الأنباء بوست / حسن المولوع
يبدو أن تحفة، لا يجيد قراءة المقالات التحليلية خصوصا إن كانت طويلة أطول من لسانه ، لأن الظاهر عليه أنه شخص لا يقرأ كثيرا أو لا يقرأ أصلا ، وبالتالي فإنه استعصى عليه فهم المقال الذي نشرناه صبيحة يوم الخميس بعنوان ” ملف حمزة مون بيبي ..من يزود تحفة بالمعلومات وما هدفه ؟ ولماذا الآن تم إقحام عبد المنعم الديلمي في الملف “ ، ذلك أن قراءته المتسرعة تسببت له في فورة غضبية، كشفت بل أكدت صدق قولنا وما جاء في مقالنا، وكنت أتمنى أن يناقش ما جاء في المقال، لكنه فضل مناقشة أذناي واستعملهما كطوق نجاة حينما اشتد عليه الخناق، وحاول جاهدا أن يموه متابعيه عبر الفيديو الذي نشره عقب المقال المذكور بأشياء فهمها على قدر مستواه التعليمي والتربوي والتي ترجمها لسانه الطويل بقلة أدب، مع العلم أن اللسان الطويل دائما يعبر عن فراغ صاحبه وضعف حجته ، ما يجعله يعتنق مذهب الشتم ” الأقلشي” دون أن يستطيع مواجهة الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة ، ليكون الشتم وسيلة للهروب إلى الأمام لأنه حشر في الزاوية الضيقة ، ويظهر ذلك من قسمات الوجه ، وردة الفعل التي تعبر عن المفاجأة والجرح العميق ، وكان المسكين لحظتها يشبه ذلك الديك المذبوح الذي يرقص من شدة الذبح ، واختلطت عليه الاحاسيس بين محاولة البكاء ، ومحاولة الظهور بوجه فرح وكأن شيئا لم يكن ، لكن في العمق هناك جرح كبير ، والجرح الأكبر هو الذي ناله من يزوده بالمغالطات وبعض المعلومات الملغومة، وقد تم التعرف عليه من طرف القراء بالإشارات دون أن أكون في حاجة إلى ذكر اسمه كما يفعل الساذج تحفة، وكأن ذكر الأسماء يعتبر عملا بطوليا ، بل هو عمل يعبر عن غباء صاحبه ، لأن ذكر الاسم يفقد المعلومة قيمتها، أما عدم ذكره فيفتح النقاش والتحليل، ويترك المجال للمتتبع بأن يصل وحده للهدف، ليكون صاحب المعلومة قد اصاب المعني بالأمر في مقتل، ليحس أن هناك من يفهمون مجريات الأمور لكن ينتظرون وينظرون من بعيد حتى تدق ساعة الحقيقة.
ولست هنا في وارد إعطاء الدروس للسيد ساذج لأن هاته الأمور بعيدة عليه وليست من تخصصه، فلو كان يفهمها ، ما كان ليكون أداة مسخرة لمزوده بالمغالطات ، وهذا المزود معروف عنه بأنه عاشق ” للبوجاديين ” لأنهم يكونون طيعين ويسهل خداعهم وإيهامهم وقد ظهر له تحفة بهذا الشكل واستغل عدد المتابعين قناته قصد تمرير ما يريد ، بمعنى يأكل الثوم بفمه .
وكنصيحة مني لتحفة ، وقد تكون نصيحة أخوية رغم قسوة كلامي عليه ، وهي نصيحة أخذناها من أساتذتنا ، أن كل معلومة تصل، يجب على المتلقي أن يتساءل مع نفسه ، لماذا توصلت بها أنا بالضبط ؟ ما هو الشيء الذي يميزني عن الآخرين الذين لم يتوصلوا بها ؟ ما هدف هذا الشخص الذي زودني بها ؟ ماذا سيستفيد منها إن قمت بنشرها ؟ والسؤال الأهم هل ستفيد هاته المعلومة الرأي العام أم عكس ذلك ؟ طبعا هاته النصيحة تخصنا نحن الصحافيين ولكن لا بأس نعطيها له اليوم ليستفيد منها وتكون له بمثابة رد على ما قاله في حقنا حينما قال بأنه والله لو أعطيت لك هاته المعلومات لكشفت عن مصدرها يعني يقصدني أنا ، ودعني يا تحفة أقول لك سرا، بأنني أصلا في حياتي المهنية لا أقبل بالمعلومة الجاهزة ، لأن المعلومة غالبا ما تكون ملغومة ، بل أنا من أبحث عنها وأتحرى على ضوئها لأصل إلى نقطة معينة عن طريق الأسئلة ، ولا أقدمها للرأي العام إلا إذا كنت واثقا منها عبر تقنيات خاصة، ومن طبيعتي أنني أشك في اي مصدر والكلام في هذا الباب طويل جدا ، أرأيت يا سيد تحفة لماذا الصحافة بالمغرب لا تتطرق لنفس مواضيعك ، ليس خوفا من أحد، بل لأن الصحافيين ليسوا انتحاريين ويبحثون عما يفيد الرأي العام أكثر ، والصحافة ليست هي البحث عن الفضائح وليست هي النضال لأن النضال يفقد الصحافة حيادها وموضوعيتها وليست كما تفهمه أنت ، وأنا لا أدافع عن صحافتنا كما أن ذلك لا يمنع من القول بأن صحافتنا المغربية مازالت متأخرة وأنا من المنتقدين للصحافة وربما صديقتك التي تعيش بأمريكا هي أيضا والتي أرسلت لك المقال تعرف هاته الأمور ويمكن لك أن تسألها عني لتعطيك معلومات خاصة بي حتى تتعرف عني أكثر فأكثر (…)
الحقيقة أن المقال المذكور لم يكن موجها لتحفة في الأصل رغم ورود اسمه فيه ، لأن مقالاتنا دائما لا نوجهها لصغار العقول بل لأصحاب العقول الكبيرة ، وهذا هو السبب الذي جعلنا نكتب، أما تحفة أو من هم على شاكلته فلا نقيم لهم وزنا، لأنهم مجرد ميليشيات على اليوتيوب يتم استخدامها لخوض حروب بالوكالة ، لا يعلمون بدايتها ولا منتهاها ، وقد أردت من خلال المقال السالف الذكر أن أستعمل تحفة كقنطرة لتمرير بعض الرسائل لمن يهمهم الأمر وليتعرفوا على مزوده بالمعلومات التي يصفي بها حساباته مع خصومه ، وسأستغل مناسبة الرد عليه من أجل توضيح بعض الأمور والتركيز على أخرى ، وأنا أسامحه بأن يسبني ويشتمني كيفما شاء لأنني أعتبر السب والشتم يدخل في إطار حرية التعبير، لكن شريطة ألا يسب والدتي كما فعل سابقا ، وبالرغم من أنه سبها فإنني أدعو لوالدته بالصحة وطول العمر .
لقد كذب تحفة حينما قال عبر الفيديو للرد على مقالنا بأننا طالبناه بالكشف عن مصادره ، ونحن لم نطلب منه هذا الطلب ولم نتصل به بأي وسيلة من الوسائل لأجل ذلك ، والمقال الذي نشرناه ليس فيه كلمة مصدر ، بل ليس فيه ولا جملة واحدة تقول بأننا نطلب الكشف عن مصادره ، فكيف لنا أن نطلب منه هذا الطلب ونحن في الأصل كشفنا عنها بالإشارات الواضحة ، فالمقال كانت غايته هو فضح من يزود تحفة بالمعلومات وكشف نواياه الحقيقية ، ويمكن للقراء الأعزاء أن يرجعوا للمقال ويكتشفوا بأنفسهم ذلك ، فنحن لسنا أغبياء بأن نطلب من تحفة الإفصاح عن مصادره فكشف المصادر يكون أمام القضاء إن مثل تحفة أمامه يوما ما عندما يدخل للمغرب ، بل نحن من أفصحنا عنها بالإشارات ليعرفها من يعنيهم الأمر ، وقد أحيط الجميع علما بذلك ، وأحرق المصدر المسكين ، والسبب هو سذاجة السيد تحفة لأن من واجبه حماية مصادره، لكن السذاجة أحيانا تفعل بصاحبها ما تفعل ، لينكشف المستور .
كان تحفة يسير في اتجاه جميل حينما كان يتناول ملف حمزة مون بيبي ويفضح العصابة ، لكن بعد ذلك ذهب إلى اتجاه آخر وابتعد عن الملف بشكل كبير ، وهو نفسه لا يفهم كيف ابتعد عنه وصار يتكلم يمينا وشمالا بلغة غير محسوبة، وتحول إلى أداة يتم استغلالها لتصفية الحسابات من دون أن يعلم ، وقد أوضحت ذلك في المقال السابق ولا داعي لتكراره.
