
الأنباء بوست / حسن المولوع
طالما انتقد الأكاديمي محمد ضريف البيوت الداخلية للأحزاب السياسية ، وكان دائم الحضور الاعلامي ،ينظِّر للعمل الحزبي ، يحلل ويناقش وينتقد أي سياسي ، ويدعو لثورة داخلية بالأحزاب السياسية من أجل ترك الفرصة للاطر والكفاءات الشابة ، لكن شتان بين التنظير وبين الممارسة ، فالخطاب شيء ، والفعل شيء آخر ، ليقع ضريف في تناقض صارخ مع نفسه ، ويصبح من أكثر المسيئين للسياسة وللعمل الحزبي ، ويصبح اسوء رئيس حزب في تاريخ الأحزاب السياسية، لأنه تسبب في عزوف كبير للشباب والشابات الذين كانوا يرون فيه خير رجل سياسة ، لكن اكتشفوا أنه من اسوئهم ويزيد عنهم في ذلك قليلا ، وعندما يسوء الفعل دائما يجد محمد ضريف مبررات لأفعاله ، محتميا بنظرية المؤامرة ، وموهما لمن لا يعرفه جيدا بأن هناك من يشوش عليه ولا يريد لحزبه المسمى الديمقراطيين الجدد أن يتقدم خطوة إلى الأمام ، متناسيا أنه هو الوحيد الذي يعرقل حزبه بدكتاتوريته الناعمة …
تناقضات مفضوحة ، تضع الأستاذ الجامعي محمد ضريف في قلب الفضيحة ، ليصير أضحوكة ، وحديث الزعماء السياسيين والطلبة والطالبات والأساتذة الجامعيين ، فعند تأسيسه لحزب الدمقراطيين الجدد الذي مات في المهد وصار جثة هامدة منذ أواخر سنة 2014 ، رفع شعارات كبيرة ، تغري السامع وتشعره بأن “الحزب الضريفي” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ليكتشفوا بعد ذلك أن حزب يد الامتياز ، يمتاز فقط بالكولسة واستقطاب الجهلة من الناس ، المضحوك عليهم والذين لا يستطيعون قول ، لا ، في وجه ضريف على شاكلة الشيخ والمريد ، وبدل أن يستقطب الاطر والكفاءات لحزبه كما ادعى ويدعي ، لا تجد الا أناسا ، ليس بينهم وبين السياسة الا الخير والاحسان ، واغلبهم من المطرودين من أحزاب أخرى …
قام محمد ضريف بدكتاتوريته المعهودة وفي إطار توجهه العام المبني على القرار الأحادي بتزكية أحد الأشخاص ، المسمى يونس مفتي للإنتخابات البرلمانية ، هذا الشخص الذي تلقبه ساكنة مولاي رشيد بالدار البيضاء بشكل استهزائي ، ب (بونظيف مول المونتيف “، متأكد من نفسه بأنه لا و لن ينجح ، وما ترشحه حسب مصادرنا الا تلبية لرغبة أحد الأشخاص المنتمين للسلطة من أجل أن يكون أرنب سباق ليضايق أحد المرشحين عن أحزاب كبرى، وكما يقال بلغة الانتخابات “حطوه باش يهرس الأصوات ” ، فعلى سبيل المثال يمكن ان يحصل “بونظيف ” على 200 صوتا ، وهذه ال200 صوتا هي التي ستنقص المرشح من الحزب الكبير والتي لو حصل عليها ستمكنه من النجاح ، فيحدث أن المرشح لا ينجح ، ويكون أرنب السباق قد خدم مرشحا آخر من حزب آخر ، طبعا حزب من الأحزاب الكبرى ، ويمنحه فرصة النجاح على طبق من ذهب ، ليتلقى أرنب السباق مقابلا بالملايين عن هذه الخدمة التي قدمها ، وهذا هو المعمول به وهذا هو دور الأحزاب الميكروسكوبية مثل حزب ضريف ، في اللعبة السياسية، وللأسف هذا ما لا يريد أن يفطن به الناس وينجرون وراء الخداع والشعارات الزائفة ، تضيف المصادر ذاتها..
(الصورة حملة إنتخابية سابقة لأوانها )
وفي السياق ذاته تضيف مصادرنا “ضريف لا يرشح الأطر والكفاءات وليس في نيته ذلك ، لأن هذه الحالة تكشف بالملموس بأنه صنع هذا الحزب ليزكي هذه الممارسات لحاجة في نفسه ، بدليل أنه لو كان ينوي أن يرشح كفاءة بمولاي رشيد لقام بتزكية المحامي عن هيئة الدار البيضاء ، محمد جلال الذهبي المنتمي لنفس الدائرة وهو عضو بالمكتب السياسي لحزب الديمقراطيين الجدد ” مضيفة ” حتى إنه قبل أن يمنح تزكية ليونس مفتي المعروف ببونظيف مول المونتيف لم يستشر أي أحد من أعضاء المكتب السياسي بمن فيهم المحامي الذهبي الذي وحسب المصادر ذاتها أنه عرضت عليه تزكيات من أحزاب كبرى ورفضها ، رغبة منه في النضال الى جانب مؤسسي الحزب ، ولأن رئيس الحزب يعتبر من الأساتذة الجامعيين، لكنه سيتفاجأ هو الآخر بأن ضريف لا علاقة له بالسياسة ولا بالتسيير الحزبي ، وأنه قام بتحويل الحزب الى مجرد شركة يفعل فيها ما يشاء ويقرر قرارات مزاجية لا علاقة لها بالشفافية والنزاهة والديمقراطية التي طالما تغنى بها في لقاءاته الصحفية وفي كتبه ومقالاته ” ….
