
الشيخ محمد الفزازي
انقلبتْ على شيوخ الدين. وأَوْكد منه انقلابُها على دين الشيوخ… وما دام الشيوخ على إطلاقهم في قِيلِها، صوفيّهم وسلفيّهم، سنيّهم وشيعيّهم، متنطّعهم ومعتدلهم… فهو إعلان براءة من الإسلام ولا أبا بكر لها. ولقد جاء هذا تصريحاً صريحاً في خُوارها مع المرتدّ الإخ رشيد (بكسر الهمزة).
وانقلبت على فروض المجتمع”كذا”… ولأول مرة في حياتي أعلم أنّ للمجتمع فروضاً. ما أعلمه هو أن للدين فروضاً وواجباتٍِ على المجتمع، وليس للمجتمع فروضٌ على المجتمع. فالمجتمع شعبٌ تجمّع فيه ما لا يُعدّ ولا يحصى من الأعراف والتقاليد والمبادئ والتصورات… فمن يفرضُ على من؟ إنّ الدعوى بالانقلاب على “فروض” المجتمع لا تعني شيئاً عدى اللغو واللغط. اللهم إلا إذا كان المقصودُ الكفْرَ بالمغرب دولةً وشعباً ونظاماً وثوابتَ… فهذا أقلّ ما يقال فيه إنه خروج عن الجماعة وعلى الجماعة… وشذوذ عن كلّ أصلٍ وفرعٍ؛ ومن شذّ شذّ في النار.
وانقلبت على استبداد الرجل كما قالت. والسياق يَشي بأن التعريف للجنس. فيدخل فيه الأب والزوج والعم والخال والابن والسلطان والقاضي…وكل من يحمل صفة رجل. غير أن كلمة استبداد لا تنصرف إلا لمن له سلطةٌ عليها من أب وزوج وحاكم…
كل هذا الهراء من أجل “التبشير” و “الترويج” لمشروع حزب وُلد ميّتاّ. بل نطفته لم تستقر بعدُ في رحم السياسة… بل ليست هناك نطفة ولا بويضة ولا رحمٌ إبتداءً… وحتى لو افترضنا جدلاً -ومن باب التفكّه-الإعلان الفعلي عن تأسيس حزبها المبشّر به، فإنه سيكون حزباً على دين صاحبته. أي حزباً متحرّراً عن شيوخ الدين ودين الشيوخ ومنقلباً على كل شيء في هذا البلد.
أرأيتم سخافةً وتفاهةً مثلَ هذه؟
شيئ واحد ستسلّط عليه الأضواء والأنظار: العيون السود رموشهم ليل، على حدّ تغريد العندليب الأسمر رحمه الله. وتصفيف الشعر الذي تَرَنَّم به عملاق الطرب العربي عبد الهادي بلخياط في قطعة “ميعاد” عافاه الله شادياً: “لا زلتُ أذكر أنها كانت تصفف شعرها…
لقد أعلنت أنها ستتزعم حزبها الوهمي بشَعرها وصوتها كأيّ رجل.
وكأنّ من سبقها من زعماء الأحزاب قد تجرّردوا من شعرهم محلِّقين غير مقصّرين… لا يتكلمون إلا بلغة الإشارة. وكأن من سبقها من النساء قد تجردن عن أنوثتهن أو تحوّلن جنسياً ليتسنى لهنّ ولوج خِضمّ السياسة مزاحماتٍ بذلك أكتاف الرجال.
أمّا قولها (كأيّ رجلٌ) فهو الذمّ والقدْحُ من حيثُ أرادت الزّهوّ والاستعلاء. فيه احتقار للمرأة ونكرانٌ لطبيعتها التي ينبغي الحفاظ عليها مهما تحوّلت بها الأحوال. ومهما تعدّدت مصالحها التي ترنو إليها… أي أن تبقى امرأة كأي امرأة… لا تقليد ولا تبعية… بل بالذاتية والاستقلالية.
(عشنا وشُفنا) ياميسة الناجي!

شارك هذا المحتوى