الأنباء بوست / حسن المولوع
بعدما أثير الجدل حول القفة الرمضانية التي قيل أنه استفاد منها صحافيون ينتمون لتنظيم نقابي عمالي عتيد ، أصدرت الجمعية التي عقدت شراكة مع النقابة القطاعية بيانا أسمته ببيان حقيقة ، تنفي من خلاله أن عملية توزيع القفة الرمضانية لم تكن تشمل صحافيين بل كانت موجهة لأرامل وأسر معوزة بمناسبة الشهر الفضيل ، وأن الأخبار التي تم تداولها لا أساس لها من الصحة (…)
البيان المسمى ببيان حقيقة ، تم إصداره لقلب الحقيقة ، والهروب من الفضيحة ، لأن من بين الذين استفادوا فعلا هم فعلا ليسوا بصحافيين ولا صحافيات ، بل من المنتحلين لصفة ، وعندما شاع الخبر وتبين للجمعية أن الجسم الصحفي الحقيقي استنكر تلك المبادرة الاحسانية ، تم التفكير في “تخريجة” ، حتى تستمر اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها ، لأن المستفيد من تلك الاتفاقية ليست النقابة القطاعية ، بل الجمعية ورئيسها المعروف بفرس النهر الذي كان “يجمع البطاين دالعيد الكبير” وقراعي “الشراب” واشياء أخرى لإعادة بيعها، وبالتالي ، جاز العنوان أعلاه حتى لا نساهم في شهرته ولن ينال شرف ذكر إسمه هنا في هذا المقام الذي هو مقام الكبار وأهل الفكر والثقافة ،بل لن ينال حتى شرف التواصل معنا لنفتح له الباب لابتزازنا بعد محاولاته اليائسة ورسائله المتواصلة التي تجاهلناها وضحكنا عليه،حينها علم أننا أصلا من الذين لا نرضخ للابتزاز ولا للتهديد ، لأن “وجهنا مقزدر” ، فتلك العملية، أي عملية الابتزاز، يمكن أن تنجح مع فقيه في المسجد ، أو إنسان منافق له مركز سامي في الدولة ويُظهر للناس البراءة وهو يفعل الويلات في السر ، أما نحن ” فمقطعين الأوراق ” ولنا من الوضوح ما يكفي يصل إلى حد تشغيل كاميرا مباشر ليرانا الناس كيوم ولدنا ، والأكثر من ذلك يمكن أن نظهر عبر فيديو لترانا “الكوفرة” شريكته التي تعرف عليها في إحدى الحانات وتكتشف بعينيها طول ما تشتهيه وما افتقدته فيه، نظرا لبدانته وامراضه المزمنة التي تخلق له اللهاث ، فالفاعل ليس كالمفعول به وفيه وبالتالي ما الذي سيخلق لنا الانزعاج والرضوخ للابتزاز (…) لأن تلك هي طبيعة أي إنسان سوي ، اللهم إن كان هذا المخلوق غير سوي وبدت له الأمور غير عادية لم يألفها من قبل ، وفي هذا الصدد عندما فشلت محاولة فرس النهر “البلطجي” في ابتزازنا وضحكنا على رسائله الصوتية والمكتوبة التي أرسلها إلينا اعتقادا منه أنه سيثنينا عن ملاحقته الإعلامية لكشف حقيقته لم يكن له خيار غير إطلاق الرصاصة على رجليه وظهر مستواه الحقيقي ، وهو في حالة خوف وهلع من القادم المجهول (…)، ونحن نقول له وماذا بعد ؟؟ أخرج ما عندك، فلم يعد لك بعد إطلاق الرصاصة على رجلك شيء ، وعند “الفورة يبان الحساب”، في المكان الذي قلنا له بأننا سنتوجه إليه، لأنه ظهر غبيا عندما ارسل رسائل صوتية بغرض الابتزاز وتهديد صحافي مهني لثنيه عن القيام بعمله المؤطر بالقانون، وهذه فضيحة ما بعدها فضيحة، فكيف لنقابة تُعنى بأمور الصحافيين أن تعقد شراكة مع بلطجي يهدد ويبتز زملاء المهنة ويسب ويقذف زميلات المهنة ، لا لشيء الا لأنهما ينتقدان ويعرفان حقائق يندى لها الجبين ، وهنا جاز القول الدارج “مع من شفتك شبهتك” ولو أننا نعرف حسن نية القيادة ولكن من الحكمة الابتعاد عن الشبهات ، ومن يدري أن نكتشف في القادم من الأيام من يقوم بتسيير شقق (…)
بيان قلب الحقيقة للجمعية المذكورة ، كان مرتبكا وبعيد كل البعد عن الحقيقة ، وأظهر بالملموس ، أن رئيسها يريد أن يحتمي بمضلة الصحافيين حتى يبتعد عن الشبهات التي تلاحقه ، ولأننا نقوم بتحليل الخطاب ، وتحليل النصوص فهذا يظهر من خلال الفقرة الثانية من أولا ، حيث تم ذكر عبارة ” وعمل هذه الأخيرة على تغطية ومواكبة كافة الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة ” ، وهنا يتبين أن هناك رغبة في تلميع الصورة المخدوشة عن طريق الإعلام والاحتماء بقائد المركزية النقابية عبر استغلال إلتقاط الصور رفقته لتسهيل العمليات (…)
وما يؤكد أن البيان ما هو إلا لقلب الحقيقة ، هو البلاغ الذي صدر عن النقابة القطاعية قبل عملية توزيع القفة والذي توصلنا به عبر المجموعات المهنية ، حيث جاءت فيه عبارة “كما ندعو جميع المنابر الإعلامية لتغطية الحدث الذي يعد أو حدث انساني في قطاع الإعلام والاتصال ” ، فكلمة حدث انساني ، تبين حقيقة ما راج أن القفة الرمضانية تم توزيعها على منتحلي الصفة .
سيقول قائل ، ان الحدث الانساني كان يُقصد به الاسر المعوزة والارامل ، ونحن نجيب ، هل يعتبر هذا الحدث هو الاول في قطاع الإعلام والاتصال ؟؟ بناء على عبارة البلاغ ، فتوزيع القفف على الارامل والاسر المعوزة لا يعد الحدث الاول، بل هو حدث مألوف في سائر المغرب ، لكن بلاغ النقابة ربط الحدث الانساني بقطاع الإعلام والاتصال ، إذن توزيع القفف على ((الصحافيين )) ثابت والبيان كاذب لقلب الحقيقة .
وما يثير الإستغراب هو أن البيان المذكور ، جاء فيه أن اتفاقية الشراكة “تروم تبادل الخبرات والتجارب بين الهيئتين في العمل الجمعوي ، حيث ستقوم المؤسسة بمواكبة الصحافيين المنخرطين بالنقابة سالفة الذكر في كل ما يتعلق بالعمل الجمعوي ، عبر لقاءات تواصلية وتكوينية ” ، وهنا نتوقف لنتساءل ، ما علاقة الصحافيين بالعمل الجمعوي ؟ نحن نعرف أن مهنة الصحافة شيء والعمل الجمعوي شيء آخر ، فما هي العلاقة التي تجمع بين مهنة وبين عمل تطوعي ؟ صحيح أن الصحافي يمكن أن يكون منتميا او مترئسا لجمعية او حزب او نقابة ، لكن هذا لا يعني أن هناك علاقة بين هذا وذاك ، إضافة إلى ذلك ، نحن نعلم أن الصحافي المهني يتلقى تكوينه المهني المستمر من المجلس الوطني للصحافة او من الهيئات المهنية ، فما علاقة الصحافة بتكوينات جمعية للعمل الإحساني؟ تبدو الأمور مرتبكة وملتبسة .
إن النقابة القطاعية التي تنضوي تحت لواء نقابة مركزية ، كانت تسير في الاتجاه الصحيح ، لكن انطبق عليها اليوم ” كل ما حصدوه دكو الجمل ” ، ذلك أنه عندما اقتربت من الشبهات أصبحت تحت اضواء الانتقادات ، واكتشفنا الويلات عندما أصبح رئيس الجمعية المذكورة بلطجي ولا علاقة له بالعمل الجمعوي الذي اساسه الأخلاق ، فالسب والقذف والابتزاز والتهديد هو من سمات الشخصيات المهزوزة و التي لها اضطراب نفسي ، خصوصا عندما يبتز الناس عبر الخاص “لا تكتب عني حتى لا أفضحك “، ونحن نقول افضح ثم افضح إن كان لديك المزيد، فليس هناك ما يُستر ، والمستغرب له أن النقابة القطاعية التي عقدت اتفاقية شراكة مع هذه الجمعية ظلت وإلى حدود الآن مكتوفة اليدين دون أن تقوم بأي إجراء ، اللهم إن كانت القيادة تتعرض للابتزاز والتهديد من طرف فرس النهر ، أما نحن فلن نرضخ للابتزاز من أي كان ، لأننا لسنا فقهاء نأمر الناس بالمعروف وننهى عن المنكر او ندعي الفضيلة والمثالية ، والذي يجب أن يخاف هو من يمسكون عليه ملفات تتعلق بنهب المال والتلاعب باموال الدعم ، وتزوير الفواتير ، ومن دون شك أن الجميع أصبح يعرف حكاية الطبيب المشهور الذي كان مختفيا وراء العمليات الاحسانية ويلمع صورته بالاعلام الذي يريد فرس النهر تلميع صورته به ، رأينا مآل الطبيب ، وسنرى مآلات أشخاص آخرين ، فهذا زمن حملة التطهير والإيادي النظيفة ، ومن كثر صراخه ، فاعلم أن حجته ضعيفة ، وأن بصراخه يريد اخفاء نقص او شيء ما ، وفي هذا فليفهم ويستنبط الرسالة من له عقل وتفكير أما من له عقل الضبع فليستمر وليرقص رقصاته قبل السقوط الاخير، وإن غدا لناظره قريب” وسخونية الراس تترجع بالبرودة، ومن هو جاهل بنا فليسأل عن مصير من سبقوه أين هم الآن (…)
شارك هذا المحتوى