الأنباء بوست / حسن المولوع
كان من المتوقع أن تكون مرحلة ما قبل الانتخابات فرصة للقناة الثانية 2M من أجل عقد مصالحة مع المشاهد المغربي ، عبر متابعته للبرامج الحوارية بشغف وإفادة ، وتكون بذلك قد حققت القناة هدفا من بين أهدافها المسطرة ، التي أهمها التشجيع على المشاركة السياسية ، لكن مديرية رضا بنجلون أخلفت الموعد .
لم تبدع مديرية البرامج الحوارية والافلام الوثائقية التي يديرها الصحافي القديم رضا بنجلون ، ولم تقدم منتوجا اعلاميا يغري بالمتابعة وخلق نقاش وسط المجتمع ، كل ما نشاهده هذه الايام مجرد برنامج نمطي لا يقدم أي إضافة للمشهد السمعي البصري، رغم الكفاءة العالية التي يتسلح بها أستاذنا جامع ݣلحسن والتي لا يمكن لأي أحد أن يجرأ على نقاشها او الاختلاف بشأنها .
نمطية البرامج الحوارية بالمديرية ذاتها ، وأبرزهما برنامج معين ، والذي اثار نقاشا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد انتقادات وجهت إليه ، ما كان يجب أن ينصرف انتقادها إلى مقدم البرنامج الأستاذ جامع كلحسن ، بل الى المسؤول عن البرنامج الذي هو رضا بنجلون الذي أصبح من ديناصورات القناة الثانية ، إذ رحلت سميرة سيطايل التي صنعته ، وبقي هو ، واستنفذ جميع أوراقه وأخرج كل ما في جعبته ولم يعد يضيف أي جديد للمديرية المذكورة ، وبالتالي ليس الاشكال في تغيير وجه مقدم البرنامج بل في تغيير من يرسم سياسة البرنامج وبرامج أخرى ، لأن الوجه متسلح بالكفاءة المهنية العالية المستوى ، شأنه شأن مولاي مصطفى العلوي أطال الله في عمره .
من حق الزميل الكوزي أن ينتقد البرنامج ويفتي في البرامج والاعلام ، انطلاقا من وجهة نظره ، ووجهة نظره تناقش ، لكن ليس مبررا وصفه بالحسود الحاقد ، وليس مبررا أيضا أن يرد السيد محمد لغروس صاحب موقع العمق المغربي ، بتدوينة فيها تشهير واتهام زميل له بأن له “علاقة وطيدة وغرامية بالأظرفة وكريان الحنك “، لا لشيء إلا أنه تعرض للانتقاد الذي هو من صميم حرية التعبير وهي الحرفة التي يمارسها هو نفسه ، فكيف لشخص يساهم في برنامج يتم فيه الحديث عن الديمقراطية وحرية التعبير وفي نفس الوقت يريد الدفاع عن نفسه بالتشهير بزميل له بدل النقاش، فهذا الأمر لا يستقيم ، وهنا نتساءل عن دور المجلس الوطني للصحافة بخصوص تحريك مساطر فتح التحقيقات فيما ينشر من تدوينات بهذا الشكل التي لا تمس زميلا واحدا بل تمس الجسم الصحافي بأكمله ، فإذا كان السيد لغروس له دليل على تلقي المعني بالأمر اظرفة فليقدمه أمام لجنة التأديب والتحكيم بالمجلس ذاته والتي من واجبها التحرك التلقائي في مثل هذه الأمور .
كان على الزميل لغروس أن يتقبل الانتقاد بسعة صدر ، مادام أنه واثق من كفاءته المهنية التي لا ينازع فيها أي أحد ، إذ كيف لنا نحن أهل الصحافة أن ننتقد السياسيين ونطالبهم بتفعيل مبدأ الشفافية والنزاهة في أحزابهم ، ونطلب منهم التنويع والتشجيع وإشراك وجوه جديدة بفسح المجال لطاقات أخرى، ونحن في الأصل نفعل نقيض ما نقوله ونطالب به وننتقده ، فمثلا الزميل محمد لغروس هو صاحب منبر اعلامي يتلقى دعما من الدولة وقد يكون هناك دعم آخر من مصادر أخرى ، وفي كل مرور عبر القناة يتلقى تعويضا ، وبالتالي فهذا يدخل في إطار تراكم المداخيل ، والمداخيل تؤدى عنه الضرائب ، أليس كذلك ؟ علما اننا نحن أهل الصحافة نطلب من السياسيين أن يؤدوا الضرائب وننتقد تراكم مداخيلهم ، فعندما يتم انتقاد زميل لنا بهذا الخصوص ، فلا يدخل ذلك في إطار الحقد والحسد ، ولا يجب الرد باتهام الآخر بكريان الحنك وتلقي الرشوة ، بل هي عملية عادية تشمل الجميع بمن فيهم الذين يعطون الدروس عبر مقالتهم ، وعليهم أن يكونوا قدوة في ذلك .
إن هذه “البدعة” التي تقوم بها القناة الثانية عبر مديرية البرامج الحوارية والأفلام الوثائقية ، عبر التعاقد مع صحافيين من خارج الدار ،تسائل القناة حول أبنائها وطاقاتها الغائبة او الاب تم تغييبها ، وتسائلها عن المعيار التي اعتمدته وتعتمده من أجل الانتقاء ، هل يتم الأمر عبر مباراة ام ان المتعاقد معه له خبرة كبيرة لا يوجد نظيرها في الساحة على اعتبار أن هذه فرصة شغل ؟ لماذا تقتصر القناة على صحافي كان له انتماء معين أو ما زال ؟ هل تقوم القناة بإعلان عن طلبات تعاون صحافيين من أجل تنشيط برامج حوارية معينة أم أن الاختيار يتم بطريقة مزاجية لا تخضع لأي معيار ؟
إن الاستعانة بصحافيين من أجل مساعدة المقدم في تنشيط برنامج معين ، أمر معمول به في قنوات متعددة ، لكن في كل مرة يتم إضافة وجوه جديدة من منابر مختلفة وليس منبرا وحيدا له خط تحريري معين ، وبالتالي تكون العملية فيها الجديد ونوع من التشويق وخلق نقاش داخل المجتمع يرمي إلى التشجيع على المشاركة السياسية ، وحتى لا نذهب بعيدا لنا في برنامج المرحومة مليكة ملاك وبرنامج مولاي مصطفى العلوي خير مثال ، إذ كان في كل حلقة يتم الاستعانة بصحافيين من مختلف المنابر ، فلماذا لا تقوم مديرية رضا بنجلون بنفس الأمر لتعطي نفسا جديدا داخل البرنامج ويخرج من النمطية والا فجميع زعماء الأحزاب السياسية سيلتجؤون لقنوات روتيني اليومي لأن القناة الثانية هجرها المشاهد
شارك هذا المحتوى