“خفة رجل” بنعتيق و” فضاضة لسان” أبوزيد والقانون يعيد لشكر للقيادة

الأنباء بوست / حسن المولوع 

في لُجّة السجال والنقاش الدائر بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حول تعديل بعض مواد النظام الأساسي للحزب ، المتعلقة بتمديد ولاية الكاتب الأول للمرة الثالثة ، نشر عبد الكريم بنوعتيق ، المرشح للكتابة الأولى لحزب الوردة ، بلاغا ثانيا فيه ما لا يعدّ ولا يحصى من حشو العبارات و (التَّقْلازْ ) ، وإطناب في ما لا يعني، وإسهاب في ما لا يُغني ، كأنّ خير الكلام ما طال وإنِ اختل، وليس ما قلّ ودل.

اختار بنو عتيق عبر بلاغه المنشور ، ليَّ عنق مواد القانون الأساسي لحزبه ، مكيفا إياها على هواه ، بما يخدم إرادته ، فعُميت بصيرته ليقفز قفزة على مواد هامة أسقطته على قفاه ، جعلته ينقلب على عقبيه ، ويصبح بلاغه كالأعمى والأعرج ليس عليه أدنى حرج .

ربما تناسى بنو عتيق أو لا يتذكر ، بأن المجلس الوطني لحزبه الذي قام بتعديل نظامه الأساسي له تفويض من المؤتمر الوطني العاشر ، الأمر الذي سيحيل مباشرة إلى المادة 42 من نفس النظام الأساسي والتي تقول بصريح العبارة في الفقرة الأولى ” يضع المجلس الوطني النظام الداخلي ويعدله ويتممه عند الاقتضاء ، ويعدل النظام الأساسي بتفويض من المؤتمر الوطني ” ، وهنا أفرخت بيضة عبد الكريم ، إذ كيف أنه لم ينتبه إلى هذه المادة ، وقفز إلى مواد أخرى أعمت البصر والبصيرة وأسقطت بعضا ممن تبع هواه ، ليهرولوا إلى المحكمة بدون زاد ولا عتاد سيعرضهم إلى خيبة الأمل ، بعدمل يشمل ملفهم البطلان.

والحق يقال فإن عبد الكريم بنو عتيق تسلح بالذكاء واكتفى بالنقاش الهادئ عبر بلاغيه ، حتى لا تحسب عليه بأنه جر حزبه إلى المحكمة ، ولم يتبع هوى من هرول إليها ، دون الإطلاع على مادة أخرى من نفس النظام الأساسي للحزب ، وهي 145 الأشد قوة وصلابة ، والتي تقول بدورها بصريح العبارة التي لا تحتاج لأي تأويل ” لا يمكن تغيير هذا النظام الأساسي الا من قبل المؤتمر الوطني ، أو من قبل المجلس الوطني بتفويض من المؤتمر ” ، وفي هذا الباب فإن المجلس الوطني الأخير لحزب الوردة هو من قام بتغيير النظام الأساسي ، فهل بعد هذا ريب ؟ وهل هناك قول فوق قول واي شيء يقال؟ على حد قول عادل إمام في مرافعته الشهيرة ، وهل من توجهوا للمحكمة سيطعنون في تغيير النظام الأساسي من قبل المجلس الوطني الذي له تفويض من المؤتمر الوطني أم في شرعية اعضاء المجلس الوطني ؟ لأن الأمر يختلف ، فإذا كانت الأولى ، فالمادة 42 و145 كل واحدة منهما واضحة وضوح الشمس ،أما إذا كانت الثانية فتلك حكاية أخرى ، تكاد تكون مستحيلة ، تجعل المحكمة تقضي برفض الطلب (…) .

دعونا من عبد الكريم بنو عتيق وبلاغاته التي تذكرنا ببلاغات الميليشيات نظرا لترقيمها ، ( بلاغ رقم 1 ، بلاغ رقم 2 ….) ، ولنتحدث عن حسناء بيروك أبو زيد ، التي خلقت الحدث يقينا ، بعد اختفاء طويل جعلنا نشتاق لحديثها ولغتها العربية الجميلة التي تشبه لغة قيس سعيد رئيس جمهورية تونس التي تخرجت منها صيدلانية ، قيس سعيد هذا، سلاحه لغته، لكنه فاشل بإجماع من يتابعون الشأن التونسي (…).

