
الأنباء بوست / حسن المولوع
في الوقت الذي تتعبأ فيه كافة القوى الحية داخل المجتمع لخدمة الصالح العام ، تطفو على السطح بعض السلوكات النشاز لأناس مازالت عقلياتهم مرتبطة بالأزمنة الغابرة .
البداية وهي نموذج نسوقه في هذا الباب من المركز الصحي جوادي ، التابع ترابيا لعمالة مقاطعات ابن امسيك الذي توجد به إحدى الطبيبات تسمى خديجة والتي صارت حديث كل لسان بسبب سلوكاتها التي تفتقر للأبجديات الأولى في التواصل مع المرضى الذين يتوافدون على المركز الصحي ،متناسية عن سذاجة بالغة بأن أجرتها الشهرية تتقاضاها من جيوب دافعي الضرائب ، أي من جيوب المرضى الذين تنهرهم و تتسيد عليهم وتتكلم معهم بلغة آمرة ومتعجرفة، وكأنهم جاؤوا لعيادتها الخاصة وستعالجهم بالمجان .
لقد أصبح أغلب المرضى عندما يجبرهم المرض للذهاب إلى المركز الصحي ذاته ، يخشون من أن يتم توجيههم إلى هاته الطبيبة ، ويفضلون أن يعالجهم إما رشيد أݣزول او كوثر أمين أو محمد بوري ما عدا المسماة خديجة وهبي للأسباب السالفة الذكر والتي عنوانها العجرفة على أبناء وبنات الشعب ، هذا الشعب الذي يفضل أن يبقى مريضا على أن تمس كرامته أو تنهره وتتعامل معه باستعلاء ، ومن السكان التابعين لهذا المركز الصحي من باتوا يفضلون الذهاب للعيادات الخاصة بدل التوجه الى هناك ، حتى لا يتم توجيههم إلى هاته الطبيبة التي لا تحترم لا صغارا ولا كبارا ، ولا عجائز ولا شيوخ ، والمستغرب له أنه ولا واحد من مسؤولي المندوبية الإقليمية بجهة الدار البيضاء اتخذ قرارا في حق هاته الطبيبة ، فإن كانوا يعلمون ذلك ولم يفعلوا شيئا فتلك مصيبة ، وإن كانوا لا يعلمون فتلك طامة ومصيبة عظمى وعلى وزير الصحة أن يتدخل ويفتح تحقيقا في هذا الباب ، والتحقيق سهل وبسيط ، يتم عن طريق الاستقصاء والتحري عن طريق المشتغلات بالمركز الصحي وأيضا المتدربات اللواتي يؤتى بهن عن طريق الهلال الأحمر المغربي ، ثم المرضى الذين يأتون للمستوصف ، ونحن لم نكن لنعلم بما يجري لولا الحكايات المتواترة لساكنة المنطقة ذاتها عن هاته الطبيبة ، وبالتالي يستلزم الأمر بإعادة تكوينها حتى لا نقول إعادة تربيتها احتراما لمن ربوها وأفنوا حياتهم لتكون طبيبة وهبها الله رحمة ، ترحم بها عباده المرضى لا ان تعاملهم بالعجرفة .
نموذج آخر لا يختلف كثيرا عن سابقته فيما يتعلق بالعنتريات والعجرفة وهو أحد الموظفين بالملحقة الإدارية 57 مكرر العثمانية الموجودة بتراب عمالة مقاطعات بن امسيك ، اسمه عنتر الذي بدوره أصبح اسمه يتردد على كل لسان وأصبح الناس لايطيقون الحديث معه ويفضلون الحديث مباشرة مع قائد الملحقة ، حيث أنهم يجمعون على أن القائد من خيرة ما انجبته الداخلية ومن خية من مر بالمنطقة ، وذلك راجع لاتقانه لفن التواصل التي يأتي مع الدراسة الأكاديمية العليا والتربية الأبوية ثم تربية الداخلية نسبة لوزارة الداخلية التي رسمت صورة جديدة لها، عكس الصورة التي مازال يروجها أمثال عنتر هذا ، إذ وكنموذج لتصرفاته المتعجرفة وهو ما تعانيه عائلة منزلها آيل للسقوط ، فتم اخراجهم من منزلهم الذي يقابل ظهره الملحقة الإدارية ذاتها ، وأصبحوا مشردين ، وكلما قدموا إلى الملحقة ينهرهم في الوقت الذي يجب عليه أن يواسيهم ويتعلم من نباهة وحنكة ملك البلاد والاشارات التي يعطيها لجميع الموظفين من أجل الإقتداء به ومعاملة رعاياه بما يليق ، لكن عنتر هذا، أبى إلا أن يضرب عرض الحائط كل ما يتم بناؤه ، واعتَقَد بأنه هو الآمر والناهي في الملف المتعلق بهذه العائلة متناسيا رتبته التي لا تخوله أن يتجاوز اختصاصات عامل عمالة مقاطعات بن مسيك ولا قائد الملحقة ، ومتناسيا أيضا أنه سوف لن يعطي شيئا من جيبه الخاص لهاته العائلة وانه من المفروض عليه أن يعامل أي مواطن كيفما كان، بما يليق وان زمن العجرفة انتهى ، كما أنه نسي أو تناسى بأن راتبه الشهري يأتي من جيوب دافعي الضرائب وأن عليه أن يخدمهم بكل ما أوتي من قوة إرضاء لضميره اولا وثانيا وثالثا والى ما لا نهاية ، فأي ضمير هذا عندما يأتي أفراد أسرة لم يجدوا مأوى يأويهم ويتكلم معهم بلغة ينقصها الكثير من اللباقة ويرعبهم ؟ ولعامل العمالة المذكورة أن يتأكد من هذا الكلام ويستدعي إلى مكتبه أفراد هذه العائلة ويسألهم الواحد تلو الآخر ، فنحن لا نفتري على أحد خشية من ضمائرنا وعلى تاريخنا المهني .
وفي سياق ذي صلة على عامل عمالة مقاطعات ابن امسيك ان يضع يده على ملف المنازل الآيلة للسقوط التابعة للملحقة الادارية 58 مكرر ارتيزانا وقريبا سننشر تحقيقا صحفيا في هذا الباب (…)
إن عنتر وخديجة ما هما إلا لقطة صغيرة من مشهد كبير لأناس يتقاضون رواتبهم من جيوب دافعي الضرائب لكنهم يعتقدون بأنهم اسياد القوم يتعجرفون عليهم كيفما شاؤوا ، والواجب يقتضي تنقيل مثل هؤلاء تأديبا لهم ليكونوا عبرة، للمساهمة في الردع العام من أجل تنبيه الغافلين .

شارك هذا المحتوى