
الأنباء بوست
كلما نظرت إلى زهراش او إستمعت إليه وهو يتحدث إما ببكاء او تودد، الا وتذكرت السلسلة التلفزيونية المغربية الشهيرة ، من دار لدار ، لا أدري لماذا ؟ ربما لأن شخصيته خصوصا في الايام الأخيرة تشترك مع شخصية خادمات البيوت في السلسلة المذكورة وما تتعرضن له من قهر ونبوذ من منزل لآخر.
هذا هو زهراش اليوم ، أو هكذا يبدو ، بعدما رمى بوقار بذلته المهنية وأضحى متنقلا من قناة يوتيوبية إلى أخرى ، متباكيا ومتوددا ، ولابسا بذلة الورع والفضيلة والأخلاق الرفيعة بحلو الكلام ، ولين اللسان ، لكن الافعال اليومية لا يعلمها الا الله والشيطان .
يحاول هذا الرجل الغلبان ، أن يصنع من نفسه بطلا بين الأبطال ، لكنه خاب وخسر ، بعدما اكتشف بعد مرور الأيام، أنه مجرد بطل من ورق وعلى ورق ، حاول ان يظهر بأنه مدافع جهبيذ عن المناضل الحقوقي المديمي ،أطلق الله سراحه ، لكنه فشل فشلا ذريعا، خصوصا بعدما اطلع زملاءه وزميلاته على مذكرة النقض/الفضيحة ، وصار أضحوكة مهنية بامتياز .
ولما علم بما اقترفته كفاءته المهنية الفقيرة ، صار يتودد الى اليوتيوبرز هذه الأيام ،بالرغم من أنه كان يصفهم في كل وقت وحين بالجهلة وتلزمهم التربية ، لا لشيء الا لأنهم يمارسون حقهم في التعبير ودورهم في الإخبار ، ربما نسي او تناسى كل هذا وهو يردد هذا الكلام في جلساته السرية والعلنية ، ولما خاب مسعاه في التقرب الى جهات معينة ، اراد عن سذاجة بالغة أن يرسل إليهم رسالة مشفرة بأنه أصبح على صداقة متينة باليوتيوبرز وأنه قد يبدأ في تسريب ما لا يراد خروجه للرأي العام ، لأنه متيقن بأن المنابر الصحفية لا تقبل مثل تلك المعلومات لأنها لا تفيد الرأي العام بحكم انها امور شخصانية ، فالتجأ لهذه الخطة لغاية في نفسه ليضع اليوتيوبرز في فم المدفع ويورطهم من حيث لا يدرون ويخلق إليهم مشاكل وبعدها يتخلى عنهم كما فعل مع السابقين ..
وفي هذا السياق ينبغي التذكير ، بتخليه عن صاحب موقع علاش تيفي ، محمد القاسيمي ، ألم يكن صديقه منذ ملف توفيق بوعشرين ، وكان هو ومجموعة من المحامين يجتمعون احيانا بمقره أو بأحد الأمكنة بدار بوعزة ، وعندما تم اعتقال القاسيمي ، تنكر له وكأنه لم يوجد ، ولهذا السبب يبقى زهراش فاقدا لمصداقيته في الدفاع عن المديمي ، فلو كان يدافع دون اي خلفيات ولا أهداف لقام بالدفاع عن صديقه القاسمي ، ونحن هنا نتساءل ويتساءل معي كل اليوتيوبرز وخاصة الأستاذ والصديق محمد تحفة عن طبيعة علاقته بالقاسيمي ، ولا ينبغي أن يقول لنا أن علاقته به لا تعدو أن تكون مجرد علاقة صحافي بممتهن مهنة الدفاع ، نريد اليوم أن نعرف الحقيقة ، وحقيقة تخليه عنه رفقة الهيني ، ألم يقل زهراش في أكثر من مناسبة أن المحامي يدافع عن الجميع، فلماذا لم يطبق ذلك في هذه الواقعة ويدافع عن صديقه القاسيمي بنفس الاندفاع والتحمس والتسابق نحو الميكروفونات ؟ هل خاف من شيء ما او من شبهة ستلاحقه أم ماذا ؟ نريد توضيحا في الامر على قناة يوتيوبية من القنوات ، ونتمنى ان يتحلى بشجاعة الإجابة الصادقة ، لأنه لو قام بتحريف الحقيقة فليكن متأكدا من أننا سنقولها كاملة مجردة بدون زيادة أو نقصان وبكامل الاحترام الواجب للشخصه.
