الأنباء بوست / حسن المولوع
سابقة ليس لها مثيل فاجأت جميع المحللين”الجيوبورنوعدساويين” ، وجعلتهم يعجزون عن أي تحليل ، عندما تم تعيين الزعيم اسحاق شارية وزيرا للشؤون الدينية، مباشرة بعد تولي حركة طالبان الحكم في أفغانستان .
وزارة الشؤون الدينية هي الحقيبة الوزارية الوحيدة التي كانت من نصيب دكان هذا الفتى ، الذي يجهله الخاص والعام من أين أتى ، والذي نسخ اسم دكانه على اسم السبع ، ليصير هذا الرمز، رمز السبع ممسوخا إلى ضبع أو أقل منه شيئا .
وبمجرد تعيين إسحاق والتحاق مايا خليفة بالدكان المنسوخ ، بعثت حركة طالبان تهنئة لشارية مع هدية عبارة عن لحية حريرية ، ليضعها عن وجهه بعدما أزال عنه القناع الذي أخفى وجهه لوقت طويل ، ولأن منصبه الوزاري الجديد يحتاج الى قناع ليقنع به نفسه والناس بأنه زعيم مثل زعماء فتح وحماس ، فمن الأكيد أن اللحية ستناسب وجهه ، وحجاب مايا …
تعيين هذا الزعيم الحالم بالزعامة منذ صغره بالرغم من أنه مازال صغيرا ، جاء بعد مشاورات و مفاوضات كثيرة، سرية في البداية لتتحول إلى علنية ثم انقلابية ، خصوصا وأن الوضعية السياسية الراهنة ، أصابها الوباء الصبياني على المستوى الدولي والداخلي ، هذه الوضعية تحتاج الى زعيم سياسي مثل إسحاق شارية، الشبيه بالصبي في خفته و”تنقازه” ، فالوضع الحالي لا يحتاج الا ” للتحنقيز والتنقاز” لأننا في عصر السرعة ، ولأن المواطنين والمواطنات سئموا “ختورية” الزعماء الذين يناقشون العمق ، ويبحثون عن الحلول ليقترحوها ، هم يريدون وجوها جديدة خصوصا في وزارات مثل الوزارة التي تعنى بالدين والتي لها مكانة تصل حد القداسة، فلا شيء أصبح مقدسا بعد اليوم ، كل شيء مباح ، والقفز على المبادئ والقيم أصبح عملة رائجة ، لا مكان “للتباثة والرزانة ” في عصر الزعامة الفيسبوكية ، فالسياسة عند هذا الجيل الجديد ، هي أنه ليس هناك شيء مقدس ، لا أعراف ولا تقاليد ، كل شيء سيكسر كما تم تكسير الأصنام من أجل الانتقال من عصر الجاهلية الى عصر الاسلام ، وليس هناك أفضل من شارية المؤسس لهذا العصر في زماننا هذا ، كسر كل شيء بطريقة معكوسة ، من أجل أن يصير شيئا بعدما كان نسيا من منسيا بل كان في العدم ، ليصير زعيما يعطي وجها آخر للسياسة، تتلاءم مع المتغيرات التي تحدث في العالم ، أهمها بروز حركة طالبان البهلوانية ، لا أحد سيساير هذه المتغيرات الا إسحاق شارية ، فهو الوحيد الذي يتقن الخطاب “العدساوي” ، لأنه يفهم كل شيء، وفي كل شيء ، حتى في البورنو يمكن أن يناقشك فيه ، فخلفيته الثقافية واسعة جدا ، لدرجة أن ممثلة الأفلام الإباحية مايا خليفة أعجبت بشخصه وبزعامته فقررت الانضمام الى دكانه المنسوخ ، خصوصا انه دكان حر ، يمكن أن تفعل فيه وبه ما تشاء بدون أن تضر ، فمايا وكما هو معلوم محتجبة بورنوغرافية ، أي تقوم بتمثيل الافلام الاباحية بالحجاب ، إرضاء لطلبات طالبان ، وبالتالي ستكون هي ممثلة إسحاق لدى زعماء طالبان من أجل تقوية العلاقات “البورنوعدساوية” بين وزارته وبين هؤلاء الذين خرجوا فجأة لاعطاء صورة كاريكاتورية ساخرة، و مثيرة للبكاء ، تحت يافطة الانتصار على من صنع منهم أضحوكة عالمية ، وخلق منهم زعامات هلامية ، فكل الأشياء التي تقع حولنا في هذا الزمان صارت “مقحبنة ” ، سياسة “مقحبنة ” ، زعماء يخرجون فجأة بدون تاريخ نضالي يذكر ، خفة و “تنقاز” دون أدنى مراعاة لتاريخ الأشخاص ، تطاول على الكبار ، تقليل وتبخيس ممن سبقهم في السياسة ، صار هؤلاء الزعماء الطارئين على السياسة يعشقون اللايفات ، لهم سياسة فيسبوكية ، إنهم مجرد زعماء فيسبوكيين كارطونيين ليس الا …
اللهم ارفع عنا الوباء ، لأنه أفقدنا حاسة الشم والذوق ، ولم نعد نشم رائحة الرجولة والشهامة ،ولا نتذوق طعم السياسة ، اللهم أصلح حال السياسة ليعود كل زعيم موهوم بالزعامة الى حجمه الحقيقي دون أن يسمح لنفسه اللوامة ، الأمارة بالسوء ، أن تعبث بالسياسة ومقام الزعامة .
شارك هذا المحتوى