المصادر ذاتها أشارت إلى أن “جميع المناضلين الذين التحقوا مؤخرا بحزب ضريف وينوون الترشح باسمه ، يعتقدون بأنه سيعطيهم المال لتمويل الحملة الانتخابية ، وهو الأمر الذي سيتفاجؤون به كما تفاجأ الذين من قبلهم في 2015 و2016 ، حيث أنه تركهم حتى اقتربت الحملة الانتخابية وقال لهم مولوها من جيوبكم، ليوضع جميع المرشحين في ورطة كبيرة مع الذين سيقومون معهم بالحملة مقابل أجرة يومية، ولم يمنحهم إلا بعض المنشورات والقبعات والسترات فقط ، على الرغم من أن الحزب حصل على دعم للحملة الانتخابية بما قدره 75 مليون سنتيم حينها ، ونفس السيناريو سيقع في 2021 إذا لم يقم الذين ينوون الترشح باسم حزب ضريف بالحسم معه قبل أخذ التزكية التي أصبحت متاحة وتعطيها جميع الاحزاب الميكروسكوبية ” حسب تعبير المصادر .
قلة قليلة من الذين ينتمون لحزب ضريف فطنوا بألاعيبه كما فطن بها من اسسوا الحزب سنة 2014 وفضحوا ضريف أمام الرأي العام ، حيث أنه حاليا حسب ما أفادت به مصادرنا أن بعض الاشخاص قدموا استقالتهم، كالمنسق الإقليمي للداخلة و عضو المكتب السياسي للحزب ، كما أن تنسيقية سطات لوحت بتقديم استقالة جميع أعضائها و التي تعتبر ان الحزب لا يتواصل مع التنسيقيات و ان هناك محاباة لتنسيقيات دون أخرى، ومن المرتقب أن يشهد حزب ضريف في الايام المقبلة نزيف استقالات جماعية كما حصل في سنتي 2015 و2016 لأن نفس الاسباب تؤدي الى نفس النتائج وضريف لا ولن يتعلم من أخطائه بل لا يعترف بها .
تزكية محمد ضريف للمسمى يونس مفتي ما هي إلا الشجرة التي تخفي الغابة ، فيونس هذا كان منخرطا بحزب الإصالة والمعاصرة قبل أن يتم طرده منه مارا من الاتحاد الدستوري ومع ذلك فإنه وحسب مصادرنا ما زال يشتغل عند مرشحي الحزب في الحملات الانتخابية ، اختار يونس تأسيس جمعية أراد بها التقرب الى الساكنة وهذا ما يبين كيف يتم استغلال العمل الجمعوي في العمل الحزبي لضمان الاصوات الانتخابية ، ليكتري شقة بالسكن الاقتصادي ، إقامة جوهرة، ويجعلها قبلة للناس لقضاء أغراضهم قيل انها بمقابل ، فهو حسب ما ذكرته مصادرنا أنه لا علاقة له بالسياسة وإنما شاب غلبته الحياة وقساوتها ورأى في العمل الجمعوي وسيلة للعيش والعمل الانتخابي أداة للاسترزاق ، فهو دائما يكون مرافقا لقائد الملحقة الإدارية وللباشا في جميع المناسبات ، لأسباب تبقى مجهولة ، لكن يظهر جزء منها بأنه يريد أن يستغل مرافقته لرجال السلطة في حملته الانتخابية “لتهريس الاصوات ” وهذا يجعل الناس يفضلون التصويت عليه خوفا من أنهم إن فعلوا العكس لن يقضي اغراضهم والتي هي من صميم حقوقهم التي يتخذها مثل هؤلاء وكأنها امتياز يتفضلون به على ابناء وبنات الوطن في استغلال مفضوح لبؤس الناس ، وهذه هي النماذج التي يزكيها الأكاديمي محمد ضريف ، الضعيف سياسيا وحزبيا ” على حد تعبير مصادرنا
جدير بالذكر أن حزب محمد ضريف ، المسمى بحزب الديمقراطيين الجدد ، ومنذ تأسيسه شهد عدة فضائح ليس لها اول وليس لها آخر ، وأن من يريد ان يتعرف عن الحزب وعن ضريف ما عليه الا الدخول لمحرك غوغل او قنوات اليوتيوب ، او يسأل الذين اسسوا الحزب سنة 2014 ، لأنه من غير الممكن ان يكون جميع من رحل من الحزب ، على خطأ ، وضريف وحده على صواب ومنزه عن اي عبث ، والغريب أن كل من رحل من الحزب حظي بمراكز مهمة ، ولمن لا يعرف ، ما عليه الا ان يبحث ويسأل ، ولعل أبرز سؤال يجب أن يطرح قبل المسير في مسيرة البحث والتحري وهو، لماذا يتشبث ضريف بمنير بنعلي (…) هل لأن له كفاءة علمية وسياسية أم لشيء آخر ؟ ولماذا يتشبث بالسلفي “المزوَّر” الذي يدعي أنه تلميذ ابو حفص المسمى اليعقوبي(…) ؟ فمن يريد تدبير الشأن العمومي عليه أن يعرف طنجرة البيت التي بها يريد الدخول لغمار الانتخابات ، حتى لا يفاجأ ويشعر بخيبة الأمل ومنها الى الصدمة .

شارك هذا المحتوى
الديمقراطيين الجدد مات مباشرة بعد تأسيسه سنة 2014، لغياب آليات الاستماع والإنصاف، حزب يقوم على الولاء المطلق وبدون مناقشة، وتقتضي التعليمات خلق مسافة بين المناضلين والسنسيقيات، ولا يمكن للشطط أن يكون منصفا، ولن يتقدم أي حزب برأس واحد وصوت واحد ويد واحدة .