
الأنباء بوست / حسن المولوع
لم يكن يتوقع الصحافي طارق بعطوز مدير نشر موقع جهوية بريس ، أن ينتهي به الأمر محتجزا بغرفة بالمقاطعة الرابعة بالمحمدية من طرف أربعة أشخاص بزي مدني ، بعدما قاموا بتعنيفه جسديا ولفظيا ونزعوا هاتفه النقال كي لا يتصل بمن يستنجد بهم ..
تعود تفاصيل الواقعة إلى مساء يوم الجمعة حوالي الساعة الخامسة و خمسة عشر دقيقة ، كان حينها طارق بعطوز على متن سيارته ، بشارع المختار السوسي بحي الوحدة ، بالمحمدية ، وبينما كان يسير بشكل اعتيادي ، لفت انتباهه تجمهر عدد من الناس على مسافة غير بعيدة من المقاطعة الرابعة بالمحمدية ، ركن سياراته وتقدم لمعرفة سبب التجمهر ، ليكتشف أن هناك شخص مرمي على الارض والناس حوله .
ولأن من واجب اي مواطن كيفما كانت صفته ومركزه الاجتماعي ، أن يقدم المساعدة للغير خصوصا وأن القانون يلزم اي مواطن بذلك “تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر ” ، فإن طارق حاول الاتصال بالوقاية المدنية لانقاذ الشخص ونقله لتلقي الاسعافات الضرورية ، لكن سيحدث ما لم يكن في الحسبان ، ففي اللحظة التي اخرج هاتفه لاجراء المكالمة ، نزلت عليه أياد من العنف مرفوقة بعبارات لفظية عنيفة ، من طرف أشخاص يبلغ عددهم أربعة حسب ما توصلنا إليه من معلومات ، وحسب معاينتنا لفيديو يوثق للوقائع .
الأشخاص الذين عنفوا طارق بعطوز ، كانوا يرددون عبارات عنيفة ، وفيها أوامر بعدم التصوير ، في حين أنه لم يكن يريد تصوير أي شيء بل كان هدفه تقديم المساعدة ، وبعد مناوشات ، وشد وجذب ، بقي خلالها طارق ممسكا على أعصابه ، سيتفاجأ بأن قاموا بجره إلى مقر المقاطعة واحتجزوه بغرفة هناك ونزعوا هاتفه النقال ، لكن المفاجأة كانت أقوى من هؤلاء ، والقدر كان حاسما في إظهار الحقيقة ، إذ أنه في اللحظة التي كان يريد طارق إجراء مكالمة هاتفية وتم منعه منها من طرف الاشخاص الذين عنفوه ، تم الضغط على زر التسجيل بالكاميرا التي وثقت فيديو مدته 23 دقيقة .
وأثناء معاينة الفيديو بعدما تم إخلاء سبيله وتسليمه هاتفه ، تم التعرف على هوية الأشخاص الأربعة ، حيث أنهم ينتمون للسلطة المحلية بالمقاطعة ذاتها ، وردة فعلهم تلك كانت نتيجة أنهم وجدوها فرصة لتصفية حساباتهم مع طارق بعطوز بحكم أنه صحافي ، وعندما اكتشفوا وجوده ، اعتقدوا أنه جاء لتصوير الحدث ، والحدث هو ان الشخص الذي كان مرميا على الأرض كانوا قد قاموا بتعنيفه وسقط أرضا ، وخشية من عدم فضح ممارساتهم، لم يجدوا وسيلة غير تعنيف صحافي هو في الأصل كان يريد تقديم المساعدة لشخص في وضعية خطر .
وأمام هذه الواقعة وما تعرض له الصحافي طارق بعطوز ، فلقد قرر وضع شكاية لدى وكيل الملك بالمحمدية مرفوقة بالفيديو وبعض الشهود إضافة إلى شهادة طبية من أجل انصافه وترتيب الجزاء القانوني في حق الذين عنفوه لأنه لا صفة لهم في توقيفه او نزع هاتفه فهم ليست لهم الصفة الضبطية وسلوكهم يشبه سلوك البلطجية الذي لا يحكمه قانون .
كما أن عددا من التنظيمات النقابية والحقوقية ستقوم بمساندته حتى يتم انصافه ، لأنه تعرض لعنف جسدي ، أصيب على إثره بألم حاد في ظهره وذراعيه جعله يتوجه إلى المستشفى عبر سيارة الإسعاف .
وستتابع صحيفة الأنباء بوست كل تفاصيل القضية ، وهذه مناسبة لإعلان تضامننا مع الصحافي طارق بعطوز ، وأن العنف الذي تعرض إليه مثل تعرض الجسم المهني للعنف بأكمله ، وهي دعوة لجميع المنابر الإعلامية وخصوصا بالمحمدية من أجل التضامن مع الزميل حتى لا يتكرر ما وقع ، فيوم عليه ويوم علينا والقانون فوق الجميع .
ويبقى السؤال المطروح هل سيقوم عامل عاملة المحمدية بفتح تحقيق في النازلة وترتيب الجزاء أم سيترك الوضع كما هو عليه مطبقا قاعدة ، وكم حاجة قضيناها بتركها ؟ علما أنه كم من مشكلة بدأت صغيرة وبعدها كبرت ، وكم من موظف صغير يخلق مشاكل كبيرة ، مثل ما وقع أيام فض الاحتجاجات بالرباط للأساتذة ، عون سلطة صغير خلق أزمة كبيرة (…)

شارك هذا المحتوى