لقد اصبح الفشل يلاحق زهراش أينما حل وارتحل ، مهنيا وسياسيا ، فعلى الصعيد المهني نراه يختار حشر نفسه في ملفات معينة ، واغلبها ما يحقق البوز وما يرتبط بالصحافيين ، فكل ملف شهير تجده يقف ضد صحافي ، وابرز الملفات قضية توفيق بوعشرين التي سجلها التاريخ عليه ، وملفات أخرى تجده مدافعا عن كل ما له ارتباط “بالفروج والمؤخرات ” ، تلك القضايا الشهيرة يهرول إليها بطرق غريبة ، ولم أجده يوما دافع عن صحافي او مناضل حقوقي ، وحده المديمي ، وهذا هو مكمن الغرابة ما جعلني شخصيا أطرح السؤال المنبعث من رماد الشك ،لماذا التخلي عن صديقه القاسيمي والتنكر له ونجده دائما ضد اي مناضل حقوقي ونراه الآن يدافع عن المديمي الذي لم يحقق فيه النتيجة المرجوة ، وهو يعلم علم اليقين سبب عدم تحقيق النتيجة، ومخافة ان يتم فضحة من طرف رجال ونساء القانون ، قام بما يسمى بالهروب إلى الأمام ليخاطب ود القنوات اليوتيوبية حتى يخففوا عنه من نقدهم اللاذع ، وقد يفعل ما تمليه الشياطين ويحاول اغراء البعض بالمال ، لتكون عنده الحجة وبعد ذلك يطعن في مصداقيتهم، هذا إن لم يتهمهم بالابتزاز في يوم من الأيام ، ولن أتهمه بأي شيء الآن ولكن أدع الايام وحدها الكفيلة بكشف المستور ..
أما على الصعيد السياسي ، فلقد كان يمني النفس بمنصب بوزارة العدل ، كان يعتقد أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيعود للحكومة بحقيبة وزارة العدل، وفي إطار ذلك يكون له نصيب مع وزيرها ويكلفه بإعداد بعض الامور مقابل تعويضات ريعية ، نفس الأمر فعله مع المجلس الوطني للصحافة بحكم ان يونس المجاهد من نفس الحزب وتم تكليفه بالقضايا التي هي ضد الصحافيين ، وعندما لم يدخل الاتحاد للحكومة بادر زهراش إلى تقديم استقالته بحسرة ، وحول الوجهة الى التغزل بوهبي وزير العدل الحالي عن حزب الأصالة والمعاصرة ليتلفت إليه ويجود عليه بشيء ما ،وهذا هو هدفه من الظهور بين الفينة والأخرى على بعض القنوات اليوتيوبية ، ليستغلها من أجل تلميع صورته ويتخذ من ملف المديمي وسيلة للوصول الى هدف معين ، فهو لا تهمه النتيجة بقدر ما يهمه البوز ، تماما كما فعلوا مع ليلى التي لقبوها ببنت الشعب، ” بيعوها العجل “وفي النهاية صدر الحكم ضدها كما المديمي ، فالقضية كلها، وقضايا أخرى ترتبط بالبوز لابراز الوجود .
لا أدري لماذا هيئة المحامين بالرباط تقف صامتة وهي ترى الخرق السافر لنظامها الداخلي وبخاصة في مادته ال 15 ، فمثلا هذه المادة تقول: “يمنع على المحامي الحضور أمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في قضايا ذات طبيعة مهنية الا بعد إخبار النقيب بكافة الوسائل المتاحة” ، “يمنع على المحامي الافشاء بأسرار القضايا التي ينوب فيها طيلة مدة سريانها وفي أي مرحلة من مراحلها” …
وامام كل ذلك ، نرى المحامي زهراش تنطبق عليه هاته الافعال التي تعرضه للمساءلة التأديبية طبقا لما تنص عليه المادة المذكورة ، ولربما سيجد زهراش نفسه يساءل قريبا من طرف نقيبه ، فمن لا يحترم نقيبه وهيئته، كيف له ان يبحث عمن يحترمه ، فالمهنة لها وقارها واعرافها وتقاليدها، وما نراه اليوم مؤسف جدا خصوصا من رجل يدعي ان له أخلاق سياسية وتربى في مدرسة اليسار ، وما اكتشفناه للأسف الا مدرسة “التشيار” من أجل البحث عن حضن دافئ .

شارك هذا المحتوى