
الأنباء بوست / حسن المولوع
وكأن الريع بالمغرب أصبح حقا من الحقوق المكتسبة ، وأصبح البحث عنه حرفة الذين كانوا ينادون بقيم العدالة الاجتماعية والتقدم والحداثة ، هؤلاء هم أساتذتنا الذين يعطون الدروس عبر أعمدتهم الصحفية، لمن هم أسفل إلى أعلى الرأس .
وهذا واحد منهم ، الأستاذ المحترم محتات الرقاص رئيس مجلس تسيير شركة( بيان.ش.م) الناشرة لصحيفتي( بيان اليوم) و(ALBAYANE)، مدير نشر الصحيفتين ومدير نشر الموقع الإلكتروني (نفس.ما) ، لسان حزب التقدم والاشتراكية، وعضو معين بالمجلس الوطني لحقوق الانسان وعضو منتخب بالمجلس الوطني للصحافة الذي يرأس به لجنة التعاون والتكوين والدراسات .
لائحة طويلة من الصفات التي نعلمها ، وقد يكون هناك ما لم نعلم ، تلك الصفات بطبيعة الحال ليست في سبيل الله او بالمجان ، ففيها الأجور والتعويضات ، ونحن لن نتحدث عن الأجر ما دام هناك مقابله عمل بشركة (بيان .ش.م) التي تصدر عنها صحف لا يقرؤها أحد وتتلقى دعما من الدولة ، سيقتصر حديثنا فقط عن التعويض الذي يتلقاه هذا الرجل (العبقري )من المجلس الوطني للصحافة دون أن نسمع له صوتا أو انجازا يذكر به ، لينضاف إليه تعويض آخر بحسب ما صدر بالجريدة الرسمية طبقا للمرسوم رقم 2.20.369 صادر 9 ذي الحجة 1442 (20 يوليو 2021) بشأن التعويضات المخولة لفائدة أعضاء المجلس الوطني لحقوق الانسان وأجهزته ولجانه الجهوية .
هكذا إذن ، تعويضات من المجلس الوطني للصحافة ، وتعويضات من المجلس الوطني لحقوق الانسان ، وهي تعويضات من المال العام ، على حساب الشعب المغربي ، ففي الدول الديمقراطية لم نسمع او نرى ، جمعا بين تعويضين حتى ابتدعت دولتنا الشريفة هذه البدعة ، والجمع بين ذلك وكأنه جمع بين الأختيين ، والجمع بين الأختيين حرام قطعا ، خصوصا على الانسان المؤمن بقيم العدالة الاجتماعية ، وعلى من يعطي الدروس يوميا عن ترشيد النفقات ، وحرام عن الذين كانوا يوجدون في الصفوف الأمامية لمحاربة الريع ، ومحاربة الفقر ، والمناداة بفك العزلة عن العالم القروي وبناء المدارس والمستشفيات، وهلم جرا من الدروس والمواعظ والحكم التي تثبت بالقطع أن هناك من يعيشون بيننا، يقولون ما لا يفعلون .
هل يمتلك هذا الرجل الصامت عبقرية منقطعة النظير ؟ هل لديه في اليوم أكثر من 24 ساعة ؟ هل حقق أي انجاز يذكر بالمجلس الوطني للصحافة ؟ هل جهر بالحق يوما حول ما يجري داخل المجلس الوطني للصحافة من تعسف ضد الصحافيين ؟ هل قدم وصفة سحرية لاصلاح قطاع الصحافة والنشر أم فا الوضع ازداد بؤسا على بؤس ؟ لن نسائله عن انجازاته داخل المجلس الوطني لحقوق الانسان طالما أن حقوق الإنسان بالمغرب أصبحت ريعا يدخل ضمن الحقوق المكتسبة .
أي ضمير وأي قانون يبيح للإنسان أن يجمع بين تعويضين من المال العام ينضاف الى الأجرة الشهرية التي هي أصلا من دعم الدولة الموجه للصحف الحزبية ، والأحزاب أيضا تتلقى دعما سنويا ، أي إنسان هذا الذي يعيش بالريع على حساب المغاربة ويعطي لنفسه هالة الوقار و الاحترام والرزانة ، الوقار والاحترام هو احترام ذكاء المغاربة ، لا أن يقال لهم الشيء، ليكتشفوا نقضيه من الذين يعطونهم الدروس ..
إننا لسنا بحاجة إلى انتخابات مادامت الأوضاع مستمرة على هذا الشكل ، ومادام هناك أناس يعيشون في صمت وكأن في صمتهم حكمة، والحقيقة أن صمتهم عبارة عن لازمة يرددها المغاربة، “كول وسكت” ، اتقوا الله في وطنكم ، اتقوا الله في المال العام ، واعطوا الدروس لأنفسكم قبل اعطائها لغيركم ، فاللهم ارزقنا القناعة، والمناعة من وباء “اللهطة” الريعية.

شارك هذا المحتوى