رسالة مسربة ..سخط وغضب واحتجاج بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية بسبب بلاغ غير مسؤول
الأنباء بوست / حسن المولوع
سخط وغضب داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، تسبب فيه كل من عبد الله البقالي رئيسها ، وعبد الكبير اخشيشن رئيس مجلسها الوطني ، لمسؤوليتهما المباشرة في إصدار بلاغ إنشائي وُصف بالمهزلة ، حول مستجدات الوضع الوبائي داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، لكونه بلاغا غير مسؤول ، لم يتضمن أي معطى ، واعتمد على كلمات فضفاضة أريد بها التهويل قصد تصفية الحسابات مع أطراف داخل ال SNRT ، وتكسير الإجماع الوطني في هذا الزمن الكوروني بحسب ما أفادتنا به مصادرنا .
وأضافت مصادرنا أن بلاغ نقابة البقالي وشريكه اخشيشن لم يحترم الهياكل النقابية داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ولم يمر عبر المراحل المتعارف عليها ، كمرور التقرير عبر اللجنة النقابية ثم من مكتب الفرع إلى التنسيقية الممثلة في قطاع SNRT ، وأنه ليس من حق المكتب التنفيذي اصدار هذا النوع من البلاغات دون الرجوع إلى المعنيين بالأمر ، بل الأكثر من ذلك، تضيف مصادرنا ، أن الذين حرروا البلاغ ونشروه لم يقوموا بأي إجراء مهني ومسؤول ،ولم يتصلوا باللجنة النقابية بالقناة الرياضية المعنية بالإصابات قصد التحري من صدقية ما راج ، والغريب في الأمر ، أن إدارة ال SNRT كانت على تواصل دائم مع ممثلي النقابة داخلها بهذا الخصوص وأبوابها ظلت دائما مفتوحة ، وتوصلوا إلى حلول في إطار الحوار المتبادل بين الطرفين ، لكن سيحدث أن تم نشر بلاغ البقالي واخشيشن بدون معطيات صحيحة ، لأنهما كانا (في دار غفلون )، لتتفاجأ الإدارة بهذا السلوك غير المفهوم والذي لم تعرف الغاية منه والهدف من ورائه على حد تعبير مصادرنا .
لم يقتصر التعبير عن السخط والغضب بخصوص بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية على المكالمات الهاتفية ومحادثاث الواتساب او أحاديث اللقاءات المباشرة، بل امتد إلى توجيه رسالة شديدة اللهجة من طرف اللجنة النقابية بالقناة الرياضية إلى عبد الله البقالي رئيس النقابة ، وتلك الرسالة تمكنا من الحصول عليها ، إذ عبرت اللجنة النقابية في رسالتها عن مفاجأتها بصدور البلاغ المذكور ، الذي “تضمن معطيات غير دقيقة بشأن انتشار فيروس كورونا داخل قناة الرياضية ” و “معطيات غير مضبوطة بخصوص الاجراءات التي تم اتخاذها داخل القناة من اجل حماية العاملين من وباء كورونا خلال القيام بعملهم وذلك بناء على خبر اصابة بعض الزملاء التقنيين بإحدى الوحدات المتنقلة ” تضيف اللجنة عبر رسالتها .
واستغربت اللجنة ضمن رسالتها قائلة “إن استغرابنا للقرار مبعته تجاوز اختصاصاتنا بالحديث عن مرفق ننتمي اليه. وقد كان من الأحرى، وفق ما تقتضيه الأعراف والممارسة النقابية السليمة والمنطقية التشاور فيه معنا للدلو بدلونا والافادة بالمعطيات الدقيقة بحكم ان الامر يتعلق بقناة الرياضية التي نمثلها داخل النقابة، عوض تهميشنا بدون مبرر وكأننا مجرد رقم هامشي لا يجب ان يأخذ برأيه “.
وتأسفت ذات اللجنة عبر رسالتها الموجهة لعبد البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة الوطنية عن بلاغه اللامسؤول “إن ما وقع مع كامل الأسف يعد سابقة و يمس بالميثاق الأخلاقي وشرف الانتماء المؤسس على ضوابط تحكمها العقلانية والاحترام والمشورة البناءة”
وواصلت اللجنة في رسالتها الاحتجاجية ضد تجاوزات التمثيلية القطاعية عبر هياكل النقابة الممثلة في الشركة قائلة “وعطفا على ما سلف وبحكم تجاوزنا غير المبرر في صياغة هذا البلاغ فإننا نؤكد كلجنة نقابية داخل قناة الرياضية
– رفضنا التام لمنهجية استصدار البلاغ وتحفظنا على بعض مضامينه.
– إيماننا بإلزامية احترام اختصاصاتنا، وتحملنا الكامل لمسؤولياتنا النقابية
– تمسكنا بمبدأ الاستشارة والتنسيق القبلي، على قدر تمسكنا بنقابتنا العتيدة “.
