
CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 82?
الأنباء بوست/ حسن المولوع
في كواليس الصحافة المغربية، يتداول الصحفيون والصحفيات قصة غامضة عن علاقة عاطفية تربط مسؤولاً بارزًا في المجلس الوطني للصحافة بشابة تُدعى يسرى.
صحيح أن العلاقات العاطفية أو حتى الجنسية تُعد من الحياة الخاصة، إلا أن هذه العلاقة تأخذ أبعادًا أخطر حين يتعلق الأمر بمسؤول له سلطة معنوية على الآخرين. هنا يتحول الموضوع إلى ما يمكن اعتباره استغلالًا، بل وحتى اتجارًا بالبشر، حين يستخدم هذا المسؤول نفوذه لتحقيق رغباته الشخصية.
الروايات تشير إلى أن هذا المسؤول يمنح الامتيازات والمزايا لمن رضي عنهم(ن) قلبه المتصابي وهو شيخ يطل على السبعين عاما، فقد منح يسرى بطاقة الصحافة قبل أن تطأ قدمها ميدان الإعلام، ممارسًا نوعًا من “التشريع الشخصي” خارج إطار القانون.
وفي محاولة منه للسيطرة المطلقة على قطاع الصحافة والنشر، قام هذا المسؤول بإصدار ما أسماه “النظام الخاص لمنح البطاقات المهنية”، مانحًا لنفسه سلطة التشريع بدلًا من البرلمان. وقد تحول هذا النظام، بالنسبة له ولمن معه ، إلى أداة للتضييق على الصحفيين بدلًا من تسهيل مهامهم. كما يمنح هذا النظام المثير للجدل المسؤول صلاحية حجب الأسماء عن السجل الرسمي للحاصلين على بطاقة الصحافة، مع رفضه نشر اللوائح بشكل شفاف.
أما الثروة التي تحوم حولها الشكوك، فهي مصدر آخر للتساؤل. فقد كشف اليوتيوبر محمد تحفة أن هذا المسؤول يمتلك شقة فاخرة في باريس تقدر بنصف مليار سنتيم، ما يثير الريبة حول كيفية حصوله على هذه الثروة رغم كونه مجرد موظف وليس برجل أعمال.
تحفة أضاف أيضًا بأن هذا المسؤول يتسلل ليلاً إلى غرف الصحفيات خلال المؤتمرات التي يحضرها، في مشهد ينم عن استغلال واضح لموقعه. وإلى جانب هذه التصرفات، تبقى الفضائح المالية متداولة في الكواليس، حيث يُقال إن مبلغًا قدره 600 مليون سنتيم تم توزيعه بطريقة غير واضحة بين بعض أعضاء المجلس.
أمام هذا السيل من الفضائح، لا يزال هذا المسؤول يلتزم الصمت، وكأن ما يثار حوله محض شائعات لا تستحق التوضيح، مما يفتح المجال للتأويلات والتكهنات. فإلى متى سيظل هذا الصمت المريب؟
اليوم، النيابة العامة مدعوة لفتح تحقيق شامل حول هذه الاتهامات، والتحقق من جميع الشبهات التي تلاحق هذا المسؤول الذي تجاوز جميع الخطوط. كما أن المجلس الأعلى للحسابات مطالب بافتحاص مالية المجلس الوطني للصحافة، ومراجعة ملفات البطاقات المهنية المحاطة بالريبة.
أصبح من الضروري المساءلة والمحاسبة لإعادة الثقة في القطاع الإعلامي، ووضع حد لهذه التجاوزات التي لا تضر بسمعة الأفراد فحسب، بل تمس أساس العمل الصحفي في المغرب وتشوّه صورته.

شارك هذا المحتوى