الأنباء بوست / حسن المولوع
قد يتساءل أحدهم: ما الذي قد يدفع الصحافيين والصحافيات إلى النفور من مقر المجلس الوطني للصحافة وكأنهم يهربون من منطقة موبوءة؟ الإجابة بسيطة: عبد الحكيم مرابط، المدير الإداري والمالي، الذي نجح بامتياز في جعل المجلس بيئة منفّرة، غير محترمة، ولا تليق بمقام الصحافة أو الصحافيين.
هذا السيد مرابط، الذي يعتقد بجهله أنه خبير قانوني، قد أوقع الثنائي يونس مجاهد وعبد الله البقالي في ورطة كبيرة حين اخترع مفهوم “النظام الخاص”، وكأن الجسم الصحافي يحتاج إلى المزيد من التعقيدات. فمنذ توليه هذا المنصب، والمجلس يتخبط من أزمة إلى أخرى، وكأننا أمام سفينة يقودها شخص فاقد للبوصلة.
تاريخ مرابط في المجلس حافل بالمشاكل، وليس آخرها تلك الشكوى التي قدمها صحافي ضده، حيث تعرّض للتعنيف لمجرد مطالبته بحق بسيط: الاستفسار عن بطاقة الصحافة. أليست هذه تصرفات تسيء للصحافة وتؤكد الحاجة الملحة لإبعاد أمثال مرابط عن المجال؟
نحن أمام موظف يتقاضى راتبًا مزدوجًا من الوزارة ومن المجلس، ليصل إجماليه إلى 25 ألف درهم شهريًا وزيادة ، وكأن البلاد لا تعاني من البطالة، وكأن كفاءاتنا ليست في انتظار فرصة شغل.
في زمن الأزمات الاقتصادية وتفاقم البطالة، يتحول مرابط إلى “بوديكار” لحماية ولي نعمته، الذي يؤمّن له هذا “الريع” الشهري من المال العام، ويسعى بكل ما أوتي من جهل قانوني إلى توريطه في مشاكل لا تعد ولا تحصى.
وفي خلفية هذا المشهد العبثي، هناك حكاية أخرى تثير الجدل: مرابط وبصفته مسؤولا عن مقر المجلس الوطني للصحافة توجد به إحدى السكرتيرات التي لا تتوانى في معاملة الصحافيين بأسلوب فظ وقلة أدب. الكل مجمع على أنها يجب أن تُفصل من العمل، ولعلها رفيقته في إفساد ما تبقى من سمعة المجلس.
الأزمة بلغت حدًا لا يطاق على كل المستويات، ما دفع بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى إصدار بلاغ يستنكر “النظام الخاص” الذي فرضه مرابط وأعوانه، معتبرةً إياه تجاوزًا قانونيًا قد يؤدي إلى تدهور أوضاع الصحافيين أكثر. وأكدت النقابة على ضرورة إلغاء هذا النظام، ملتزمة بالدفاع عن حقوق الصحافيين وصيانة كرامتهم، وتحقيق شروط عمل مهنية لائقة تتيح لهم القيام بأدوارهم على أكمل وجه، بعيدًا عن كل أشكال الفوضى أو التعسف التي قد تعرقل مسارهم المهني.
وفي النهاية، إذا كان المجلس الوطني للصحافة يرغب في استعادة سمعته والحفاظ على كرامة الصحافيين، فلا بد من تنظيف البيت الداخلي وطرد عبد الحكيم مرابط ومن على شاكلته.
شارك هذا المحتوى