الأنباء بوست / حسن المولوع
زاغ برنامج عالم شهرزاد عن توجه وكالة المغرب العربي للأنباء وطمس هويتها باعتبارها ” وكالة أنباء مركزية واستراتيجية، مهمتها الدفاع عن المصالح الوطنية وحماية سيادة المملكة المغربية في قطاع الإعلام ” حسب الكلمة التوجيهية للسيد المدير العام الجديد فؤاد عارف ، تلك الكلمة التوجيهية منشورة على الموقع الرسمي للوكالة ، حيث أضاف ضمنها السيد عارف ” إن وكالة المغرب العربي للأنباء، الواجهة القوية للدبلوماسية الإعلامية المغربية، على وعي تام بالتحولات الكبرى التي تعرفها وسائل الإعلام على الصعيد الدولي. “
وإذا كان المدير العام الجديد قد كشف عن توجه لاماب و طموحه في الانخراط بشكل كامل في الدينامية الإعلامية التي يشهدها المغرب، فإن مدير وسائل الإعلام لم يلتقط الإشارة وما زال يخبط خبط عشواء في القناة المسماة M24 وكذا الإذاعة ريم راديو، حيث يؤشر على برامج تفتقر للبصيرة الإعلامية والرؤية الإستراتيجية لوكالة المغرب العربي للأنباء التي هي وكالة رسمية للمملكة المغربية .
لقد خالف برنامج عالم شهرزاد الوثيقة التعاقدية التي بموجبها تمت الموافقة على بثه ، تلك الوثيقة التعاقدية تتأسس على فكرة البرنامج الذي واعد الجمهور باستضافة أشخاص ينتمون الى عوالم الفن والسياسة والثقافة والرياضة والإعلام ، بحسب القصاصة المنشورة بتاريخ 17 دجنبر 2021 ، وبمجرد انطلاقه بشهور ، لاحظ المشاهد أن البرنامج ما هو إلا نسخة طبق الأصل تم تصديرها من قناة خاصة إلى قناة رسمية والتي لها خصوصية واعراف وهوية ، بحيث صار البرنامج يستضيف مشاهير السوشيال ميديا بقبعة فنانين ، وهنا تم اعطاء الانطباع بأن هذا هو التوجه الرسمي للبلاد بأنها تلمع صورة مثل هاته النماذج وتقصي أهل الفكر والثقافة وصناع السياسة ، وفي هذا السياق كم شخصية سياسية وثقافية استضافها البرنامج بالمقارنة مع شخصيات أخرى بقبعة الفنانين ؟ ألم يكن حريا أن يتم توفير الميزانية المرصودة للبرنامج وضخها في برنامج من أجل الصحراء المغربية بما فيها الدفاع عن الثوابت الوطنية للمملكة ؟ فماذا سيستفيد المشاهد من مشاهير السوشيال ميديا ؟ وهل دور وكالة المغرب العربي للأنباء هو تقديم برامج التوك شو ؟
إن برنامج عالم شهرزاد ليس هو البرنامج الوحيد الذي زاغ عن توجه وكالة المغرب العربي للأنباء بل هناك برامج كثيرة سقطت في براثين تقليد القنوات الخاصة والمواقع الإلكترونية ، تلك البرامج التي بدأ بثها منذ تولي مدير وسائل الاعلام منصبه ، ويظهر انها تخالف التوجه العام للاماب وتخالف ما تم الاعلان عنه في القصاصة ذاتها المشار اليها والتي ذُكر فيها ” وتطمح قناة الأخبار المغربية M24، التي تعكس الصورة المتفردة لوكالة المغرب العربي للأنباء باعتبارها وكالة حديثة، إلى تقديم منتوج غير مسبوق بهدف استعادة جزء من الجمهور المغربي، وبالتالي توطيد السيادة الوطنية في مجال الأخبار. ” وفي هذا الصدد هل تم فعلا استعادة الجمهور المغربي ؟ وهل تلك البرامج وطدت السيادة الوطنية ؟ الجواب عن هذا السؤال لن يكون الا بتشكيل لجنة تقييم البرامج سواء بالقناة او الإذاعة التي تتضمن مدونات صوتية هاوية في اغلبها الا من استثناءات قليلة جدا
إن المسؤولية في هذا الباب لا تقع على عاتق معدي ومقدمي البرامج بل تقع على عاتق المسؤول عن القناة الذي هو مدير وسائل الإعلام المثير للجدل والذي أثيرت حوله مؤخرا ضجة إعلامية لم يستطع لحدود الآن الخروج لنفي ما راج حوله بمساعدة صديقه رئيس قسم إذاعة ريم راديو الذي بدوره تنسالت حوله أخبار يتلخص معناها أنه ما زال يعيش بمنطق القبيلة، بحيث يتوسط لأبناء بلدته في عقود المقاول الذاتي حتى يشعر” بالأبهة” بين أبناء قبيلته حين زيارته لها ، وكذا يتوسط لبعض خريجي المدارس الخاصة حتى يضمن مكانه في احداها للاستمرار في القيام بورشات تكوينية ، فتلك المدرسة معروف على أنها تتعاقد مع المؤطر لهذا الغرض وليس لأن له كفاءة مهنية ، وذلك من أجل التسويق لنفسها وهذا حقها المشروع بكل تأكيد ، لكن هذا الحق لا ينبغي أن يستغله البعض لطمس اشعاع مؤسسة استراتيجية كوكالة المغرب العربي للأنباء عبر إقصاء وتهميش الكفاءات الحقيقية التي تمتلك خبرة وبصيرة إعلامية ، ومادام المعني بالأمر لم ينف ما راج حوله من أخبار واكتفى بنشر تدوينات فيسبوكية متصابية و كلها تباكي و تنم عن انعدام النضج فإن التحقيق الإداري كفيل بكشف كل ما يروج والوقوف على مدى صحة الاخبار او زيفها ، فنحن هنا لا نتوجه بأصابع الاتهام لأي كان ، إضافة الى أن التحقيق قد يشمل إحدى المسؤولات عن الانتاج بريم راديو والتي وبحسب ما يروج من أخبار انها توسطت لشقيقتها من اجل الاشتغال كتقنية بالاذاعة ذاتها ، فهل أصبح منطق القبيلة والعائلة هو السائد في لاماب أم منطق الكفاءة المهنية ؟ وللإشارة فمسؤولة الإنتاج هاته لا يُعرف لحدود الآن السر وراء الدفاع المستميث الذي يقوم به مدير وسائل الاعلام لأجلها، لدرجة أنه يقوم بإرضائها بطريقة مثيرة للشكوك تتجاوز حدود الرئيس بمرؤوسة ، لتصبح هاته الملاحظة حديث كل لسان ، حتى إن صحافيا تقدم بشكاية مهنية ضدها لأنه رجل مساطر ، بعدما لاحظ أنه لا علاقة لها ، لا في العير ولا في النفير بخصوص ما يرتبط بالإنتاج وانها تستعمل الميزاجية في التعامل مع بعض الانتاجات لكن ربما وضع الشكاية في المكان الخطأ ، لقد وضعها عند من يدافع عنها وهذا الأخير لم يقم بالمتعين عليه اداريا كمسؤول بخصوص شكايتين ، فحاول هذا المدير طي الملف قائلا له بالحرف بعدما هدده برسائل مشفرة والقيام ببعض الحركات التهكمية ” سأتحدث معك مثل أخيك قائلا له لا تغضب منها ، وعليك أن تفهم طبيعة النساء فما قامت به ضدك وضد برنامجك سببه العادة الشهرية ” وهنا استغرب هذا الصحافي ووقف مذهولا من شدة ما سمعه ، فهل هذا مدير مسؤول أم طبيب نساء وتوليد ؟ وكيف علم ان تلك الفترة فيها ما فيها ؟ يبقى هذا السؤال حائرا بلا إجابة ، لكن الاستنتاج في هذا الباب يبقى حقا مشروعا ، وهو أن السائد أصبح هو الاشتغال بمنطق “ولد لبلاد” وزوجتي وأبوه صديقي …الخ وليس منطق الكفاءة التي غابت عن طريق ميزاجية البعض ، لكن المدير العام الجديد سيعيد الأمور الى نصابها بكل تأكيد وسيقوم بتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة
إن ما يخلق جوا من الارتياح لدى الصحافيين والصحافيات وكل العاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء هو الكلمة التوجيهية للسيد فؤاد عارف ، حيث ذكر فيها “ولأن المسار طموح، فإن الأمر يتطلب نفسا جديدا واعتماد رؤية مبتكرة حول العمل الذي نقوم به. ويتعلق الأمر بتعبئة القدرات الكامنة لفرق وكالة المغرب العربي للأنباء من أجل الابتكار، وإعادة إظهار قدراتها، وتحقيق التفوق والنجاح، بهدف مشترك ومتقاسم : وهو رد الاعتبار، بشكل دائم، لقواعد عمل وكالة أنباء. “
إنها كلمة جامعة مانعة ، تبشر بضخ نفس جديد داخل لاماب ، وإنصاف كل الصحافيين والصحافيات والعاملين والعاملات الذين طحنتهم آلة التهميش والاقصاء وميزاجية البعض ، الذين أصبحوا مسؤولين ضدا في الأعراف والمساطر الإدارية ، فمسؤولة الإنتاج المذكورة أعطيت لها مهمة مكتب دولي رغم حداثتها في لاماب ورغم وجود من هم أكفأ منها، وعند عودتها بسبب وباء كورونا تم اعطاؤها مسؤولية الإنتاج البعيدة عن تخصصها وهي لا تزال في السلم 10، ولم يتم نقلها الى مكتب جهوي بعد عودتها من المكتب الدولي بحسب تعليمات السيد المدير العام السابق رحمه الله ، وهنا يجب تمحيص المسطرة التي تم اعتمادها ومعيار قبولها كرئيسة مصلحة انتاج وهي لا علاقة لها بهذه المصلحة ، بدليل أنها لم تستطع الابتكار ولا تطوير الانتاج داخل ريم راديو وبقيت شبكة البرامج كما كانت عليه قبل تنصيبها ، ولم تستطع ايضا ان تقوم بتقديم برنامج من اعدادها حتى تبرز كفاءتها الحقيقية وتكون مثالا او نموذجا يحتذى به، وهنا توضع عدة علامات استفهام حول هاته الحالة ، وما هذه الحالة الا واحدة من بين حالات كثيرة داخل وكالة المغرب العربي للانباء ، فهل للكاتب العام يد في الموضوع الذي بالمناسبة سيتم اخضاعه للتحقيق قريبا ولا نعلم الى الحدود الآن هل التحقيق اداري أم قضائي تباشره الفرقة الوطنية تحت اشراف النيابة العامة ؟ وهناك مؤشرات عن قرب اعفائه من منصبه بعد ربط المسؤولية بالمحاسبة والمؤشر الأبرز هو عدم مرافقة المدير العام خلال قيامه بجولات تفقدية في مرافق وكالة المغرب العربي للانباء بمجرد تنصيبه ،والمؤشر الآخر هو نقل مكتبه من طابق الى طابق آخر ، ويبقى الأساسي من كل هذا و ذاك هو حماية سمعة المؤسسة الاستراتيجية التي هي واجهة البلاد وذراعها الإعلامي ، ومصلحتها فوق مصلحة الأشخاص .
شارك هذا المحتوى