبرز ، ومن يشتغلون بالصحافة ، يستجيبون لطلب حنان رحاب دون تردد ، وعندما تتعرض هي لهجوم تتنكر لها الغالبية ولا تجد الا القليل منهم ممن يدافعون عنها ، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت دائما تمنع البركان الاعلامي من الانفجار في وجه إدريس لشكر وفي وجه أعضاء وعضوات المكتب السياسي ، ورغم انها كانت واجهة للحزب عبر مداخلاتها بالبرلمان والشعبية التي تتمتع بها فإن ذلك لم يشفع لها ، لتجد نفسها عرضة للنكران كغيرها من الشابات والشباب الذين يحلمون بمغرب يسير نحو التنمية المنشودة ، لكن هناك من الزعماء الحزبيين من يسير بعقلية الشيخ والمريد ولا يرقه أن يصبح البرلمان كله شباب ، وبعتبرون هذه الفئة مجرد مصدر للازعاج فمكانها إما الجامعات أو المقاهي ، ولنا في عمر بلا فريج عن فيدرالية اليسار خير مثال ، كان هو الصوت الذي مع حنان وشقران يتكلمون بلسان الشعب ، فماذا كانت النتيجة ؟؟؟
شارك هذا المحتوى