
الأنباء بوست
شهدت محطة الرباط أكدال، يوم أمس الخميس، تأخيرًا كبيرًا في وصول القطار القادم من القنيطرة والمتجه إلى الدار البيضاء. كان من المقرر وصول القطار في تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق مساءً، لكنه لم يصل إلا في الساعة الثامنة وأربع وخمسين دقيقة، أي بعد ساعة تقريبًا. وقد أثار هذا التأخير غضب وتذمر الركاب، خصوصًا مع عدم تقديم المكتب الوطني للسكك الحديدية توضيحات كافية حول أسباب التأخير.
وازدحمت المحطة بالمسافرين المتأثرين، مما زاد من حجم الاستياء نتيجة تكرار هذه التأخيرات وعدم مراعاة شعور المواطنين الذين يعتمدون على هذه الوسيلة الحيوية للتنقل.
لقد أصبحت وضعية القطارات تثير القلق، حيث يظهر أن بعضها يعاني من اهتراء واضح، مما يعكس تراجعًا في جودة الخدمة التي كانت تُعرف بها السكك الحديدية الوطنية. تؤثر هذه الوضعية سلبًا على راحة المسافرين وتقلل من الأمان، خاصة وأن هذه القطارات تُستخدم يوميًا من قِبَل مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون عليها للوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم.
لا يقتصر التذمر على التأخير ووضعية القطارات فقط، بل يشمل أيضًا ما يعتبره المسافرون عشوائية في تدبير وتسيير المحطات والجداول الزمنية. إذ يعاني المكتب الوطني للسكك الحديدية من صعوبة في تنظيم مواعيد القطارات بشكل منظم ومتسق مع حاجة المسافرين، كما تتكرر حالات التأخير دون تبريرات كافية، مما ينعكس سلبًا على سمعة هذا المرفق العام ويزيد من مشاعر الاستياء.
لا شك أن المغرب يسعى لتطوير بنيته التحتية لاحتضان مونديال 2030، وهو أكبر حدث رياضي عالمي، ويستلزم ذلك تحديث جميع وسائل النقل، بما في ذلك القطارات، لتواكب معايير الحداثة والمتطلبات العالية لمثل هذه التظاهرة. ويبدو أن القطارات الحالية لا تواكب طموحات المغرب الجديد في تحديث بنياته التحتية ومرافقه العامة لتكون في مستوى الحدث، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في السياسة المعتمدة.
بات من الضروري أن المكتب الوطني للسكك الحديدية بحاجة إلى استراتيجية إصلاحية تواكب تطلعات المغاربة وتلبي حاجاتهم، خاصة مع الاستحقاقات الكبرى التي يستعد المغرب لاستضافتها، والتي تستلزم تحسين قطاع النقل.

شارك هذا المحتوى