
الأنباء بوست / حسن المولوع
بذكاء تواصلي يتضمن رسائل مشفرة ، حرصت المديرية العامة للأمن الوطني على دعوة نخب وشخصيات وأطر من مشارب مختلفة (اجتماعية وثقافية واعلامية ورياضية ومدنية ) وذلك من أجل المشاركة في احتفاليتها بالذكرى ال 67 على تأسيسها .
حرص مؤسسة الأمن الوطني على دعوة الصحافيين من أجل المشاركة في الاحتفالية وليس فقط من أجل تغطية الحدث ، يمكن قراءته من زاوية أبعد من القراءة التي قدمها زملاء محترمين بهذا الخصوص، بكون أن المؤسسة تريد من خلال ذلك التأكيد على انفتاحها على الجسم الصحفي ، بل الأمر في نظري ابعد من ذلك لانها منفتحة منذ سنوات من تولي قيادتها من طرف السيد عبد اللطيف الحموشي ، فدعوة كهذه هي رسالة تجيب على بلاغات المنظمات الدولية التي دأبت على اتهام المغرب بأن مؤسسته الأمنية ضد الصحافيين وتزج بهم في السجون ، ويتم تعنيفهم وما إلى ذلك من الاتهامات .
اختار مسؤول التواصل عن المديرية العامة للأمن الوطني أن يجيب تلك المنظمات بقوة ناعمة بعيدا عن بلاغات النفي ككل مرة ، فالصورة أبلغ وأعمق ، معطيا إشارة واضحة أن الجسم الصحفي هو جسم يتكامل مع كل المؤسسات في البلاد ، الأمنية والديبلوماسية والرياضية ، وأن الجهاز الأمني تخلص من تلك الصورة النمطية الموروثة ، باعتماد بنية تواصلية قوية أضحت أكثر قربا وانصاتا وتفهما وانفتاحا على مؤسسات أخرى سواء كانت رسمية أو مدنية ، عكس ما يتم الترويج له سواء من طرف المنظمات الخارجية او المعارضة اليوتيوبية .
الإستراتيجية التواصلية التي تم اعتمادها خلال الاحتفالية المذكورة ، لم تعتمد على منطق الإقصاء كما ذهب إليه البعض ورأيهم بطبيعة الخال جد محترم ، لأنه في نظري لا يمكن دعوة كل الصحافيين ومدراء النشر الموجودين بالمغرب لأن الفضاء لا يمكنه ان يتسع لأكثر من 400 او 500 شخص ، وهذا لا يعني أن من لم تتم دعوته هو عدو للمؤسسة الأمنية أو أن هاته الأخيرة لها موقف منه ، بل إن ذلك هدفه حسب قراءتي الخاصة هو لبعث الرسالة السالفة الذكر لمن يهمهم الأمر .
ولقد لاحظنا انه تمت دعوة حنان رحاب بقبعتين ، القبعة الأولى أنها سياسية ورئيسة المنظمة الوطنية للنساء الاتحاديات ، والقبعة الثانية بصفتها صحافية ، وهنا يمكن أن نقرأ هذه الدعوة بأنها تحمل رسالة مفادها أن المديرية العامة للأمن الوطني أكثر انفتاحا على الصحافيات وعلى النساء بشكل عام وتوليهم مكانة جد مهمة ، وبالتالي فقد حرصت على دعوة من تمثلهن على اعتبار أن رحاب من المدافعات الشرسات عن حقوق المرأة بشكل عام وعن الصحافيات بشكل خاص، وخاصة فيما يتعلق بتعنيفهن والتحرش بهن وما يرتبط بذلك من اكراهات تواجههن في عملهن الصحفي
لاحظنا أيضا دعوة رضوان الرمضاني بصفته ممثلا عن الإذاعات الخاصة ، ودعوة المختار لغزيوي بصفته ممثلا عن الجرائد الورقية ، ودعوة كل من إدريس شحتان ومحمد لغروس ومحمد بلقاسم لتمثيل الصحف الالكترونية وكل واحد من هؤلاء الثلاثة له خطه التحريري منهم الشرس ومنهم المهادن ، ومن أجل ألا يغضب الجسم الصحفي من عدم دعوته فقد تمت دعوة يونس امجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة ، وطبعا لا يمكن في نظري أن يدخل مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأمن الوطني في النقاش المطروح حاليا على الساحة بخصوص انتهاء ولاية المجلس المذكور وما الى ذلك من نقاشات
إن الأساسي من كل ذلك هو انزال الجسم الصحفي في المكانة التي يستحقها في اطار من الاحترام والتقدير من طرف مؤسسة الأمن ، وهذا في نظري لا يعني ارتماؤه في الحضن الأمني ، بل الغاية من ذلك هو التكامل والتعاون من أجل المصلحة العامة ، فالوطن أولا ومصلحته هي العليا .

شارك هذا المحتوى