انتظرنا خروج حسناء أبو زيد في محطات هامه مرت منها البلاد لنستمع لمداخلاتها ونستفيد من أرائها السياسية ، وانتظارنا طال ، وخاب أملنا عندما لم تتحدث إلينا كإمرأة سياسية اصولها من صحرائنا الحبيبة بعدما انتصر جيشنا المغربي بالكركارات ، ولم نسمع لها حسا ولا ركزا فيما تقوم به المدعوة أمينتو حيدر ، وها نحن بعد انتظار طويل ، نراها تخلق الحدث وهي تريد إعتلاء كرسي الكتابة الأولى للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وهذا حقيقة أمر محمود ، يلزم التشجيع والمساندة ، إن كانت حسناء ستدخل من باب الحزب بدل النافذة (…)

العارفون بالبيت الداخلي لحزب الاتحاد الاشتراكي ، يقولون بأن حسناء أبو زيد من أكثر الناس دراية بأن إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب ، داهية في القانون ، على اعتبار أن مهنته هي المحاماة منذ ما يزيد عن الأربعين سنة ، ويقولون بأنه لا يمكن أن يسقط في خرق سافر للقانون ويترك غير الممارسين له يكتشفون الثغرات والخروقات دون أن يكتشفها هو نفسه ، والا فهو ليس بمحام .

حسناء أبو زيد وهي تصرح لأحد المواقع الإلكترونية بأنها ستلتجئ للقضاء او التجأت من أجل الطعن ، لم تستحضر بأنه ليس لها صفة التقاضي ، لأنها لم تجدد عضويتها داخل الحزب بحسب ما صرح به إدريس لشكر في احد حواراته الإذاعية ، ولا يمكن أن يطلق إدريس كلاما غير مسؤول عبر إذاعة وطنية دون أن يكون موقنا بما يقوله .

إن جميع أعضاء حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، مطالبون اليوم بوضع اليد في اليد من أجل الانكباب على القضايا الجوهرية التي تهم البلاد والعباد ، وهذا السجال لن يستفيد منه أحد ، فلو افترضنا جدلا أن حسناء أبو زيد أصبحت كاتبة اولى للحزب ، فمع من ستشتغل ؟ ما يعاب عنها أنها تتغافل بأن الحزب يوجد به آلاف المناضلين والمناضلات وليس إدريس لشكر وحده ، فكم يوجد وراءها من داخل الحزب حاليا ؟ وهل ستلتف الغالبية حولها ؟ هل لها مشروع جديد ؟ ما هي القضايا التي بصمت حياتها السياسية حتى تكون الاستثناء بين كل السيدات الموجودات بالحزب ومنهن من ضحت بحياتها الخاصة واستمرت في النضال دون انقطاع .

لنفترض أيضا أنها أصبحت كاتبة أولى للحزب ، وقامت السللطات المحلية بمديونة التي بها زوجها العامل بمنع تجمع او ندوة او اي شيء خاص بالحزب ، فهل ستكون حسناء ضد زوجها وتحرجه أمام إدارته ؟ هذا على سبيل الافتراض فقط ، بالرغم من أن ما يروج حاليا بأن حسناء تسعى بكل ما اوتيت من قوة لضمان منصب رفيع عن طريق الحزب لها و لزوجها عندما لن يصبح عاملا بعد تعيين عمال وولاة جدد .

إن حزب الوردة محتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مصالحة حقيقية داخلية مع الأشخاص ومع الهوية ، وترشح إدريس لشكر لولاية ثالثة ليس هو المشكل ، بل الذي يجب أن يدافع عنه الجميع هو ان يمر المؤتمر الوطني 11 في جو من التنافس الديمقراطي ، ويتم تكسير قاعدة المرشح الوحيد ، فإبعاد إدريس لشكر من الكتابة الأولى يجب أن يكون بالديمقراطية ، بمعنى يترشح لولاية ثالثة والصناديق هي التي ستبعده ، والا لماذا الخوف من ترشحه مادمنا نسمع بأنه شخص غير مرغوب فيه وسط الحزب ؟ وهذا هو الغريب في الحكاية كلها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *