
الأنباء بوست / حسن المولوع
بينما تتوالى الاحتجاجات والأصوات المطالبة برحيل مدير المركز الاستشفائي الاقليمي مولاي عبد الله بمدينة المحمدية من طرف تنظيمات جمعوية ونقابية ، ظهر أحد الأشخاص الذي يسمي نفسه حقوقيا عبر تدوينات يدافع من خلالها على المدير المذكور، وهو الأمر الذي جر عليه الكثير من السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي وورط مدير المستشفى من دون أن يدري .
ونشر هذا الحقوقي تدوينة على حائطه بالفيس بوك اعترف من خلال مضمونها حسب ما فُهم منها أن مدير المركز الاستشفائي لا يقبل المصابين بكوفيد 19 الا بعد التوسط لهم في إطار ما يعرف بالزبونية والمحسوبية ، علما أن حالات الإصابة بكوفيد 19 لا تحتاج للوساطة، بحكم أن هذا الملف يحضى بالعناية السامية لملك البلاد منذ ظهور الوباء ، وبالتالي فلقد وضع هذا الحقوقي مدير المستشفى في موقف حرج يتطلب منه توضيح النازلة للرأي العام ، ويعتبر عدم نفي ما جاء في التدوينة إقرارا صريحا بما جاء في مضمونها .
و جاء في التدوينة المذكورة للحقوقي الذي يثير السخرية دائما ” تم اليوم ولله الحمد إدخال حالة مصابة بكوفيد 19 إلى مستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية والتي سبق وطلبوا منها التوجه إلى الدار البيضاء ” مضيفا في التدوينة ذاتها ” ولكن بعدما اتصل بنا زوج المصابة لكي نتدخل في الموضوع والحمد لله تمكن رئيس المكتب الاقليمي بعد تواصله مع السيد فؤاد عرشان مدير المستشفى الذي كان جد متجاوب مع المنظمة وقام بتدخلاته الناجحة وتم ايجاد مكان للمريضة بالمستشفى ” (…)
وعن هذا الجزء من التدوينة يُطرح السؤال بإلحاح، ما مدى صحة ما ورد فيها ؟ فإذا كان ذلك صحيحا فإن المركز الاستشفائي سيوضع في قلب المساءلة ، ولعل أبرز سؤال ، لماذا طُلب من المصابة التوجه إلى الدار البيضاء في الوقت الذي يوجد مكان لها بمستشفى المحمدية ؟ ولماذا تم ايجاد المكان بعد تدخل هذا الحقوقي ؟ ولن نطرح السؤال ما العلاقة التي تربط مدير المستشفى الحاصل على دكتوراة الدولة، بحقوقي يرجح أنه غير حاصل على شهادة الباكلوريا نظرا للأخطاء الإملائية القاتلة التي توجد بما يسمى بالبلاغات التي يصدرها عن منظمته، لأننا إن طرحنا هذا السؤال فسيقال أن المدير من حقه أن يتعامل مع الجميع دون استثناء ، لكن من حق الجميع أن يتساءل عن مضمون التدوينة، هل هو صحيح أم عكس ذلك ؟ فإن كان المضمون غير صحيح فالمفترض أن الجهات المسؤولة ذات الصلة أن تتابعه ،لأن ذلك يدخل في نطاق ترويج خبر زائف وأيضا مدير المستشفى من حقه متابعته لأن في ذلك إساءة بليغة له حول أداء وظيفته بتجرد ودون تمييز بين المواطنين والمواطنات ، فمن شأن ذلك ترسيخ فكرة لدى ساكنة المحمدية بأن من له واسطة يدخل للمستشفى ومن ليس له ، فله الله وحده ، وبالتالي وجب على المستشفى نشر بلاغ فيه توضيحات للرأي العام .
جدير بالذكر أن الحقوقي المذكور يعتاد دائما على نشر بلاغات يقوم رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مشاركتها مرفوقة بعبارات السخرية، لكون تلك البلاغات أو البيانات مليئة بالأغلاط الإملائية التي لا يمكن لتلميذ بالمستوى الثاني ابتدائي أن يقوم بها ، هذا دون الحديث عن طريقة صياغتها التي لا تصلح لأن تكون حتى مجرد تدوينة على الفيسبوك حسب رأي العديد من المتابعين .
والغريب في الأمر إن صح ما يروج أن مدير المستشفى اعتمد على هذا الحقوقي من أجل تلميع صورته والدفاع عنه نظرا للاصوات المطالبة برحيله بعد توالي الاحتجاجات ضده ، فإن ذلك سيكون خللا بنيويا يستلزم من علماء الاجتماع انجاز أبحاث معمقة حول هاته الظاهرة الغريبة التي سيكون عنوانها المناسب “دكتور يستعين بفاشل في الدراسة” .

شارك هذا المحتوى