ولأن تحفة من عشاق ساحة جامع لفنا ، فإنه يتخذ من عدد المتابعات حصنا حصينا له ، ويعتقد في قرارة نفسه أن عدد المشاهدات على اليوتيوب هي المعيار الاساسي الذي يعبر عن نجاح المنتوج الذي يقدمه ونباهة صاحبه ،وتناسى أن الحلقة بجامع الفنا بدورها تضم متحلقين كثر ، وحينما تنتهي الحلقة ينفض الجمع من حول صاحبها ، والعاهرة أيضا لها رجال كثر بخلاف الشريفة العفيفة ، دون أن أتحدث عن شيء نضعه نحن بني البشر في مكان ما ويجتمع عنه الذباب الكثير ، مع احترامي الشديد لجميع من يتابعونه على قناته التي كانت تدخل الفرحة والسرور بفعل بعض الحركات البهلوانية ، لكن فجأة دخل صديقنا في عش الدبابير ، وتحول إلى واحد من ميليشيات اليوتيوب ، يخوض حربا سيكون هو ضحيتها ، فحماسته الزائدة أطفأت مصابيح عقله وألغت مدارك التحليل ، ولن يستيقظ إلا عندما يكون قد فات الأوان ، حينها سيلتفت يمينا ويسارا كصاحب الحلقة في جامع الفنا ولن يجد المصفقين ولا المشجعين ، ولا اللايكات ولا التعليقات ، سيجد فقط مي الزمورية أطال الله في عمرها ، فالزعامة والبطولية شيء جميل ، لكن إن كانت عن سذاجة فستكون هي الهلاك بعينه ، وسأظل أكرر كلمة سذاجة لأنني متيقن من أنه ساذج جدا ، وليست هاته الكلمة سبة ولا تحقيرا بل هو وصف لطريقة تعامله مع المعلومة التي غالبا ما تكون ملغومة .
لقد وصف تحفة كاتب هذا المقال بأقلش الأذنين وكرر هذا الوصف لأكثر من مرة ، وما سبقت الإشارة إليه فإنه استعمل ذلك كطوق نجاة نظرا لمحاصرته بالكثير من المعطيات التي لم تكن في الأصل موجة إليه، لأننا لسنا متفرغين لتحفة أو لأمثاله حتى نرهق أنفسنا بالكتابة عليهم، بل نحن كتبنا على من يسخره، لكن لسذاجته تسرع وعبر عن ضعفه بطريقته ،لأن أوراق مزوده بالمعلومات الملغومة قد أحرقت وانهار تمثاله، والقضية الآن أصبحت ساخنة بعدما تم فك اللغز وظهرت الحقيقة ، ولا شأن لي في أن تفتح الجهات المسؤولة ذات الصلة تحقيقا في الأمر لأن هذا ليس شأني وليس من اختصاصي ، ولكن أطالب بحماية الشخصيات العمومية والوطنية ببلانا من الناهشين فيهم ، فكيف لرجل مثل عبد المنعم الديلمي الذي يعد رمزا من رموز الصحافة الوطنية أن يصبح عرضة لهكذا أمور ونهش في سمعته؟ وعليه فإن الجهات المسؤولة مطالبة اليوم بحماية هذا الرجل الذي لا يعرفه تحفة بكل تأكيد، لأن أمثال تحفة لا يعرفون إلا التعريجة والبندير (…)
إن كاتب هذا المقال يفضل أن يقال عنه أقلش الأذنين على أن يقال عنه مختلس أو نصاب أو مبتز أو مغتصب ابنته أو أجهل من حمار ، وكم تمنيت أن يناقش تحفة ما جاء في المقال فقرة بفقرة ، وجملة بجملة ، لكنه اكتفى بالقول بأن المقال طويل وانهال شتما فينا وهو الأمر الذي لن يجعلنا نرد عليه بالمثل ، إذ كما قلنا في السابق نفضل كلمة أقلش على كلمة مغتصب ابنته ، لأن تلك الكلمة ستكون قاسية جدا على القلب ، فشبهة كهذه تجعل المرء يدس رأسه في التراب خصوصا وأنه ولحدود اليوم لم نر اي توضيح بالأدلة القاطعة ، فلقد سمعنا مجرد حكاية تحتمل الصدق وتحتمل التكذيب ، خصوصا إن كان صاحب الفعلة معتاد على تقبيل الطفلة بطريقة غريبة، والعهدة على الراوي والراوية، إضافة إلى أنه يرقص رقصا غريبا في عرس من الأعراس، كل هاته الأشياء تجعلنا نضع عدة علامات استفهام ولا نريد أي جواب عنها لأنها لا تهمنا ، فكل واحد حر في حياته الخاصة ما دام أنه لا يقبل صغيرته بطرق غريبة ويضعها دوما على فخديه وقد تكون عادة موروثة، لكننا لا نعلم بتلك العادة التي حتما هي شائنة .
ولم أجد خاتمة لهذا المقال غير طرح سؤال على تحفة ماهي مهنتك ؟ وما هو مورد رزقك ؟ نحن نرى جميع اليوتيوبر يكشفون عن مهنهم ويظهرون أحيانا بها إلا أنت لماذا ؟ وإن أردت أن تكون عندك مصداقية فلتكشف عن أملاكك ، ولا تخف فإننا لن نبحث فيما تملكه في المغرب ولا ما تملكه مي الزمورية …اللهم زد وبارك في الحلال
إلى اللقاء وموعدنا مع موضوع آخر قد يكون مرتبطا بهذا الموضوع بمعطيات جديدة
شارك هذا المحتوى