
الأنباء بوست / حسن المولوع
يحاول محمد جودار البرلماني ورئيس مقاطعة بن امسيك عن حزب الاتحاد الدستوري ، أن يلمع صورته السياسية مع المواطنين والمواطنات ، معتقدا أن تلميع الصورة السياسة أمر سهل وبسيط مثل ما قام به على أسنانه وشعره لاخفاء شيخوخته التي ورغم الصبائغ أبت إلا أن تظهر جلية بشكل مفضوح ومشوه .
محمد جودار واحد من الذين أفسدوا المشهد السياسي برمته ، وساهموا في عزوف عدد كبير من الشباب عن السياسة والانخراط بالعمل الحزبي بسبب أساليبهم البدائية التي تفتقد إلى مقومات العمل السياسي كما في الدول المتقدمة ومعاملة الناس على انهم مجرد أرقام انتخابية ، ذلك أنه وأمثاله همهم الوحيد هو جمع عدد كبير من الاصوات الانتخابية لضمان وجودهم على الكرسي دون ترك المجال للكفاءات الشابة المبدعة في تدبير الشأن العام .
لا أحد ينكر أن جودار قوة انتخابية عددية قاهرة ، لكنه ضعيف سياسيا ، وقوته تلك تنبعث من كونه يختار المناسبات لتوزيع الإعانات ، تماما كما يفعل عند كل موسم رمضاني ، حيث يجدها فرصة لتوزيع القفف الرمضانية ، ليس في سبيل الله، بل في سبيل الانتخابات ، وكأن المواطن المغربي يحتاج للصدقات عن طريق مأسسة التسول ، وهذا السلوك الذي يقوم به، لا يختلف كثيرا عن الاتجار بالدين ليكون له عنوان بارز المتاجرة ببؤس الناس، وهذا ما يفسد العملية السياسية وعدم ظهور وجوه وكفاءات جديدة تساهم في تنمية المنطقة وفق ما هو مأمول ومنشود ، وليس تبليط الأزقة في كل مرة وصرف ميزانيات ضخمة في صفقات و على مشاريع لا تعود بالنفع على المواطن البسيط .
للأسف المواطن بابن امسيك ما زال يعتقد أن من يعطيه قفة رمضان هو انسان وهبه الله العطف والحنان ، ولا يعلم أن تلك القفة ما هي إلا وسيلة من الوسائل لبيع صوته ، وهي أيضا تساهم في انهيار كرامته ، إذ يتم الحصول عليها عن طريق بلطجية يتم تسخيرهم لهذا الغرض ، ويصبح البلطجيون يتحكمون في عملية توزيع القفف بعد تسجيل المحتاجين لها بطريقة بئيسة تؤكد على أننا مازلنا نعيش في “عام البون وبو هيوف ” .
أي أخلاق سياسية وأي ضمير انساني يبيح للإنسان أن يتاجر ببؤس الناس نظير بقائه على كرسي زائل ؟
وما لا يعلمه المواطن بذات المنطقة أن قفة رمضان تلك توزع من ميزانية الجماعة وليست من المال الخاص لجودار علما ان ثمن القفة لا يتعدى 80 درهم للقفة الواحدة ، والغريب في الامر انه يستحود على الحصة كاملة بما فيها حصة المعارضة ، وذلك بغاية تلميع صورته السياسية ، موهما نفسه أن تلميع الصورة السياسية مثل ترقيع غشاء البكارة ، وأن لا أحد من شباب المنطقة سيفهم هاته الألاعيب ، ويعتقد أن تحريك المتطفلين على الصحافة سيساعده في هذا التلميع .
وها هو رمضان على الأبواب وسيتم تكرار نفس العملية كما في رمضانات سابقة ، لكن هاته المرة سيتفاجأ جودار بأن الناس أصبح لديهم وعي كبير عن طريق أبنائهم الشباب الذين يؤثرون في آبائهم ، وسيمنعونهم من إذلال كرامتهم ، لأن شباب المنطقة فطن بأن هذا الساقط على السياسة ما هو إلا تاجر فقط، وليست له أي رؤيا جديدة من أجل التنمية وليس لحزبه المنبوذ فيه أي برامج جديدة ، كل ما هنالك ترديد نفس الخطاب بأساليب مختلفة .
لو كان جودار فيه الخير ، وسياسي بما تحمله الكلمة من معنى لحقق الاجماع او على الأقل الأغلبية داخل حزبه ليصبح أمينا عاما به ، ولو كان يتمتع بالكفاءة اللازمة لأصبح وزيرا في الحكومة الحالية ولم يتم تقديم الفردوس للاستوزار بحقيبة الثقافة والشباب والرياضة وقطاع الاتصال الذي يصغره بكثير وهو من نفس حزبه ، لكن جودار بإجماع المهتمين بالشأن السياسي، فاشل سياسيا لأنه مازال يشتغل بالأسلوب القديم والساذج وهو شراء الاصوات بطرق غير مباشرة ، أبرزها قفة رمضان .
لا يمكن في هذا المقام ونحن نتحدث عن كرامة المواطن ، أن ننسى منطق” الحكرة ” الذي قام به جودار سنة 2019 في حق مستخدم بالمكتب الوطني للسكك الحديدية ، هذا المستخدم وهو مراقب بالقطار طلب من جودار مده بطاقته “الريعية ” لكنه رفض الادلاء بها ، قائلا له “واش معرفتنيش شكون أنا ” ، وانتشر فيديو يصور الواقعة واستنكرها المغاربة ، وهي الواقعة التي تبين بجلاء شخصية الرجل النرجسية الذي يحسب أنه وصل للبرلمان عن طريق العلم والكفاءة متناسيا أن أصوات الناخبين والناخبات هي من أوصلته الى هناك .
سيكتشف محمد جودار ولو بشكل متأخر أنه لا يركب الا على ظهر حمار، وأن الحصان ركبه فطاحلة السياسة عندما كان لسياسة معنى وعنوان ، وسيكتشف أن تلميع صورته السياسية ، ليست بالسهولة التي يتم بها تلميع الوجه بالمكياج وصباغة الشعر وتبييض الاسنان ، “الله يكبرنا على طاعة الله ورسوله “

شارك هذا المحتوى