الإدارة المركزية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بدورها أصدرت بلاغا قويا ضد النقابة الوطنية للصحافة المغربية ، ردت فيه بتفصيل عن المغالطات التي تضمنها بلاغ النقابة المذكورة والذي وُصف بالبلاغ المستهتر واللامسؤول ، ويتحمل مسؤوليته الكاملة كل من عبد الله البقالي باعتباره رئيسا للنقابة وعبد الكبير اخشيشن باعتباره رئيسا للمجلس الوطني للنقابة وهو الذي ما فتىء يعطي الدروس لغيره حتى ممن سبقوه في المهنة ، لكنه أثبت بأنه في أمس الحاجة إلى تلك الدروس وبخاصة فيما يتعلق بمبادئ تحرير الأخبار بعد جمع المعلومات والتحري عنها بطريقة مهنية، فما بالكم ببلاغ صادر عن نقابة عتيدة، لكنها لم تعد كذلك حسب رأي العديد ممن يوجد ضمنها أو الذين غادروها عندما اخترقها المستهترون الذين يصفُّون حساباتهم في ظرفية حساسة تمر منها البلاد في زمن كوروني لا يقبل هذا المنطق المستهتر واللامسؤول بإصدار بلاغات تهويلية ، الغرض منها الشوشرة وتصفية الحسابات .
وأكدت إدارة ال SNRT في مضمون بلاغها الذي ردت من خلاله ضمنيا عن بلاغ النقابة الوطنية للصحافة المغربية والتي هي ممثلة داخل المجلس الوطني للصحافة ، أنه تم إجراء 2041 اختبار ولم يتم رصد الا 20 حالة إيجابية ، وهذه نتيجة لا تتطلب هذا التهويل ولا تعتبر ال SNRT بؤرة من البؤر ، وأن مختلف مكونات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كلها معبأة من أجل مواجهة وباء كورونا وأنها حرصت منذ بداية تداعيات وباء كورونا، على تطبيق جميع الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات المختصة وذلك بتنسيق مع ممثلي النقابات من مندوبي الأجراء وممثلي المكاتب النقابية ولجنة السلامة الصحية.
وقد وضعت الادارة، بهذا الخصوص، يضيف بلاغ SNRT ، بروتوكالا خاصا بالعاملين بمختلف المصالح المركزية والجهوية مرتكزا على التعبئة الشاملة والتفاعل المستمر معهم، كما سارعت الى توفير كل مستلزمات الوقاية من كمامات ومحلول كحولي معقم وغيرها من الأدوات الضرورية.
وحرصت ادارة الشركة حسب ما ورد ضمن البلاغ ال SNRT “على إعمال المقاربة التشاركية مع الشركاء الاجتماعيين في تدبير هذه المرحلة الحساسة، وذلك بتوفير مستلزمات الوقاية والحفاظ على صحة العاملين والصحفيين بالمؤسسة، مع اتخاذ الإجراءات الضرورية في إطار التواصل مع كل المدراء والمسؤولين بالشركة. وتم اعتماد التقليص من عدد العاملين والعمل عن بُعد وعملية التفويج ومنح تسهيلات للعاملين المصابين بأمراض مزمنة حماية للجميع.
وقد تم ذلك بالتشاور المستمر مع ممثلي النقابات بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة (مندوبي الأُجراء، التنسيقيات والمكاتب النقابية).
كما ظلت الادارة منفتحة، وستبقى كذلك، لتلقي جميع الافكار والاقتراحات من جميع الشركاء الاجتماعيين وذلك من اجل دعم كل المجهودات التي يتم القيام بها، وسيستمر العمل بها، كواجب والتزام اتجاه مختلف فئات العاملين واتجاه الوطن”.
وأكد ذات البلاغ ” أن الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة لم تشكل يوما بؤرة وبائية لأن الوضع، بالمقارنة مع الإحصاءات الصحية اليومية في المغرب، لا يعدو كونه حالات محدودة ولا يدعو الى بث دواعي القلق الجماعي لكون إدارة الشركة تعمل على تتبعها بعناية. ذلك أنه من بين 2041 اختبار، لم يتم تسجيل إلا 20 حالة إيجابية فقط”.
وأشار بلاغ ال SNRT “أن الفرق الصحفية والتقنية تبذل منذ بداية الجائحة جهودا جبارة من اجل تجسيد مهام المرفق العمومي وتقديم خدمة عمومية تضمن إخبار المواطنين بتطورات الوضع الوبائي وتحسيسهم بمخاطر الوباء وبطرق مواجهته ومنع انتشاره في بلادنا. وبالمقابل تواصل الشركة الوطنية القيام بكل الاجراءات الضرورية، المعمول بها، من اجل حماية كافة العاملين مركزيا وجهويا”.
ودعت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كافة الشركاء الاجتماعيين الى مواصلة انخراطهم المحمود لمواجهة هذا التحدي الجماعي، كما تؤكد على ضرورة التحقق من مصداقية بعض الأخبار الرائجة غير الدقيقة والاعتماد على مصادر القنوات الرسمية، التي تحكمها قوانين وإجراءات ومساطر تضمن مصداقيتها، وذلك من اجل تقديم صورة حقيقية عن الحالة الوبائية في المؤسسة التي تظل أرقامها عادية.
إرسال التعليق